يواجه سكان المشاتي النائية الواقعة بمنطقة شطابة بأعالي بلدية عين سمارة بقسنطينة، ظروفا قاسية فرضها عدم توفر المياه و الغاز و اهتراء الطرقات المؤدية لأكواخهم القصديرية، ما جعلهم يطالبون السلطات بتوفير الضروريات حتى لا يضطروا للنزوح نحو المدينة.
زرنا المشاتي الواقعة على المحور الرابط بين الطريق الوطني رقم 5 و بلدية ابن زياد، و المعروفة باسم شطابة نسبة للغابة القريبة منها، حيث تقع فوق أراض فلاحية تمتد على مئات الهكتارات، و منها مشتة الروابح و العبابزة و جانجة و إيتيم و حجاز و زيواني، و قد لاحظنا أن الطرقات المؤدية إليها مهترئة على مستوى عدة أجزاء، كما أن حركة المركبات و خصوصا شاحنات الوزن الثقيل كثيفة، كون هذا المحور يربط بين الطريق الوطني رقم 5 و بلدية ابن زياد، و تستغله الشاحنات خلال النهار لأنها ممنوعة من دخول قسنطينة، و هو ما تسبب في اهتراء المسلك بشكل كبير و في وقوع عدة حوادث مرور، رغم أن أشغال التهيئة مست أجزاء منه منذ أشهر فقط، حسب ما أكده لنا السكان.
الانشغال الأساسي لقاطني المشاتي هو عدم توفر المياه، حيث يعتمدون بشكل أساسي على الينابيع الطبيعية التي جف معظمها في السنوات الأخيرة، فقد أكدوا بأنهم يضطرون لحفر الآبار بطريقة عشوائية، و هو ما لاحظناه خلال تواجدنا بالمكان، حيث شاهدنا آبارا و حفرا جافة، لم يعثر فيها الفلاحون على المياه، ما جعلهم عاجزين عن تطوير الإنتاج الفلاحي، سواء فيما تعلق بزراعة الحبوب أو تربية المواشي، و قد تحول العديد منهم إلى تربية الدواجن، حيث تضم المنطقة حوالي 40 مستودعا لتربية الدجاج، و تعد من أكثر المناطق إنتاجا للدواجن بقسنطينة.
و قد طرح السكان مشكل عدم الاستفادة من السكن الريفي، حيث أكد محدثونا بأن العديد منهم أودع ملفات خاصة بالاستفادة من هذه الصيغة منذ عدة سنوات، غير أنه لم يتم تلبية طلباتهم، حيث أن المنازل التي يعيشون فيها عبارة عن أكواخ، تفتقر إلى ظروف العيش الكريم، ما تسبب في إصابة الكثيرين بأمراض مثل السل، خلال هذا الشتاء، خاصة في غياب الغاز من أجل التدفئة.
و لاحظنا من خلال حديثنا إلى السكان، رغبتهم الكبيرة في العيش بالمنطقة و العمل في الزراعة، رغم افتقار المكان إلى الكثير من الضروريات، و قد أكد أحد محدثينا بأن ابنه يشتغل معه في رعاية الأغنام، رغم أنه متخرج من الجامعة و حائز على شهادة في الهندسة المعمارية، غير أنه فضّل العودة إلى أرض أجداده للعمل في الزراعة و تربية المواشي، و هو حال الكثير من شباب المنطقة، كما صادفنا إطارات متقاعدين عادوا للعيش في أراضيهم للنشاط في الفلاحة، لتتلخص مطالب قاطني شطابة في توفير المياه و الغاز و إصلاح الطريق و الاستفادة من السكن الريفي، خصوصا أنهم يرغبون في العيش على أراضيهم و تطوير الإنتاج الفلاحي بالمنطقة.
رئيس بلدية عين اسمارة أكد أن كل شخص يملك وعاء عقاريا و تتوفر فيه كامل الشروط، يمكنه الحصول على استفادة من البناء الريفي، بما يعني أن من لم يحصلوا على إعانات ريفية بمنطقة شطابة لا يملكون أراض لإنجاز سكنات عليها، و فيما يخص عدم توفر المياه قال المير بأن الفلاحين مطالبون بالتقدم من مصالح الفلاحة، لأنها الوحيدة القادرة على توجيههم و مساعدتهم على حفر الآبار، و أكد رئيس المجلس الشعبي بأن شطابة تعد من أكثر المناطق التي استفادت من مشاريع تفك العزلة، و بأن انجاز الطرق يخضع لرقابة مشددة من طرف لجنة خاصة. عبد الرزاق.م