استعادت ساحة كركري بوسط مدينة قسنطينة حركيتها وتحولت إلى مقصد للعائلات والأطفال خلال ساعات النهار، حيث جعلت عملية التهيئة التي خضعت لها الكثير من المواطنين يترددون عليها، كما ساهم تحويل طريق المركبات إلى شارع رحماني عاشور عبرها في تحفيز النشاط التجاري في الأكشاك الموجودة فيها والمحلات المحيطة بها.
وقمنا بجولة في ساحة "كركري" التي خضعت لعملية تهيئة خلال الأشهر الماضية، حيث لاحظنا أن عددا معتبرا من الأطفال والأولياء كانوا متواجدين فيها ويستغلون ألعاب الأطفال المنصبة ضمن مربعين منها، فيما تزايد النشاط في المحلات والمقاهي المنتشرة بها، خصوصا بعد فتح منفذ شارع رحماني عاشور عليها وغلق المدخل القديم في إطار عملية إعادة الاعتبار لفندق سيرتا. وذكر لنا شخص وجدناه رفقة ابنه في المكان بأنه لم يكن يفضل التردد على الساحة من قبل بسبب المنحرفين الذين كانوا يقصدونها، خاصة خلال الساعات المسائية، لكنه أكد أن عملية إعادة الاعتبار جعلت منها متنفسا للعائلات ما جعله يستأنس بالقدوم إليها بفضل قربها من مسكنه بوسط المدينة.
وما يزال باعة العصافير يتخذون من ساحة كركري سوقا لهم مثلما لاحظنا، رغم أن نشاطهم لا يتجاوز حمل طيورهم وعرضها، حيث أوضح لنا أحدهم أنه اعتاد المجيء إلى المكان منذ سنوات طويلة، مؤكدا أنه لا يقصده بالضرورة لبيع أو شراء العصافير، وإنما يزور الساحة ليلتقي بأصدقائه فقط أحيانا، في حين استحسن محدثنا عملية التهيئة، كما لاحظنا خلال تواجدنا بالساحة أن عدد باعة الطيور ليس كبيرا. أما على مستوى السلالم المؤدية إلى أسفل جسر سيدي راشد، فقد قامت مصالح البلدية مؤخرا بعملية تنظيف، اشتملت على زبر الأشجار وإزالة الحشائش التي كانت تنمو بشكل عشوائي في المكان، كما قام أعوان البلدية مؤخرا بإعادة طلاء الواجهة الخلفية للسلالم بالجهة المقابلة لموقع الحديقة الحضرية "باردو"، حيث تصادف وجودنا مع أشخاص من خارج الولاية قصدوا المكان لمشاهدة المناظر فقط.
وعاد النشاط إلى عدد من المحلات الموجودة في ساحة كركري، على غرار المقهى المفتوح أسفل العمارة المطلة على شارع شيتور، حيث لاحظنا حركية معتبرة بداخله، كما أن الأكشاك التي تقدم خدمات في الساحة عادت إلى النشاط، بعدما كانت الحركية فيها شبه منعدمة خلال السنوات الماضية، لاسيما عند إعادة تهيئة الساحة، بينما تزايد النشاط التجاري وتواجد المواطنين عند مطلع شارع رحماني عاشور منذ غلق المنفذ العلوي المحاذي لمدخل فندق سيرتا، حيث أصبحت سيارات الأجرة التي تنشط على خط وسط المدينة نحو الخروب تركن أسفله، إلا أن الناقلين غير الشرعيين يواصلون مزاحمتهم في المكان.
وحوّل غلق المنفذ المذكور، حركية المواطنين الذين يقصدون المحاور التجارية من وسط المدينة أو غيرها من النقاط عبر "باردو" إلى السلالم المؤدية إلى شارع عواطي مصطفى أو عبر المسلك الواقع خلف فندق "سيرتا" مرورا بساحة كركري، ناهيك عن حركة المركبات التي تتزايد خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية، فيما انعكس هذا الأمر في ارتفاع معدل النشاط في المحلات الموجودة في الجهة العليا من باردو، على غرار ما لاحظناه في أحد المقاهي الواقعة بالقرب من مسجد الشنتلي، فيما ذكر لنا سائق مركبة أنه أصبح يقصد المكان من أجل ركن مركبته في الحظيرة القريبة من المسجد المذكور لتوفر المساحة كلما اتجه صوب وسط المدينة، مؤكدا أن المكان خلصه من مشكلة الركن المسجلة في أغلب الأماكن الأخرى.
وقد خضعت ساحة كركري لعملية إعادة اعتبار أطلقتها مديرية التعمير لولاية قسنطينة بقيمة تتجاوز 7 ملايير سنتيم، حيث انطلقت الأشغال شهر أفريل من العام الماضي، كما شملت إعادة الاعتبار للسلالم الحجرية المخصصة للجلوس وبلاطات الشرفة المطلة على الحديقة الحضرية باردو وتسوية الأحواض المتدرجة المخصصة للنباتات وتهيئتها، فيما أعيد الاعتبار للعديد من الأجزاء الأخرى من الساحة، على غرار السلالم الجانبية التي تفضي إلى شارع شيتور ومساحات أخرى من الأرضية. من جهة أخرى، يرتقب أن يعاد فتح فندق سيرتا بعد بعث ورشة إعادة الاعتبار على مستواه، حيث تجري فيه أشغال خارجية في المقطع المغلق من الطريق، فضلا عن استكمال الأشغال الداخلية، مثلما أعلنته مصالح الولاية منذ حوالي أسبوع.
ويذكر أن ساحة كركري خضعت لعدة عمليات تهيئة من قبل، لكنها سجلت تدهورا وإهمالا خلال السنوات الماضية، في حين كان جزء منها يستغل في وقت سابق كمحطة للحافلات.
سامي.ح