نُظّمت أمس، التصفيات الجهوية لمسابقة “كودافور” الخاصة بالبرمجة، الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بهضبة “تكنوبول” جامعة قسنطينة 3، بمشاركة ممثلين عن 5 ولايات، فيما شكّلت المناسبة فرصة لعرض تلاميذ مشاركين لأفكارهم الابتكارية، في ميادين الخدمات والطب، تعتبر حلولا لمشاكل واقعية.
التصفيات الجهوية “كودافور” التي شارك فيها تلاميذ من ولايات قسنطينة، باتنة، المسيلة، سطيف والعلمة، أشرفت على تنظيمها مؤسسة الجزري للروبوتات، وتعد محطة للتأهل إلى المسابقة الوطنية التي ستنظم بتاريخ 20 أفريل الداخل، والتي ستنظّم كذلك بقسنطينة، ليتأهل 30 فائزا مقسما على 10 مجموعات إلى المسابقة العالمية بدبي مطلع شهر ماي المقبل، مثلما ذكرته مسيّرة “تكنوبول قسنطينة” وداد صالحي.
وشكّلت المناسبة فرصة لعرض التلاميذ لأفكارهم المبتكرة على مختصين وشركاء، حيث قام التلميذ، حذيفة بوراوي، صاحب 13 سنة، بعرض اختراعه الذي أسماه “المسجّل الذكي”، إذ يغني عن تسجيل الحضور والغياب بالمؤسسات يدويا وما ينجرّ عنه من تأخر، فهو عبارة عن جهاز يتكوّن من تطبيق للبرمجة حساس للحركة، يقيس المسافة والمدة، وبمجرّد تحريك العامل ليده على الجهاز كأنّه يلقي التحية، ليقوم الجهاز بالاستشعار ويرسل تنبيها للمدير يتضمّن معلومات عن الشخص المعني.
وابتكرت التلميذة، أسيل علمي، فكرة لجهاز ذي بعد خدماتي طبي سمّته “تسوّق معي”، يتكوّن من كاميرا مدعّمة بالذكاء الاصطناعي وشاشة تدمج بعربات التسوّق، بحيث تتمكّن الكاميرا من التعرّف على المنتجات وتحسب المبلغ الكلي ثم تقتطعه من البطاقة الذهبية، ما يغني عن الانتظار في طوابير للدفع، بالإضافة إلى معرفة حالة الشّخص ما إذا كان يعاني من أمراض وتحليل مكوّنات المنتجات بغية تنبيهه بعدم شراء مقتنيات معيّنة لكونها لا تناسب صحته.
كما استعرض التلميذ، حيدر كثير، مشروعه “علبة الدواء الذكية”، الذي يعمل على تذكير المرضى والمسنين الذين يعانون من نسيان مواقيت تناول الدواء، وأوضح التلميذ أنّ العلبة مصنوعة من البلاستيك ومزوّدة بمؤقت، وتحمل جانبين من خلال برمجتها على وقت تناول العقاقير لتصدر صوتا وتمنح المعني قرص دواء.
وذكر مؤسس مؤسسة الجزري للروبوتات ومدير مركز ابتكارات الأطفال بـ “تكنوبول قسنطينة” حسام بلكور، أنّ المسابقة تستهدف التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و18 سنة، في الأطوار التعليمية الثلاثة، وهي في مرحلة التصفيات الجهوية، بعد أن تمّ في وقت سابق إجراء التصفيات المدرسية الأولية، مضيفا أنّ المسابقة تنقسم إلى شقّين، الأوّل يتعلّق بمسار الابتكار وريادة الأعمال ويتضمّن 5 محاور تتمثّل في الزراعة، البيئة، التعليم، الأتمتة، والصحة، فيما يشمل المسار الثاني روبوتات المدينة الذكية، التي يطلب من خلالها على المترشّح القيام بـ 11 مهمة عن طريق الروبوت في مدة 5 دقائق، أما في التصفيات الجهوية المنظمة فتم تقليص المهام إلى اثنتين وكذا التوقيت إلى دقيقتين مراعاة للوقت.
وأكدت مسيّرة “تكنوبول قسنطينة” الدكتورة وداد صالحي، أنّ هذا النّوع من المسابقات يساهم في نشر ثقافة المقاولاتية وروح المبادرة لدى الأطفال والطلبة الجامعيين، إذ تمّ هذه السنة تدريب الطلبة ليساهموا في تكوين ومرافقة الأطفال المشاركين، مشيدة بالابتكارات التي تقدّم بها هؤلاء والتي اعتبرتها حلولا فعلية لمشاكل واقعية ولها سوق وزبائن.
إسلام.ق
