سجل مشروع تموين بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو بولاية قسنطينة، من نقب عين التين بميلة، اختلالات تقنية وتسربات مائية حالت دون الاستفادة من العملية التي رصد لها غلاف مالي معتبر، حيث شدد وزير الري ووالي الولاية على ضرورة إنهاء المشكلة في آجال قريبة جدا، فيما ستشرع مديرية الموارد المائية في إصلاح الجزء المنهار والانزلاقات المسجلة بوادي بومرزوق، كما سيتم التكفل بمشكلة التسربات بالقطب العمراني الرتبة.
ولم يستفد سكان ابن زياد ومسعود بوجريو، من مشروع الربط من نقب عين التين إلى اليوم رغم استكمال الأشغال والقنوات ومحطات الضخ بشكل نهائي، بعد أن رصد للمشروع غلاف مالي معتبر يقدر بـ 150 مليار سنتيم، حيث كلفت وزارة الري الوكالة الوطنية للموارد المائية برصد المياه المتسربة، فيما قال الوالي عبد الخالق صيودة، على هامش معاينة وزير القطاع للمشروع مؤخرا، بأنه من غير المعقول رصد غلاف مالي معتبر، في حين أن الماء لم يصل السكان وقال إنه إذ ظل الأمر على حاله، فإن المشروع يعد فاشلا.
أما وزير الموارد المائية، طه دربال، فقد أكد أنه توجد حلول تقنية وسيتم التنسيق مع الوكالة، حيث طالب بضرورة إدماج المياه الضائعة في القنوات من أجل استغلالها، وعدم تركها في هذه الوضعية، إذ سجل وجود تسربات من قنوات سد بني هارون وكذا مياه منابع، ليطلب الوزير بإيجاد حل تقني مستعجل لهذه المشكلة المسجلة وتقديم تقرير عن هذه العملية للوزارة، كما تجدر الإشارة إلى أن المشروع يسمح بتزويد بلديتي مسعود بوجريو وابن زياد والمشاتي التابعة لهما، وهي الفروج، المالحة، ربيعي عيسى، وعين كبيرة بطاقة ضخ تقدر بـ 90 لترا في الثانية.
وفي مجال مشاريع القطاع، ذكر مدير الري المعين مؤخرا على رأس الولاية، في تصريح على هامش زيارة الوزير، بأنه سيتم الانطلاق في الأشغال الخاصة بتهيئة الجزء المنهار بوادي بومرزوق على مستوى المحطة الشرقية للمسافرين، حيث شهد تدهورا جزئيا قبل سنوات، ثم انهار بشكل شبه كلي شهر جوان من السنة الماضية وذلك إثر فيضانات عارمة مست الوادي، فيما أصبح المكان يشوه المنظر العام لوقوعه بالمدخل الشرقي الرئيسي للمدينة، فضلا عن وقوعه بمحاذاة محطة المسافرين.
وقد شرع قبل فترة في تنظيف الوادي وذلك بالموازاة مع زيارة وزير الري، حيث ذكر مدير القطاع، بأن هذه المرحلة ستتعلق بتنظيف المجرى من كتل الإسمنت وإزالة الأجزاء المنهارة، في حين سيتم في العملية الموالية الانطلاق في أشغال التهيئة، لكنه أشار إلى أنها ستكون في فصل الصيف حتى يكون منسوب المياه منخفضا.
وذكر المتحدث، أن المشروع منح لمؤسسة «أونيد» للإنجاز، حيث ستعمل على إصلاح الجزء المتضرر مع التكفل بالانزلاق المسجل على مستوى جزء من الوادي، كما تجدر الإشارة إلى أن المديرية قد وجهت في وقت سابق، إعذارا إلى مجمع الإنجاز الكوري «دايو» و«أونيدري» الجزائري، بخصوص مشروع معايرة وإعادة تهيئة الوديان بالمناطق الحضرية بقسنطينة، إذ لاحظت فشل المجمع في مهمته المتمثلة في إنجاز المشروع وفقا للآجال التعاقدية، فضلا عن إهمال وترك الورشة التابعة له وكذا عدم معالجة مشكلة الانزلاقات وعدم طي قاعدة الحياة.
وطالبت المديرية، بضرورة إتمام المشروع والتكفل بالانزلاقات، مهددة بفسخها على عاتق المجمع، علما أن الأخير استفاد من الصفقة وفقا لصيغة التراضي البسيط في بداية 2013 على أن ينجز المشروع في آجال لا تتعدى 20 شهرا، كما تجدر الإشارة إلى أنه كلف الخزينة العمومية ما يقارب 1500 مليار سنتيم، حيث أوكلت للمجمع الكوري عملية إنجاز 9.6 كلم من أشغال وضع الخرسانة والتهيئة، أي ما يمثل أزيد من 70 في المائة من المشروع، أما المسافة المتبقية والبالغة 2.4 كلم، فقد أسندت للمؤسسة العمومية «أونيدري».
وفيما يخص التسربات المائية الكبيرة والانقطاعات المتكررة في التزود بمياه الشرب بالقطب العمراني 6 آلاف سكن الرتبة ببلدية ديدوش مراد، فقد أكد الوالي، في تصريح للصحافة خلال الزيارة، بأنه تمت مراسلة الجهة المعينة وهي وكالة «عدل» بكل الاختلالات، إذ تم إعداد دراسة دقيقة بهذا القطب العمراني وسيقدم الملف بكل التفاصيل، كما أشار وزير الري إلى وجود غلاف مالي بالتنسيق مع وزارة السكن من أجل التكفل بمشاكل المياه بالأقطاب العمرانية على مستوى كل ولايات الوطن ومن بينها قسنطينة.
لقمان/ق