الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

فيما يسعى الحرفيون إلى عرض لافتات لاستقطاب أعداد أكبر: المنتجات التقليدية تعيد المارة إلى الأنفاق الأرضية بوسط المدينة


تعرف الأنفاق الأرضية بوسط مدينة قسنطينة عودة نسبية للمارة عليها بعد تنظيم معرض للحرف والصناعات التقليدية على الجهة العليا، فضلا عن أن ارتفاع درجات الحرارة أصبح يدفع كثيرا من المواطنين إلى اللجوء إليها للاحتماء من أشعة الشمس، في وقت يسعى فيه الحرفيون وبائعو المنتجات التقليدية إلى عرض لافتات عند مداخلها لاستقطاب عدد أكبر من المواطنين.
وقمنا بجولة في الأنفاق الأرضية “السوتيران” بوسط مدينة قسنطينة، أين تنظم مصالح البلدية معرضا للحرف والصناعات التقليدية منذ حوالي أسبوع. ودخلنا الأنفاق انطلاقا من المدخل المحاذي لمحكمة قسنطينة، حيث وجدنا أول الأجنحة لحرفيين يعرضون منتجات نسيجية، على غرار الأثواب النسائية، وبعض التحف المنزلية النحاسية وأغراض أخرى، في حين عرض حرفيون آخرون حلويات تقليدية ونباتات منزلية وغيرها من الأغراض. ولاحظنا أن المكان يضم بعض الحركية للمارة، الذين وجدوا فيها مسارا عمليا يقيهم أشعة الشمس اللافحة والحرارة التي كانت في حدود 38 درجة عند قيامنا بالجولة، في حين بدا الجو أكثر انتعاشا وأقل حرا داخل الأنفاق.
ورغم ما يسجل من استمرار لعزوف المارة النسبي على استعمال الأنفاق الأرضية، إلا أن مواطنين أخذوا يتجهون إليها، خصوصا من الجهة السفلى القريبة من دار الثقافة محمد العيد الخليفة والمدخل المقابل لفندق سيرتا، حيث وجدنا فيها بعض الأشخاص الذين ترددوا على محل لبيع الكتب القديمة ومحل لبيع الملابس القديمة، بالإضافة إلى محل قريب لبيع أغراض الديكور المنزلي وألعاب الأطفال عند المنعطف الأول المؤدي إلى المخرج المحاذي لساحة أحمد باي، المعروفة باسم “دنيا الطرائف”، بينما فاجأنا مراهق وهو يلقي قارورة مياه بلاستيكية علينا لدى خروجنا مباشرة من السلالم، قبل أن يعتذر بالقول إنه “لم يلاحظنا”! لكن الملاحظ أن الكثير من المارة يقومون بالسلوك نفسه، حيث يرمون القارورات والمحارم الورقية عند مداخل الأنفاق الأرضية، فضلا عن أن بعضهم يقضون حاجتهم عند مداخلها خلال الساعات المسائية بعد غلقها، ما يؤدي لانبعاث روائح كريهة تجعل المواطنين ينفرون منها.
وسألنا سيدة عن سبب عدم استعمالها للأنفاق الأرضية السفلى والعليا لتجنب أشعة الشمس، فأوضحت بأنها «نسيتها» طيلة الفترة التي كانت فيها مغلقة، خاصة الجهة العليا التي استمر غلقها لسنوات بعد تعرضها لحريق، لتضيف بأن «الأنفاق الأرضية كانت تمثل بالنسبة لها مكانا للتسوق في السنوات الماضية، خصوصا في فترة المناسبات الاجتماعية المختلفة، على غرار الدخول المدرسي ومواسم الأعياد والمناسبات العائلية، مثل التحضير للزواج»، لكنها اليوم لا تلبي حاجات التسوق بالنسبة إليها، مثلما شرحت، ما يجعلها تقصد أماكن أخرى بوسط المدينة، في حين أخبرنا شاب أن والدته المقيمة خارج قسنطينة منذ سنوات طويلة كانت إلى وقت قريب تقترح عليه كسوة أبنائه من «السوتيران» لظنها بأنها مازالت تضم نشاطا تجاريا مكثفا، إلا أنه أكد أنها غيرت رأيها بشأنها بعدما زارتها مؤخرا ووجدت بأن محلات الملابس لم تعد موجودة فيها.
وتحدثنا إلى حرفية تعرض مجموعة من القطع النحاسية وبعض الحلويات في المعرض المقام في الشق العلوي من الأنفاق الأرضية، حيث أكدت لنا أنه لم يستقطب بعد عددا كبيرا من المارة والمتسوقين في الوقت الحالي رغم أن المارة الذين يدخلون يتوقفون لمشاهدة المنتجات ليقتني بعضهم منها، لكنها أوضحت أن المشاركين في المعرض اتفقوا على اقتناء لافتات للتعريف بالمعرض وعرضها على مداخل الأنفاق الأرضية حتى تصل المعلومة إلى المواطنين، كما أوضحت لنا عارضة أخرى أنها تمكنت من بيع بعض المنتجات منذ بداية المعرض، مبدية تفاؤلا بالأيام القادمة، بينما لاحظنا أن المعرض حفز أصحاب المحلات الموجودة في الجهة العليا على الشروع في نشاطهم التجاري، وذلك حين مررنا بمحل لبيع مواد التجميل ومحل آخر لبيع الحقائب النسائية وحقائب السفر، وغيرهما من المحلات التي كانت مغلقة من قبل.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهة العليا من الأنفاق الأرضية قد أُخضعت لعملية تهيئة شاملة، حيث كستها حلة جديدة جعلت منها مزودة بنظام لمكافحة الحرائق وكاميرات مراقبة وخزانات مياه تابعة لنظام مكافحة الحرائق، فضلا عن أن الجدران والأرضية أعيدت تهيئتها بشكل شامل، وأصبحت تضم كوى تحمل مشاهد من الحياة الثقافية للمدينة وصورا لشخصيات تاريخية في مجالات مختلفة، ناهيك عن تجديد الإنارة وغيرها. من جهة أخرى، نظم القائمون على الممتلكات في بلدية قسنطينة بالتنسيق مع ممثلي قطاعات أخرى عدة مبادرات من أجل بعث الحركية داخل الأنفاق الأرضية بوسط المدينة، حيث يندرج المعرض المذكور في هذه الجهود التي تأتي بإشراف من السلطات الولائية.
سامي .ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com