تحوّلت العديد من المحاور بقسنطينة، لاسيما على مستوى الطريق السيّار شرق غرب، إلى كابوس يؤرق مستعملي هذا المسلك، بعد وقوع عشرات حوادث المرور في هذا الشطر، والتي حصدت عشرات الأرواح وإصابات بليغة، وخاصة على مستوى بعض النقاط السوداء على غرار أشطر عين سمارة وزواغي وجبل الوحش.
ويُعرَف شطر الطريق السيّار شرق غرب في قسنطينة، بصعوبة تجاوزه مقارنة بالأشطر الأخرى التي تكون في غالبها في شكل مستقيم، إذ أن المنعرجات الخطيرة تبدأ من عين سمارة مرورا على زواغي ثم الخروب ثم المريج، وصولا إلى الشطر الأخير الذي يعتبر الأخطر وهو مقطع جبل الوحش.
وتسببت هذه المنعرجات الحادة والخطيرة في وقوع عشرات حوادث المرور في فترة قصيرة، نتيجة السرعة الفائقة لبعض السائقين وخاصة سائقي الحافلات والشاحنات ذات الوزن الثقيل، بحيث يصعب التحكم في المركبات، كما تكمن خطورة هذا الشطر في وقوعه على مرتفعات على غرار عين سمارة والخروب وخاصة جبل الوحش أين يصادف السائق منحدرا حادا من حي جبل الوحش نحو المريج ما يجعل هذا الشطر نقطة سوداء.
ويعتبر شطر قسنطينة بالطريق السيّار شرق غرب مسلكا حيويا وهاما، إذ أنه يربط القادمين من الشرق والوسط والغرب الجزائري باتجاه ولايات أقصى الشرق على غرار سكيكدة وقالمة وعنابة والطارف وصولا إلى الحدود التونسية، ما يجعل الإقبال عليه كبيرا جدا بما أنه يعتبر همزة وصل بين الولايات الجزائرية والبلد الجار.
رداءة الأحوال الجوية
ترفع الحوادث
ويعتبر الشطر الواقع بحي زواغي سليمان الأخطر على الإطلاق بالطريق السيّار في قسنطينة، خاصة وأنه يعرف وقوع حوادث مرورية عديدة يوميا، إذ يتمثل في مرتفع ثم منحدر بمنعرج حاد باتجاه الخروب، ما يتسبب في انحراف المركبات بكل سهولة خاصة تلك التي يقود أصحابها بسرعة كبيرة، خصوصا لدى تهاطل الأمطار وحبات البرد، ويمتد أخطر شطر من مداخل المقاطعة الإدارية علي منجلي باتجاه جامعة صالح بوبنيدر وصولا إلى مدخل الطريق نحو مدينة الخروب. وعرف هذا المسلك أكبر حادث مروري خلال هذا العام، يوم السبت الماضي، بعد انحراف ثم انقلاب حافلة لنقل المسافرين تعمل على خط الجزائر العاصمة-عنابة، ما أدى إلى وفاة شخصين وتعرض 33 راكبا لإصابات متفاوتة الخطورة. وحسب شهود عيان، فقد انحرفت الحافلة عن مسلكها بسبب الأرضية الزلجة، خاصة وأن الحادث تزامن مع بداية تهاطل الأمطار.
كما يعتبر شطر عين سمارة من أخطر الأشطر في الطريق السيّار على مستوى ولاية قسنطينة، وذلك بسبب اهتراء أجزاء عديدة منه، نتيجة الأمطار المتهاطلة والتي تسببت في انزلاق الأرضية وخاصة في الجزء الممتد من عين سمارة إلى زواغي أو مدخل المقاطعة الإدارية علي منجلي عبر جامعة صالح بوبنيدر.
ويمتد الطريق المهترئ لعشرات الأمتار سواء بالطريق الرابط بين عين سمارة إلى زواغي أو في الاتجاه المعاكس، وبسبب تلك المطبات المنجزة بفعل رداءة الأحوال الجوية يعاني الآلاف من مستعملي هذا المحور يوميا من أجل قطع تلك المسافة بأمان كما تشكل خطرا كبيرا على الذين لم يسبق لهم المرور عليها.
منعرج الموت بمحور دوران «كوجال»
وتحول محور دوران مؤسسة «كوجال» بجبل الوحش إلى منعرج للموت، بعد أن حصد أرواح العشرات من السائقين ومرافقيهم، وتكمن خطورة هذا المسلك في منعرجاته الخطيرة يمينا ويسارا والتي تكون على مسافة قصيرة من طريق مستقيم، ما يجعل السائق يعتقد أنه أمام مجال مفتوح لزيادة سرعته ليتفاجأ بمنعرجات حادة وبالتالي يصعب عليه تخفيف السرعة في وقت قياسي ما يتسبب في حدوث انحراف أو انقلاب المركبة وذلك مباشرة بالقرب من محور الدوران الواقع بمحاذاة مؤسسة كوجال. وسجلت مصالح الحماية المدنية أرقاما مرعبة على مستوى الطريق السيار شرق غرب بشطر قسنطينة، حيث بلغ إجمالي المصابين جراء حوادث المرور في هذا الشطر خلال الفترة الممتدة ما بين 13 مارس و13 أفريل، أزيد من 50 مصابا مع تسجيل قتيلين.
الحماية المدنية تُكثف حملات التحسيس
وقد كثفت مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى، من حملاتها التحسيسية في فائدة السائقين بتوعيتهم بمخاطر السياقة بسرعة وعدم احترام قوانين وإشارات المرور وذلك على مستوى عدة محاور رئيسية وطرق، على غرار بوالصوف وكذا ببلدية عين عبيد وغيرهما، مع تقديم الإرشادات اللازمة ومطويات لمستعملي الطريق بضرورة احترام قانون المرور وعدم استعمال السرعة المفرطة والتجاوز الخطير.
وأكد الرائد سمير بن حرز الله، من مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة، أنه تم التدخل في عدة حوادث مرور وقعت على مستوى الطريق السيّار شرق غرب، موضحا أن المديرية لم تتوان في تحسيس وتوعية السائقين على فترات متفرقة من السنة، بغية التخفيف من عدد الحوادث، التي زادت بسبب رداءة الأحوال الجوية خلال الأيام الأخيرة، حيث ذكر أن مصالحه سجلت 18 حادثا خلال أول يومين من عيد الفطر، مطالبا السائقين بالتحلي بروح المسؤولية وتفادي السياقة المتهورة التي تؤدي إلى مجازر مرورية.
حاتم/ ب