حذرت أول أمس، مصالح بلدية حامة بوزيان المواطنين من استهلاك المياه التي تباع في الشاحنات ذات الصهاريج غير المرخصة، بعد تسجيل حالات إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، حيث بينت التحاليل المخبرية أن جميع المصابين يستهلكون مياه هذه الشاحنات، فيما يأتي الإعلان بعد مراسلة من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، كما أكدت مصالح البلدية على منع توزيع المياه دون رخصة من قبل أصحاب الصهاريج المتنقلة.
وأصدر الهيكل البلدي لحفظ الصحة والنظافة العمومية في بلدية حامة بوزيان بيانا موجها للمواطنين، جاء في شكل “إعلان من أجل حفظ الصحة العمومية”، وحمل تأكيدا على تسجيل حالات إصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من الصنف “أ” على مستوى بلدية حامة بوزيان بقسنطينة، وذلك بناء على مراسلة من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، حيث أورد أن كشوف نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على مستوى المخبر الولائي للنظافة بينت أن النقطة المشتركة لدى جميع المصابين تكمن في استهلاكهم جميعا لمياه الشاحنات المتنقلة لبيع المياه. ودعا رئيس بلدية حامة بوزيان المواطنين، في البيان، إلى ضرورة تفادي استهلاك مياه الشاحنات المتنقلة غير المرخصة من أجل “الحد من تفاقم الحالة وحفاظا على الصحة العمومية”.
ويلاحظ أن شاحنات بيع مياه الينابيع تتردد على التجمعات العمرانية بعدة بلديات من ولاية قسنطينة، خصوصا في المناطق ذات الطابع الريفي، حيث يروج أصحابها لجودة مياه الشرب التي يعرضونها، فيما تسجل إقبالا من المواطنين عليها، رغم المخاطر التي قد يحملها استهلاك المياه المحملة في صهاريج الشاحنات المذكورة بسبب ظروف نقلها التي قد لا تتوفر فيها الشروط الصحية اللازمة، فضلا عن عوامل أخرى على غرار نظافة الصهاريج. ولاحظنا أن بعض أصحاب هذه الشاحنات يترددون أيضا على بعض الأحياء في بلدية قسنطينة.
ولمسنا في حديثنا مع بعض المواطنين أنهم يفضلون استهلاك المياه التي يعرضها أصحاب الشاحنات بسبب سعرها المنخفض واعتقادهم بجودتها مقارنة بالمياه المعدنية المعروضة في فضاءات التسوق والمحلات، بينما يفضل آخرون التوجه إلى بعض الينابيع الموجودة عبر الولاية من أجل ملء البراميل بشكل دوري لاستعمالها في الشرب، خصوصا أن بعض المواطنين يميلون إلى الاعتقاد بأن مياه بعض الينابيع تساعد على الشفاء من بعض الأمراض، على غرار حصى الكلى.
ونشرت بلدية حامة بوزيان إعلانا آخر في اليوم نفسه، أكد فيه رئيس البلدية أنه “يمنع منعا باتا توزيع المياه دون رخصة” من قبل أصحاب الصهاريج المتنقلة، حيث عزت البلدية الأمر إلى “الانتشار الواسع لظاهرة التزود بالمياه الموجهة للاستهلاك البشري بواسطة الصهاريج المتحركة”، فضلا عن سعيها “لتفادي احتمال انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه بما يهدد الصحة العمومية”، مثلما جاء في الإعلان.
سامي .ح