دعا أمس، أطباء وشبه طبيون بالمستشفى الجامعي بقسنطينة إلى الحد من التحويلات العشوائية من مختلف المؤسسات الصحية، حيث تسبب الوضع المسجل في ضغط كبير أدى إلى تشبع المصالح وعدم التكفل الجيد بالمريض، مشيرين إلى تعرضهم إلى اعتداءات لفظية وحتى جسدية، وأكدت الإدارة بأن المستشفى ضحية صورة نمطية سيئة التصقت به لكنها لا تعكس في الحقيقة المجهودات المبذولة، فيما أكدت فيدرالية المجتمع المدني ضرورة تحسين ظروف استقبال المرضى.
ونظمت، أمس، فيدرالية جمعيات المجتمع المدني بالتنسيق مع إدارة المستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس، ونقابات الأطباء وشبه الطبيين، ندوة حول كيفية تحسين ظروف الاستقبال بالمستشفى، تحت شعار «المريض سيد وكلنا في خدمته»، حيث ذكر مدير المؤسسة حسن برانية في مداخلته، أن الطواقم الطبية ومختلف الأسلاك تعمل في ظروف صعبة وتحت ضغط كبير، إذ أن الجميع يبذل مجهودات كبيرة في سبيل المريض لكن الإيجابيات لا يتم ذكرها ويتم فقط التركيز على السلبيات، مضيفا أن التطرق للإيجابيات سيحفز على العمل وبذل جهد أكبر تحسينا للخدمات، كما نوه بدور المجتمع المدني في العمل على تحسين صورة المستشفى الجامعي الذي هو ضحية صورة نمطية، قدمها بعض موظفيه رغم أن الغالبية، كما قال، تعمل بجد.
وذكر رئيس فدرالية جمعيات المجتمع المدني عبد الحكيم لفوالة، بأن الدولة سخرت إمكانيات ضخمة للمستشفى الذي يتوفر على 6 آلاف موظف من مختلف الأسلاك، حيث قال بأن ما تقدمه هذه المؤسسة من خدمات يفوق بكثير قدراتها الاستيعابية، ورغم هذا فإن الأطباء وشبه الطبيين يتحملون ضغطا كبيرا لاسيما بسبب التحويلات العشوائية، ناهيك عن ضغوط مرافقي المرضى، في الوقت الذي يحاول فيه البعض، كما صرح، التشويش على صورة القطاع بأكمله مستغلين بعض الأخطاء الصادرة من بعض الموظفين.
ودعا المتحدث، إلى ضرورة العمل على تحسين ظروف استقبال المرضى لتحسين صورة المؤسسة، بدءا من البوابة الرئيسية إلى غاية المصالح الطبية، إذ يجب احتواء المرضى وأهاليهم من خلال تبني لغة الحوار، كما أشار إلى أن الفدرالية سترافق المستشفى في هذا العمل لتحسين ظروف التكفل، مضيفا بأنه وخلال إجراء استبيان في العطلة الأسبوعية الماضية، تم تسجيل أزيد من 32 تحويلا نظاميا لمرضى غالبيتهم نحو مصلحة الولادة، مؤكدا أن عدد التحويلات العشوائية أكبر بكثير من النظامية.
وتحدثت قابلات من مصلحة الولادة، عن عدم قدرة المصلحة على استيعاب المريضات حيث أن عدد الأسرة يقدر بـ 34 بينما يتم التكفل يوميا بأزيد من 80 حاملا، لتكون النتيجة وضع مريضتين أو ثلاث في سرير واحد، لتجد الطواقم الطبية نفسها في مواجهة مرافقي المريضات، إذ يتعرض جميع من يعمل بالقسم إلى الشتم، وحتى الاعتداءات الجسدية في بعض الحالات.
وعزا ممثلون عن الأطباء، عدم التكفل الجيد بالمرضى عبر المصالح لاسيما فيما يتعلق بالاستقبال، إلى الضغط ونقص الإمكانيات في الكثير من الحالات بسبب العدد الكبير للمرضى الذين يقصدون كل المصالح، فعلى سبيل المثال فإن مصلحة أمراض القلب تشهد ضغطا كبيرا جدا على مدار اليوم وأحيانا يسجل انعدام للأسرة وبعض الوسائل بما ينعكس سلبا على أداء كل الأسلاك الطبية.
وطالب ممثلون عن كل الأسلاك بالمستشفى، بضرورة التكفل الصحي بالموظفين، إذ لا يعقل، حسبهم، أن يكون من يتكفل بالمريض غير قادر على العلاج بالمؤسسة التي يعمل بها، وهو أمر أكدوا بأنه ينعكس سلبا على الأداء العام للمؤسسة، قبل أن يؤكد رئيس مصلحة طب العمل بأن القانون الجديد يلزم كل الموظفين بإجراء فحوصات دورية مرتين في العام.
لقمان/ق