شرعت بلدية الخروب في القضاء على المفارغ العشوائية و التي شوهت المنظر العام بالبلدية، بسبب سلوك المواطنين الذين يستحدثون مفارغ للرمي بطريقة غير قانونية و غير خاضعة للمعايير، كما تسبب الرمي العشوائي في انسداد كبير على مستوى قنوات و مجاري تصريف المياه.
و انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة جديدة في بلدية الخروب والمقاطعة الإدارية علي منجلي، تتمثل في استحداث مفارغ عشوائية من طرف مواطنين، غير خاضعة للمعايير و غير معتمدة من طرف أعوان النظافة الذين يعملون وفق برنامج و مخطط محدد من طرف بلدية الخروب.
و يقوم سكان بتحديد مكان ما داخل الحي، وفق قربه من السكنات وسهولة الوصول إليه غير مراعين الأضرار الصحية التي يمكن أن يتعرضوا لها بمرور الوقت، خاصة وأن جل المفارغ العشوائية تم استحداثها على بعد أمتار فقط من نوافذ العمارات، ما يتسبب في توغل الروائح الكريهة والحشرات إلى داخلها، إضافة إلى الفئران التي تنتشر بالقرب من هذه المفارغ، كما قد تؤذي الأطفال الصغار الذين يتواجدون على بعد مسافات قصيرة من تلك القمامة.
و تتسبب تلك المفارغ العشوائية في تشويه صورة مدينة الخروب وكذا المقاطعة الإدارية علي منجلي، خاصة وأن القمامة تتراكم و تتحول إلى جبال صغيرة من النفايات في ظرف أيام، خاصة و أن أعوان النظافة لا يمرون على تلك النقاط لأنها غير معتمدة بالنسبة لهم، ما يتسبب شيئا فشيئا في غرق تلك الأحياء وسط القمامة، ويضطر بعض السكان إلى حرق تلك القمامة بطريقة فوضوية تؤثر على الصحة العمومية، بعد أن تنتشر روائح كريهة جراء تفاعل النار مع المواد المحترقة و التي بعضها يتمثل في نفايات منزلية و أخرى صلبة.
وكانت بلدية الخروب سباقة لإزالة هذه المفارغ العشوائية، و ذلك في إطار الحملة الوطنية للنظافة التي أقرتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، و تطبيقا لتعليمة والي الولاية التي تقضي بتكثيف حملات النظافة لتحسين المظهر العام و النسيج العمراني للبلدية، حيث تواصل مديرية البيئة بالبلدية تجسيد برنامجها المسطر حول النظافة والنقاوة العمومية عبر إقليم البلدية.
و شرعت أمس بلدية الخروب، في عملية إزالة المفارغ العشوائية وما شابهها، تحت إشراف النائب المكلف بالصحة و النظافة و البيئة، بمعية مفتشي النظافة و النقاوة العمومية بمديرية البيئة، على حملة نظافة استدراكية على مستوى حي 500 مسكن شملت القضاء على النقاط السوداء و المفارغ العشوائية و ما شابهها، وكذلك رفع النفايات المنزلية، الهامدة و الصلبة، تقليم الأشجار و القضاء على الأعشاب الضارة و رفع المخلفات الخضراء.
كما شملت العملية تنظيف المجاري و قنوات تصريف المياه الواقعة على جوانب الطرق و كذا داخل المجمعات السكنية، و دورها يقتصر في تسهيل مهمة تصريف المياه و خاصة عند التهاطل الغزير للأمطار، إلا أن كميات القمامة التي تم رفعها من طرف أعوان النظافة حسب ما أظهرته صور نشرتها خلية الإعلام والاتصال بالبلدية، تؤكد مدى انسدادها بمواد قام برميها سكان الحي، متمثلة في قارورات بلاستيكية و أكياس ومواد تغليف العصير و الحلويات مختلفة الأنواع و «الشيبس» و علب السجائر و غيرها من قمامة المواطنين الذين لم يكتفوا باستحداث مفارغ عشوائية بل يقومون يوميا برمي عشوائي داخل حيهم و على بعد أمتار من سكناتهم، و نظرا للكميات المعتبرة التي تم رفعها خلال العملية، سخرت بلدية الخروب إمكانيات مادية و بشرية معتبرة و بمشاركة مؤسسات عمومية بلدية لإنجاح هذه الحملة.
حاتم / ب