تقدّم الصينيين بعلي منجلي و شقق ماسينيسا و عين النحاس لن تسلم قبل 3 أشهر
يعرف مشروع 4 آلاف سكن اجتماعي الذي وعدت السلطات بتسليمه "قريبا"، تفاوتا في الأشغال، بحيث لم تنته عمليات التهيئة الخارجية بمعظم العمارات على مستوى القطب الحضري عين النحاس و بالمدينة الجديدة ماسينيسا، بما قد يمنع من تسليمها قبل شهر مارس المقبل، في وقت تعرف الورشات تقدما بالمدينة الجديدة علي منجلي سيما في الشطر المُسند للصينيين.
روبورتاج: ياسمين بوالجدري
تظهر آخر الأرقام التي كشف عنها ديوان الترقية و التسيير العقاري "أوبيجي" في الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية و الجماعات المحلية لقسنطينة، أن عمليات إنجاز 6862 سكنا عموميا إيجاريا بالولاية قد انتهت، فيما لا تزال الأشغال جارية على مستوى 33 ألف و 314 وحدة، من بين 42 ألف و 642 سكنا مبرمج بقسنطينة، و تعد السلطات بأنه سوف ينهي أزمة السكن بالولاية قبل نهاية سنة 2016، خاصة بعد توزيع مقررات الاستفادة المسبقة و إجراء عمليات القرعة للمستفيدين من الحصص التي أعلن عن توزيعها "قريبا"، و يتعلق الأمر على وجه الخصوص بقاطني منطقة الانزلاقات و بالمصنفين في الخانة الحمراء من طالبي السكن الاجتماعي بدائرة قسنطينة.
و يجري حاليا إنجاز 14 ألف و 686 سكنا بعلي منجلي و 9572 بمدينة ماسينيسا، إضافة إلى 3200 سكن بالقطب الحضري عين النحاس، و قد سبق لرئيس مصلحة متابعة العمليات بديوان أوبيجي أن أكد للنصر، أن الورشات تعرف "تقدما كبيرا" على مستوى 5597 سكنا اجتماعيا، منها 1579 تقع بعين اعبيد و ابن باديس، انتهت بها الأشغال لكنها لم توزع بعد لعدم ضبط قوائم المستفيدين، إضافة إلى 4018 سكنا سبق للسلطات أن تعهدت بتسليمها قبل نهاية هذا العام، و هي موزعة كالآتي: 850 سكنا اجتماعيا بالوحدة الجوارية 18 تنجزها شركة صينية، 800 سكن أسندت للأتراك بالوحدتين 18 و 20، و كذا 1748 سكنا اجتماعيا بالمدينة الجديدة ماسينيسا و 1026 بالقطب الحضري عين النحاس..
الأتراك يتوقعون استلام 3 آلاف وحدة بماسينيسا مارس المقبل
و أمام الوعود التي قدمتها السلطات بخصوص قرب استلام ما لا يقل عن 4 آلاف سكن اجتماعي، و ما صاحب ذلك من شكوك بين مستفيدين يرون أن واقع الورشات يظهر عكس ذلك، قررت "النصر" إجراء استطلاع للوقوف على مدى تقدم الأشغال بالقطب الحضري عين النحاس و بالمدينتين الجديدتين ماسينيسا و علي منجلي.
كانت بداية استطلاعنا من أعالي المدينة الجديدة ماسينيسا، أين يشرف مجمعان تركيان على إنجاز 5300 سكن اجتماعي انطلقت بها الأشغال سنة 2013 و يفترض بحسب ديوان "أوبيجي" تسليم 1748 منها قريبا.. قبل دخول ماسينيسا يمكن لأي شخص ملاحظة الورشة السكنية الواقعة بأعالي المدينة غير بعيد عن الضريح الأثري.. كلما اقتربنا من الورشة يظهر جليا أن الأشغال قد تقدمت على مستوى عمارات مدهونة باللون الأخضر تم غلق مداخلها بالأقفال و يبدو أنها جاهزة للاستلام، لكن ما لاحظناه بمجرد دخول المكان الذي كان يعج بالعمال، أن أشغال التهيئة الخارجية أسفل البنايات لم تنطلق بعد، بحيث كانت الأرضيات غير معبدة و مليئة بالأوحال و وجدنا معدات و تجهيزات و أنابيب الشبكات و هي لا تزال موضوعة أرضا.
و قد أسند جزء من مشاريع السكن الاجتماعي التي انطلقت بماسينيسا للمجمع التركي "كير إينسات"، الذي يشرف على إنجاز 2300 سكن بأجل حدد بـ 22 شهرا بما يعني أن المشروع سوف يسلم نهاية سنة 2016، بحسب ما أكده لنا مصدر مسؤول من داخل الورشة، أما ما تبقى و المقدر بـ 3 آلاف وحدة تضم السكنات التي أعلنت السلطات قرب استلامها، فقد علمنا بأنها مسندة لمجمع تركي أيضا يدعى "كير غيربيز"، هذا المجمع و بحسب السيد عصمان المكلف بالاتصال به، انطلق في العمل سنة 2013 بأجل 25 شهرا بينها 3 أشهر تطلبتها الدراسات.
