خصصت بلدية قسنطينة، أزيد من 4.4 مليار سنتيم لتهيئة 4 مقابر سجل تدهور كبير في وضعيتها فضلا عن تشبعها، فيما يرفض سكان بعلي منجلي الدفن في المقبرتين الجديدتين، بسبب بُعدها عن الأوساط الحضرية.
وتشبعت مقابر مدينة قسنطينة منذ بداية جائحة كورونا بشكل كبير قبل أن يزداد الوضع سوءا في السنتين الأخيرتين، وفق ما أكده منتخبون بالبلدية، حيث أصبحت مقبرتا زواغي والمركزية بوسط المدينة ممتلئتين عن آخرهما، ما يضطر المواطنين إلى الاستعانة بالمقابر العائلية أو التوجه إلى أماكن بعيدة بكل من الخروب وقطار العيش وأحيانا يلجأ آخرون إلى مقابر بالمناطق التي تنحدر منها أصولهم العائلية، في حين أن الكثير من العائلات أصبحت تفتح القبور القديمة وتدفن موتاها بها، بسبب انعدام الأماكن. وقد تسبب الوضع في تدهور كبير للمقابر الواقعة بوسط المدينة، حيث تم الدفن في مسارات الراجلين بينما التصقت القبور ببعضها نتيجة انعدام الأماكن، كما أحاطت الأعشاب الضارة بالقبور من كل جانب، في حين لم تتمكن مؤسسة تسيير المقابر من التحكم في الوضع نتيجة ثقل تكاليف التسيير، ونقص الوسائل والإمكانيات.
وقد قدمت بلدية قسنطينة، في آخر دورة للمجلس الشعبي البلدي ضمن البرامج الجديدة الممولة من الاقتطاع، إعانة لمؤسسة تسيير المقابر قدرت بأزيد من 4.4 مليار سنتيم، وذلك من أجل إعادة الاعتبار للمقبرة المركزية ومقابر القماص وجبل الوحش وبن شرقي، فيما ذكر منتخبون أن هذه الإعانة تبقى غير كافية.
وسبق وأن اختارت البلدية، ثلاث أرضيات من أجل إنجاز مقابر بشكل مستعجل، إذ تم تسجيل المئات من الشكاوى بخصوص الصعوبات في الدفن، حيث سيشرع في دراسات جيولوجية لهذه الأوعية ويتعلق الأمر بمساحة تقدر بـ 38 هكتارا على مستوى حي صوطراكو ببوذراع صالح، فضلا عن أخرى بـ 6 هكتارات بالزاوش أما الثالثة فهي بجبل الوحش، لكن هذه المشاريع ظلت مجرد حبر على ورق، مما زاد من حدة الضغط على المقابر المتوفرة.
وتتوفر بلدية قسنطينة على 13 مقبرة تتربع على مساحة تعادل 70 هكتارا، من بينها 6 كبرى ويتعلق الأمر بالمقبرة المركزية بوسط المدينة، التي تمتد على مساحة 15 هكتارا، ومقبرة زواغي سليمان بـ 12 هكتارا، وكذا القماص التي تمتد على مساحة 4 هكتارات، بالإضافة إلى مقابر بن الشرقي الممتدة على مساحة 1 هكتار، وجبل الوحش وبومرزوق.
وما زالت المقاطعة الإدارية علي منجلي تفتقر إلى مقبرة إلى اليوم، رغم ارتفاع الكثافة السكانية في السنوات الأخيرة، حيث تجاوز عدد قاطني المدينة، بحسب إحصائيات رسمية أزيد من نصف مليون نسمة، كما عرفت عمليات ترحيل خلال هذا العام، فيما صرح الوالي في آخر دورة للمجلس الشعبي الولائي بأنه قد تم اختيار قطعتين الأولى تقع ضمن النطاق الجغرافي بعن سمارة بمنطقة واد سجار، أما الثانية فتوجد ببلدية الخروب على مستوى الطريق الوطني رقم 1.
وتابع الوالي، بأن اختيار الموقعين تم من خلاله التوزيع الجغرافي لسكان المدينة، حيث أن سكان الجهة الشمالية يوجهون إلى واد سجار والجنوبية إلى نطاق بلدية الخروب، غير أنه مثلما قال فإن الموقعين قد لقيا عدم استجابة من سكان المدينة إذ ما يزالون يدفنون موتاهم في قسنطينة، مشيرا إلى أن الولاية على استعداد لتهيئة المقبرتين.
وقد كان سكان علي منجلي الذين قدم غالبيتهم من أحياء مدينة قسنطينة، يدفنون موتاهم في مقبرة زواغي وبقسنطينة لكن وبعد تشبعهما تم تحويلهم نحو القماص قبل أن تتشبع هي الأخرى ويحول الدفن إلى مقبرة الخروب، في حين قامت بلدية عين سمارة بإصدار قرار بمنع الدفن بمقبرتها من غير القاطنين بها بعد أن سجلت طلبات كثيرة من سكان يقطنون بعلي منجلي.
وقد شكل مشكل الوعاء العقاري بعلي منجلي صداعا للسلطات المحلية، حيث اصطدمت جهود اختيار أرضية بعلي منجلي بصعوبة الطبيعة الجيولوجية للمدينة الجديدة، وسبق أن تم اختيار موقع بالتوسعة الغربية لكن طبيعة الأرض الصخرية حالت دون تجسيد المشروع، في حين أن الأرضيات الصالحة لإنشاء مقابر فلاحية تعود ملكيتها إلى الخواص أو إلى التعاونيات الفلاحية العمومية.
ل/ق