شرعت مصالح بلدية قسنطينة في عملية تصليح الجزء المنهار من السور الحجري لشارع الحرية بمنطقة الكدية في الجهة المطلة على نهج بودربالة، بعد مرور أكثر من سنتين من انهياره، في حين ستخضع جميع الأجزاء الأخرى لخبرة شاملة من أجل التأكد من سلامتها ووضعيتها، كما خصّص المجلس 20 مليار سنتيم من أجل ترميم أسواق جوارية.
ويقع الجزء المعني من السور في المكان المعروف بين السكان بتسمية «ليزاس» بمحاذاة السلالم الرابطة بين نهج بودربالة وشارع الحرية بالكدية، إذ تمثل فرعا مخصصا للراجلين من دروب المركبات المتصاعدة بشكل ملتوي على مسافة تتجاوز نصف كيلومتر، كما تستغل كحظيرة لركن المركبات، إلا أن المكان سجل خلال سنة 2021 انهيارا جزئيا للسور من الجهة العليا المقابلة لمتحف سيرتا ووقعت قطع حجرية ضخمة على مركبة نفعية كانت مركونة بالمكان، ما أدى إلى تسجيل أضرار بليغة فيها، لتقوم مصالح البلدية بتأمين المكان بوضع حواجز معدنية في الموقع، فيما أثارت الحادثة المخاوف من تسجيل انهيارات في نقاط أخرى من السور، خصوصا أن هذا المسار يعرف حركية كبيرة خلال ساعات النهار.
ونصّب العمال المكلفون بالعملية أعمدة السقالة وشرعوا في الأشغال منذ بداية الأسبوع، فيما لاحظنا أنهم ينفذون الترميم ضمن فريقين خلال الصباح والمساء، حيث ذكر لنا نائب رئيس البلدية المكلف بالعمران والإنجازات أن ترميم الجزء المعني لن يستغرق مدة طويلة باعتباره يمثل شقا صغيرا، إلا أنه أكد أن مصالح البلدية ستقوم بخبرة شاملة لجميع أجزاء السور الأخرى للتأكد من سلامتها وعدم انطوائها على خطر الانهيار، بينما لاحظنا خلال اطلاعنا على الموقع أن طول السور الممتد على الجهة المطلة على نهج بودربالة يتجاوز 700 متر، فضلا عن وجود بعض النقاط الأخرى التي تضم أجزاء أخرى من السور الحجري المحيط بمنطقة الكدية، على غرار المقطع الواقع أعلى سوق "الإخوة بطو" بمحيط ثانوية الحرية.
وذكر محدثنا أن المشروع الخاص بإعادة الاعتبار للطرقات والأرصفة في حي القصبة قد أسند لمديرية التعمير والهندسة لولاية قسنطينة بشكل تام، بعدما كانت البلدية مكلفة بجزء منه، كما أسندت عملية إعادة الاعتبار لأزقة السويقة ونقاط من المدينة القديمة لمديرية السكن، فيما ستتكفل مصالح البلدية بإعادة الاعتبار للطرقات والأرصفة بشارع رحماني عاشور «باردو» انطلاقا من محيط فندق سيرتا إلى غاية نهاية الشارع بمحيط محلات حرفيي النحاس.
ونبه المصدر نفسه أن المجلس الشعبي البلدي صادق في آخر دورة له على تخصيص 20 مليار سنتيم من الميزانية الأولية من أجل إعادة الاعتبار لأربعة أسواق جوارية، حيث ستمس كلا من سوق العصر وسوق بومزو وبطو بشارع بلوزداد وغوغة عمار بسيدي مبروك، في حين لفت إلى أن المبلغ المخصص لكل واحد من المرافق المذكورة لن يكون متساويا بحكم اختلاف طبيعة أشغال إعادة الاعتبار وحجمها، موضحا أن سوق العصر وأشغال تدعيم سوق بومزو تعتبر أكبر مما يحتاج إليه السوقان الآخران.
سامي.ح