أفاد أمس، مدير حاضنة الأعمال بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة بأن الطلبة تمكنوا من الحصول على 15 وسم "مشروع مبتكر"، حيث قدموا من خلال أعمالهم حلولا تكنولوجية جديدة في مجالات مختلفة، في حين استعرض باحثون مواد البناء الجديدة التي يتم تطويرها في مختلف المؤسسات والمراكز التابعة لقطاع التعليم العالي في الملتقى الوطني الأول حول البناء بمجمع أحمد حماني.
وانطلقت خلال الفترة الصباحية بقاعة المحاضرات مالك بن نبي من مجمع أحمد حماني بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة فعاليات الملتقى الوطني الأول حول الهندسة المدنية والبناء، حيث ألقى الدكتور عبد الحفيظ شعبان الكلمة الافتتاحية مؤكدا بأن اللجنة المنظمة للفعالية استقبلت 213 مداخلة وملخصا، قبلت منها 155، من بينها 120 مداخلة معروضة في ملصقات و35 مداخلة ملقاة، كما أشار إلى أن الفعالية العلمية من تنظيم مخبر المواد واستدامة البناء التابع لقسم الهندسة المدنية بكلية علوم التكنولوجيا.
وقدمت البروفيسور زهرة بن مغسولة حمو المحاضرة الأولى في الملتقى حول “تحليل المواد المبتكرة في مجال البناء بالجزائر”، حيث أكدت فيها بأن المواد المبتكرة في أشغال البناء يتم تطويرها من أجل تحسين الأداء والاستدامة والفعالية الطاقوية، فيما ذكرت منها المواد ذات المصادر العضوية، والعزل بالاعتماد على المواد الناتجة عن التدوير، والزجاج الذكي، والخرسانة المعززة بالألياف، مشيرة إلى أنها تستهدف التخفيف من تكاليف الطاقة وتزيد من مقاومة الظروف المناخية المحلية، إلى جانب عصرنة قطاع البناء واستحداث مناصب الشغل وتطوير المهارات.
وذكرت المحاضِرة أن قطاع البناء يعتبر محوريا في الاقتصاد الوطني ببلادنا، حيث يمثل 12.9 بالمئة من الناتج المحلي الخام في 2023، كما أوضحت أنه موجه بالدرجة الأولى لبناء السكنات من أجل الاستجابة للطلب المتزايد عليها، فيما نبهت إلى تسجيل ارتفاع في إنتاج وتصدير مواد البناء العام الماضي أيضا، إذ بلغت 1.2 مليار دولار ما جعل الجزائر في المرتبة الثالثة إفريقيا من ناحية تصدير هذه المواد. ونبهت البروفيسور بأن الاعتماد على المواد المبتكرة، على غرار الخرسانة الإيكولوجية والمواد المركبة والعوازل الإيكولوجية يظل هامشيا مقارنة بالاعتماد على المواد التقليدية المتمثلة في الخرسانة والآجر، رغم تأكيدها على وجود استخدام محدود للخرسانة الكربونية والعزل الحراري في مشاريع السكنات الاجتماعية والسكن الريفي.
وأوضحت المتحدثة أن المتدخلين في قطاع البناء بدأوا بإدماج مواد مبتكرة بفضل الشراكات والمبادرات المحلية، إذ بات يسجل استخدام لمواد مصنعة بموارد محلية والخشب المركب والآجر المصنع من النفايات الصناعية. وتطرقت المحاضرة إلى دور المؤسسات الجامعية ومراكز البحث في استحداث مواد بناء مبتكرة في الجزائر، حيث استعرضت مختلف الكليات ومراكز البحث التي تنشط في المجال.
وتطرقت الباحثة أيضا إلى المشاريع البحثية التي تشرف عليها المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي في مجال استحداث مواد جديدة للبناء، حيث أوضحت أن مركز البحث العلمي والتقني في التحليل الفيزيائي والكيميائي قد حصل في عام 2022 على براءة اختراع نظير المشروع الخاص بإنتاج مادة عازلة انطلاقا من العجينة المستخرجة من نوى الفواكه، وذلك من بين 180 منتجا بحثيا قابلا للتثمين. وذكرت المتحدثة وجود 421 مشروعا يملك تأثيرا اجتماعيا واقتصاديا، على غرار “جدار التبخير الذكي”، في حين تحدثت عن مشروع لمركز تطوير الطاقات المتجددة ويتمثل في تثمين المواد العضوية من خلال إعادة استعمال نفايات الورق المُرسكل من أجل إنتاج مواد بناء وعزل في ميدان البناء بفضل تركيبتها وبنيتها المتكونة من الألياف.
وتدخل عميد كلية علوم التكنولوجيا لجامعة الإخوة منتوري، البروفيسور عبد الرؤوف مسعي، خلال الفقرة المخصصة للنقاش، حيث أكد على ضرورة ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي من أجل منح الأبحاث التي تجرى في المخابر تأثيرا على القطاع الاقتصادي والاجتماعي، في حين ذكر بأن طلبة الجامعة تمكنوا من الحصول على خمسة عشر وسم مشروع مبتكر بجامعة الإخوة منتوري، متحدثا عن آلية القرار الوزاري 1275 ودورها في المساهمة في ابتكار حلول لقطاع البناء وغيره من القطاعات الاقتصادية، خاصة من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
من جهته، أوضح الأستاذ عبد اللطيف عايب، مدير حاضنة الأعمال الجامعية “سيرتا” بجامعة الإخوة منتوري، في تصريح لنا، بأن أحد عشر مشروعا من بين المشاريع الحاصلة على وسم “مشروع مبتكر” تنتمي لكلية علوم التكنولوجيا، بالإضافة إلى مشروع من كلية الآداب واللغات الأجنبية ومشروعين من كلية علوم الأرض ومشروع من المعهد المختص في التكنولوجيات التطبيقية، مؤكدا أن أصحاب المشاريع استفادوا من التوطين على مستوى القطب التكنولوجي “هضبة قسنطينة” بالمدينة الجامعية قسنطينة 3.
سامي .ح