انطلقت صباح أمس، عملية ترحيل 1226 عائلة من قاطني السكنات الهشة بقسنطينة، حيث مست المرحلة الأولى أكثر من 500 مستفيد يقطنون بالأكواخ القصديرية لحي الإخوة عباس «وادي الحد»، بينما أكد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، أنها تندرج ضمن عملية كبرى لتوزيع أكثر من 4 آلاف وحدة سكنية بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، مشيرا إلى أنها تضم أكثر من 2700 سكن اجتماعي، إلى جانب حصص من صيغ سكنية أخرى.
وشرعت منذ الرابعة صباحا من نهار أمس مصالح دائرة قسنطينة بالتنسيق مع مصالح البلدية ومختلف الهيئات والمؤسسات العمومية المعنية في عملية ترحيل قاطني أكثر من 500 كوخ قصديري في الجهة العليا من حي الإخوة عباس، المعروف باسم «وادي الحد»، إلى سكنات جديدة بالتوسعة الغربية من المقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث شملت أكثر من 300 مستفيد كانوا يقطنون بالتجمع القصديري المسمى أرض جاب الله 1، بالإضافة إلى مستفيدين من التجمعات القصديرية المسماة أرض جاب الله 2 و«مسكين» و«بوشهرين» و«شعباني». وقد وضعت مصالح الدائرة تحت تصرف المعنيين مكتبا على مستوى المدرسة الابتدائية الواقعة بالحي لاستقبال المواطنين من قاطني الأحياء المذكورة والاستماع لانشغالاتهم من قبل رئيس الدائرة ورئيس البلدية، بينما خصص مكتب لاستقبال الطعون على مستوى المندوبية البلدية سيدي مبروك، مثلما أوضحه لنا المندوب البلدي توفيق بولخروف.
من جهة أخرى، شرعت آليات المؤسسات العمومية البلدية وعمال البلدية في عملية هدم البيوت الهشة التي رحل منها قاطنوها مباشرة بعد مغادرتها، حيث سخرت البلدية شاحناتها أيضا من أجل مساعدة المستفيدين في نقل أثاثهم وأغراضهم المنزلية باتجاه سكناتهم الجديدة بعلي منجلي، فيما أبدى المستفيدون الذين تحدثنا إليهم استحسانهم وعبروا عن فرحتهم بالترحيل، كما شارك منتخبون ومسؤولون من بلدية قسنطينة في الإشراف على عملية الترحيل وتنظيمها، إلى جانب مصالح الأمن الوطني والحماية المدنية وأعوان ديوان الترقية والتسيير العقاري ومؤسسة «سونلغاز» وغيرها، الذين أطروا المستفيدين على مستوى حي وادي الحد والحي الجديد الذي نقل إليه المرحلون في التوسعة الغربية من المقاطعة الإدارية علي منجلي.
وتوجه والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، إلى المقاطعة الإدارية علي منجلي من أجل الاطلاع على مجريات الترحيل في العمارات الواقعة بالوحدة الجوارية 14 من التوسعة الغربية، حيث زار بعض الشقق واطلع على وضعيتها كما تحدث مع المستفيدين، فيما أوضح في تصريح للصحافة أن العملية تأتي في إطار الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال، حيث أكد أنها تمس 18 حيا لا تتوفر فيها الظروف اللائقة للسكن، مشيرا إلى أنها ستشمل توزيع 1226 سكنا، بعد أن انطلقت من حي الإخوة عباس بـ501 سكن، كما نبه أنها ستستمر طيلة الفترة القادمة إلى غاية إتمامها.
وأضاف الوالي أن هذه العملية الموجهة للقضاء على السكن الهش تندرج ضمن عملية أكبر، ستعرف توزيع 4125 سكنا في الخامس من جويلية، من بينها 2700 سكن عمومي إيجاري، بينما تتوزع الحصة المتبقية على صيغ أخرى، لاسيما صيغة السكن الترقوي المدعم. وذكر المسؤول أن العملية المذكورة تأتي تكملة لعمليات أخرى انطلقت من بداية السنة الجارية، حيث وزعت فيها أكثر من 3 آلاف سكن، بينما أشار إلى أنها ستمس كل الأحياء عبر بلديات مختلفة، على غرار عمليات ستشمل بلديات أولاد رحمون وحامة بوزيان وعين سمارة، بحيث ستمثل استكمال البرنامج القديم.
أما رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، فقد صرح لنا بأن عملية الترحيل تندرج في إطار القضاء على الأحياء القصديرية بشكل نهائي، مشيرا إلى أن الترحيل جرى في ظروف حسنة، كما أوضح أن عمليات أخرى ستمس أحياء مختلفة بمدينة قسنطينة. وأكد المصدر نفسه أن إزالة البيوت القصديرية التي رحل منها المستفيدون بحي وادي الحد ستستمر إلى غاية استكمالها بشكل تام.
سامي .ح