سجل قطاع الموارد المائية بقسنطينة، مشاريع جديدة لاستبدال قنوات مياه قديمة بأخرى مطابقة للمعايير المعمول بها، حيث رصد لها غلاف مالي يقدر بـ 70 مليار سنتيم، ومن شأن هذه العمليات أن تقلص من حدة التسربات التي تتسبب في ضياع 40 بالمئة من حصة الولاية من المياه، فيما تم إصلاح أزيد من 480 تسربا الشهر الماضي في العديد من البلديات.
وأفاد مدير شركة المياه والتطهير» سياكو» شبري عبد الكريم، في لقاء صحفي أمس الأول، بأن العديد من البلديات لاسيما قسنطينة والخروب وكذا البلديات الشمالية تسجل اهتراء في شبكات المياه، بما يتسبب في تسربات مائية متكررة والتي تقابلها خسائر مادية وتسخير عتاد وعمال لإصلاحها، مشيرا إلى أنه وفي عملية تضامنية الشهر الفارط شاركت فيها 12 ولاية بعتادها، تم إصلاح 482 تسربا ببلديات قسنطينة والخروب وزيغود يوسف وغيرها.
ولفت المتحدث، إلى أن 40 بالمئة من حصة قسنطينة من المياه، تضيع بسبب التسربات المائية، علما أن الحصة اليومية من المياه السطحية والجوفية تقدر بأزيد من 318 ألف متر مكعب، كما أكد أن السلطات تعمل على التكفل بإعادة الاعتبار لقنوات المياه الصالحة للشرب المهترئة، فقد سجلت مديرية الموارد المائية مؤخرا عمليات مالية إجمالية تقدر بـ 70 مليار سنتيم لإنجاز قنوات مطابقة للمعايير المعمول بها، كما ينتظر مستقبلا التكفل بها تدريجيا.
وما زالت مؤسسة سياكو، تعاني من عجز مالي بسبب ثقل التكاليف اليومية للتدخلات، حيث ذكر المسؤول، بأن تكاليف معالجة المياه بإحدى المواد تكلف ما يزيد عن ملياري سنتيم شهريا، في حين أن قطع الغيار قد كلفت في الفترة الأخيرة، ما يزيد عن مليار و 300 مليون سنتيم، كما أن الديون الإجمالية لدى المواطنين والمؤسسات ومختلف البلديات تقدر بـ 400 مليار سنتيم وهو رقم كبير جدا، مؤكدا بأنه قد شرع في إجراءات للعمل على استرجاع ما يمكن استرجاعه من أجل تخفيف العجز المالي للمؤسسة.
وأبرز المتحدث، بأن سياكو تسيّر المياه عبر 12 بلدية وتتكفل بإيصالها إلى مليون و 300 ألف مواطن، كما تسيّر 34 نقبا و 75 محطة ضخ وكذا محطة معالجة المياه بسيدي خليفة بولاية ميلة، التي تنتج يوميا 330 ألف متر مكعب من المياه، إذ تتطلب هذه المنشآت تكاليف باهظة جدا، كما أشار إلى استخدام 21 طنا من الكلور شهريا و 8 أطنان من الكالسيوم في معالجة المياه، داعيا المواطنين إلى التقدم إلى مختلف الوكالات من أجل تسديد المستحقات، كما أبرز بأن الوالي يؤكد في كل مرة على المسؤولين المحليين من أجل تسوية المستحقات العالقة.
وتعد قسنطينة، وفق مدير «سياكو»، من بين الولايات الرائدة في مجال توزيع المياه، حيث أن 62 بالمئة من السكان يتزودون بنظام 24/24 ساعة، بينما يتزود 25 بالمئة يوميا بمعدل 14 ساعة في اليوم، فيما تتزود البقية مرة في اليومين بمعدل 6 ساعات، كما أن الولاية تتزود بـ 30 بالمئة من حصتها من المياه الجوفية، في حين أن حصة الفرد اليومية تقدر بـ 230 لترا، لكن المشكلة الأكبر تسجل بالبلديات الشمالية على غرار حامة بوزيان وديدوش مراد وزيغود يوسف، إذ تسجل حالات أعطاب بسبب انسداد القنوات بفعل مادة الكلس وكذا اهتراء وقدم القنوات التي أنجز جزء كبير منها بمادة الأميونت.
لقمان/ق