الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

عائـلات تقطـن داخــل إسطبـلات بحي الأقــواس


تعيش عشرات العائلات القاطنة بالحي القصديري المسمى بالأقواس الرومانية السفلي الواقع بالقرب من فندق “ماريوت” داخل إسطبلات كانت مخصصة لتربية الخنازير في الفترة الاستعمارية، كما تشكو من الحيوانات الضالة و من تسربات المياه القذرة، التي أدت إلى إصابتهم بأمراض مزمنة، ما جعلهم يستعجلون الترحيل إلى سكنات لائقة لاجئين إلى غلق الطريق نهارا.
النصر زارت الحي القصديري الأقدم بمدينة قسنطينة حسب سكانه، حيث لاحظنا العديد من تسربات المياه بمسالكه المتدهورة، خصوصا  على مستوى مدخله الذي امتلأ بكمية كبيرة من المياه بعد حوالي 10 دقائق من مرورنا عليه، كما أوضح سكان تحدثنا إليهم بأن المياه القذرة غالبا ما تصل إلى داخل المنازل و حتى إلى المطابخ، مثلما أخبرنا أحد الشباب الذي قال بأنه يضطر أحيانا رفقة أفراد العائلة إلى تناول الطعام داخل كوخهم بالقرب من مياه الصرف الصحي، التي تتسرب إلى داخل المنزل باستمرار بسبب قدم القنوات و تشققها، خصوصا لدى هطول مياه الأمطار التي تفاقم الوضع، و تجعل المياه تتسرب من الأسقف المصنوعة من مادتي الزنك والخشب.
و اتخذت بعض العائلات القاطنة بالحي من الإسطبلات التي كانت مخصصة لتربية الخنازير منازلا لها، حيث أخبرتنا إحدى الساكنات بأن عدد قاطنيها يصل إلى حوالي 50 فردا، بسبب كبر عدد أفراد العائلة الواحدة، على غرار أسرتها التي يتجاوز عدد أفرادها العشرة و تسكن ببيت واحد، كما أن قاطنا آخر اضطر إلى مغادرة بيته القصديري نحو كوخ خشبي وضعه على قارعة الطريق ليسكن به رفقة اثنين من أبنائه، بعدما لم يعد بوسع الأسرة التواجد داخل منزل واحد بسبب كثرة العدد.
و أضاف المواطن بأن مصالح الأمن كانت ستطرده من الكوخ لظنها بأنه كشك للتجارة الفوضوية، قبل أن تتركه و شأنه بعد اكتشافها بأنه يقطن داخله، كما أن أحد أبنائه، الذي التقينا به داخل الكوخ الذي يضم تلفازا وثلاثة أسرة، قال لنا بأنه لم يتمكن من إتمام زواجه الذي يحضر له منذ أكثر من 4 سنوات، بالرغم من أنه قام بجميع الإجراءات الرسمية، باستثناء توفير السكن اللائق الذي حال دون تحقيق حلمه في الزواج و تركه و زوجته ينتظران الترحيل.
 وأشار السكان إلى أن معاناتهم اليومية لا تقتصر على المياه القذرة فحسب، حيث أصبحت الجرذان الضخمة و الأفاعي كابوسا بالنسبة للآباء، فقد أخبرتنا أم لأربعة أطفال، بأنها صارت تضطر إلى الإبقاء على باب الغرفة التي تقيم بها مغلقا طوال اليوم، خوفا من أن تتسلل الجرذان إلى الداخل و تعض أطفالها الصغار، كما كانت السيدة تحدثنا و هي تحمل بيدها قارورة مبيد للحشرات، قالت بأنها تستعمله لأكثر من مرة في اليوم للقضاء على الديدان الناجمة عن تعفن جثث الفئران بسقف بيتها القصديري، فضلا عن اضطرارها لوضع أغراض على المرحاض حتى تمنع الفئران من الخروج منه، أما كريم فأخبرنا بحسرة بأن ابنتيه البالغتين 4 أشهر و23 شهرا، أصيبتا بالربو بسبب انتشار الأوساخ و مياه الوادي المحاذي للحي، مضيفا بأن الأشغال المحيطة بالحي أثرت كثيرا على صحة السكان.
و لاحظنا أيضا على مستوى الجهة الخلفية من الحي بأن الأطفال يتخذون من موضع رمي القمامة، مكانا للهو بسبب عدم وجود أي فضاء للعب بالقرب من بيوتهم، كما أن البقايا المعدنية و الخردوات المنتشرة بالمكان تشكل خطرا كبيرا عليهم، حسب السكان الذين طالبوا بالتعجيل في عملية الترحيل، خصوصا و أنهم دفعوا الشطر الأول من حقوق الاستفادة من السكن الاجتماعي منذ 3 سنوات، على أن يتم ترحيلهم إلى الوحدة الجوارية رقم 20، مضيفين بأن حيهم من أقدم الأحياء القصديرية بمدينة قسنطينة، حيث أخبرنا عمي علي بأنه يقطن بالحي الذي يضم حاليا 113 عائلة منذ سنة 1942، كما قال شيخ آخر بأنه يتواجد ببيته القصديري منذ 70 سنة، فيما أشار سكان إلى أن ظروف الحياة الصعبة بالحي دفعت بالبعض إلى استئجار منازل بعمارات بالرغم من ضعف قدراتهم المادية.
و للإشارة فإن سكان حي الأقواس الرومانية السفلي قاموا في وقت باكر من صباح أمس الأحد، بغلق الطريق السريع القريب منهم باستعمال الحجارة، ما تسبب في اختناق مروري كبير قبل تدخل مصالح الأمن لإعادة فتحها بعد وقت قصير، فيما أفاد أعضاء لجنة الحي بأن رئيس دائرة قسنطينة استقبلهم ووعدهم بأن عملية ترحيلهم إلى سكنات جديدة، ستتم أواخر شهر جوان المقبل كأقصى تقدير.             سامي حباطي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com