دُشنت، أمس الأول بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بقسنطينة، مدينة سينمائية مصغرة نموذج عن المدينة العتيقة السويقة، كما أُعلن عن ميلاد نادي سينما وافتتاح جناح خاص بالكتاب الأمازيغي، فيما أُقيمت معارض تراثية، تبرز تنوع الموروث الثقافي الجزائري، وما تزخر به مناطق الوطن.
تميز حفل بداية السنة الأمازيغية الجديدة، بحضور كبير للعائلات والزوار الذين التقطوا صورا تذكارية أمام مجسم المدينة السينمائية، وديكور المعارض التقليدية، وبتواجد حرفيين وفنانين، حيث تزين بهو دار الثقافة مالك حداد بحلة تراثية، من خلال تنظيم نشاطات ومعارض متنوعة تبرز عمق الموروث الثقافي الأمازيغي، والتنوع الذي تحضى به الجزائر، وتم بالمناسبة افتتاح جناح الكتاب الأمازيغي، فيما كانت المرأة الأمازيغية حاضرة في لوحات كوريغرافية تبرز الحلي والزي التقليدي الجزائري.
وتشجيعا للأعمال الفنية والسينمائية، عرف الاحتفال الذي جاء تحت شعار «يناير هوية وتراث»، الإعلان عن ميلاد نادي السينما الأسبوعي «سيرتا موفيز كلوب» لدار الثقافة مالك حداد بالتنسيق مع جمعية «نوميديا آر»، وإعطاء إشارة انطلاق الدورة التكوينية في مجال التصوير السينمائي والمونتاج المنظمة بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، كما كُرم فيه مبدعون في مجال التصوير والديكور من أبناء المدينة، وتم إمضاء اتفاقية شراكة بين دار الثقافة مالك حداد والمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري بقسنطينة.
وأفادت، مديرة دار الثقافة مالك حداد، أميرة دليو، عل هامش الاحتفال برأس السنة الأمازيغية «يناير» 2974، بأن إمضاء اتفاقية شراكة بين دار الثقافة مالك حداد والمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري بقسنطينة جاء بهدف تفعيل هذه المدينة السينمائية واستغلالها في تصوير مختلف الأعمال، وقالت إن هذه الخطوة تعد بادرة للانفتاح على السينما، مضيفة
بأن رمزية هذا الحي العتيق لطالما ارتبطت بالصمود، وإبراز تاريخ المدينة التي تعبق برائحة التراث والهوية الوطنية، فضلا عن أن السويقة كانت حاضنة للحرفيين ولعادات وتقاليد القسنطينيين، وهو ما تم توظيفه في إنجاز المجسم من خلال إعادة تجسيد محلات بعض الحرف على غرار بيع الزي التقليدي، وأخرى لعرض النحاس والماء المقطر.
من جهته قال مصمم ديكور المدينة، نور الدين مزهود، بأنه أدخل على المجسم تقنيات حديثة، لم تكن موجودة في السابق، مضيفا بأن المدينة أُنجزت في وقت قياسي وذلك بتضافر كل الجهود لتحقيق نتائج مرضية.
من جانبه عبر المخرج والممثل، أحمد رياض، عن إعجابه بهذه الخطوة، مؤكدا على الدور الفعال الذي تلعبه السينما في تسليط الضوء على التراث والتعريف بالثقافات المحلية، فضلا عن تنشيطها للسياحة وتعريفه بالبلد الذي يتم التصوير فيه، منوها إلى قدرة الأعمال السينمائية على التأثير بالحنين على الجمهور ورفع وعيهم بقيمة المدن العتيقة.
إيناس كبير