السيد عصمان استبعد إمكانية تسليم المشروع شهر جانفي المقبل، بعد أن عرفت الأشغال تأخرا يقارب شهرين، فرضته، كما قال، التقلبات الجوية و كذا إشكالية الطبيعة الفلاحية للأرضية التي استلزمت وقتا لحلها بالطرق التقنية، و قد أكد لنا المسؤول بأن الأشغال داخل الشقق انتهت بالكامل، لكن ربطها بشبكات الغاز و الكهرباء و الماء لم ينطلق بعد، متحدثا عن احتمال إسناد العملية لمجمعه عن طريق صفقة بالتراضي لم تُبرم بعد، و لدى استفسارنا منه عن موعد تسليم المشروع، أجاب السيد عصمان بأنه سيكون على الأرجح خلال شهر مارس من العام المقبل، أي بعد حوالي شهرين.
توزيع أزيد من 3 آلاف شقة بعين النحاس مرهون بالشبكات
توجهنا بعد ذلك نحو القطب الحضري بمنطقة عين النحاس التابعة لبلدية الخروب.. المنطقة التي تعد من بين أهم التوسعات الحضرية بقسنطينة بعد علي منجلي، كانت تعج بعمارات مترامية الأطراف تتوسطها جرافات و رافعات، و قد شد انتباهنا لدى دخول الورشة عمارات كانت ملونة بالبرتقالي و بالرمادي و الأصفر يبدو جليا أن الأشغال متقدمة جدا بها، حيث كانت مداخلها مغلقة هي الأخرى، غير أن عمليات التهيئة الخارجية لم تبدأ بعد و شاهدنا أكوام الأتربة و الردوم و هي لا تزال مبعثرة في كل مكان، إلى درجة أن المرور بينها كانا صعبا.
مصدر مسؤول من داخل الورشة قال لنا بأنه يجري حاليا إنجاز 3200 سكن اجتماعي بقطب ماسينيسا، من طرف المجمع الصيني "سي.أس.سي.إي.سي"، الذي انطق في الأشغال في أكتوبر 2011 و كان قد أنجز أيضا قاعة العروض الكبرى و فندق "ماريوت"، و من بين هذه السكنات يتوقع استلام 1200 وحدة في 17 ماي من العام الداخل، و 1000 في 5 جوان المقبل و كذا 1000 وحدة أخرى في 5 جويلية من سنة 2016، و هي آجال قد تكون أقرب "إذا ما سارت الأمور كما يجب"، و أضاف مصدرنا بأن الأشغال انتهت على مستوى 2772 شقة، و يتوقع إتمامها في الـ 428 شقة المتبقية شهر أفريل المقبل.
بالمقابل اعترف محدثنا بأن أشغال التهيئة الخارجية و وضع الشبكات المختلفة الخاصة بالمشروع لم تتعد نسبة 10 بالمائة، و هو ما سيمنع من تسليمه في أجل قصير، يأتي ذلك في وقت أمر الوالي و أمينه العام قبل أيام بالإسراع في عملية التهيئة الخارجية بهذا القطب و وبخا الجهات المعنية، حيث اعتبرا عدم البدء في العملية "أمرا غير معقول"، تم إرجاعه للعراقيل الإدارية و إلى ضعف التنسيق بين المصالح، و ذلك دون احتساب مشاريع التجهيزات العمومية بالمؤسسات التربوية التي يجب أن تكون جاهزة عند توزيع السكنات، تنفيذا لتعليمات الوزارة الوصية.
ورشة 850 سكنا اجتماعيا بعلي منجلي الأكثر تقدما
لإنهاء استطلاعنا كان لزاما علينا زيارة مشاريع 1650 سكن اجتماعي و التي يفترض أن تسلميها اقترب على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، فبالوحدتين الجواريتين 18 و 20 اللتين تضمان 800 سكن جاهز أنجزته شركة أصلان التركية، لم يختلف المشهد كثيرا عما وقفنا عليه بماسينيسا و عين النحاس، رغم أن الأمر يتعلق هنا بورشة تتوسط حيا كبيرا مأهولا بالسكان و يتوفر على خدمات و مؤسسات تربوية جديدة، فقد كانت شبكات مياه الشرب و الصرف الصحي موضوعة لكن دون تهيئة المسالك و الأرصفة، التي لا تزال ترابا و مليئة بالردوم.و قد أكد لنا عاملون بالورشة التي كانت تضم عمارات ملونة بالقرمزي، بأن شبكات المياه قد وضعت، فيما شرع مؤخرا في التحضير لربط الشقق بالغاز الطبيعي موازاة مع إنجاز المراكز الكهربائية بين البنايات، كما انطلق في إنجاز مساحات لعب الأطفال، حسب مصادرنا، الذين أكدوا بأن عملية تعبيد الطرقات لن تستغرق أكثر من 10 أيام و سيشرع فيها بمجرد إنهاء وضع جميع الشبكات، لتكون السكنات جاهزة للتوزيع خلال شهرين على أبعد تقدير.و قد كان الوضع مختلفا قليلا على مستوى 850 سكنا المسند لشركة صينية بالوحدة الجوارية 18 القريبة من ورشة الأتراك، بحيث شرع في تعبيد الطرقات و انتهي من إنجاز الكثير منها، وسط غياب الردوم و الأتربة الكثيرة التي شاهدناها في الورشات السابقة، بما يوحي بأن السكنات سوف توزع قريبا، و هو أمر أكدته لنا مصادر من الورشة قالت بأنه لم يتبق سوى تعبيد عدد قليل من الطرقات و المسالك الفرعية للحي، الذي اختير له لون أخضر داكن، و رجح محدثونا إمكانية تسليم شققه شهر جانفي إذا لم تؤثر التقلبات الجوية على الورشة.
ي.ب