محاولـــة حرق إقامــة رئيس دائرة زيغود يوسف و توقيف 10 أشخـــاص
دعوة للتعقل في خطبة الجمعة واتهامات لأحزاب وجمعيات باستغلال الوضع
محاولة حرق إقامة رئيس دائرة زيغود يوسف و توقيف 10 أشخاص
عرفت الاحتجاجات المطالبة بغلق مركز الردم التقني بقرية الدغرة ببلدية زيغود يوسف بقسنطينة تصعيدا ليلة أول أمس، بمحاولة أشخاص حرق مقر إقامة رئيس الدائرة، و قد تدخلت قوات الأمن و استعملت القوة في تفريق المحتجين وتم توقيف 10 أشخاص، فيما خرج السكان بعد صلاة الجمعة في مسيرة سلمية.
و تجددت المناوشات بين المحتجين و قوات مكافحة الشغب مساء أول أمس و لليوم الثالث على التوالي، و وصل الأمر إلى محاولة حرق مقر إقامة رئيس الدائرة من قبل مجهولين، حسب ما أشارت إليه مصادر من المنطقة، التي أكدت أن البناية كانت خالية من السكان لدى إضرام النار بها، فيما لم نلاحظ أي آثار حرق على البناية، التي كانت أمس محروسة من قبل دورية للأمن.
و قد تعرضت بعض المرافق العامة للتخريب، حيث تم تهشيم زجاج مقر الدائرة الجديد، وتكسير زجاج نوافذ مقر إحدى مؤسسات التأمين، و بدت آثار المناوشات في كل الشوارع تقريبا، من خلال الحجارة المرمية و بقايا العجلات و الحاويات المحروقة و عبوّات الغاز المسيل للدموع، فيما تواصل إضراب التجار و الناقلين، ما تسبب في صعوبة التزود بالخبز و الحليب و كذا التنقل إلى خارج البلدية، حسب ما أكده محدثونا من السكان، كما تحدثت مصادر عن توقيف 10 محتجين، و 3 آخرين أطلق سراحهم، من بينهم قاصرين أوقفوا ليلة الأربعاء، فيما وضع أحدهم تحت الرقابة القضائية.
و قد عاد الهدوء إلى الشوارع صبيحة أمس، فيما تواجدت قوات الشرطة بكثافة و على مستوى معظم الشوارع خاصة الرئيسية و بالقرب من الإدارات العمومية، كمقر الدائرة و البريد، و خلال خطبة الجمعة دعا إمام مسجد عقبة بن نافع المحتجين إلى ضرورة التعقل و الابتعاد عن أعمال العنف و الشغب، و ناشد السلطات و الوالي زيارة البلدية و الاستماع إلى انشغالات سكانها و تحقيق مطالبهم، كما اتهم بعض الجمعيات و الأحزاب بمحاولة استغلال الوضع لصالحها، و بعد صلاة الجمعة خرج السكان في مسيرة سلمية شارك فيها نسوة و جابت معظم شوارع البلدية، حيث طالبوا بغلق المفرغة و الاستجابة لمختلف المطالب و الانشغالات التي ينادون بها.
رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية قسنطينة، أكد توقيف 10 أشخاص يشتبه في ضلوعهم في أعمال شغب التي شهدتها البلدية ليلة أول أمس، ليضيف أن مصالح الأمن تعاملت بـ "الطرق المناسبة" مع هذه الأحداث.
عبد الرزاق.م/ع.ب
تداعيات الاحتجاجات المطالبة بغلق مركز الردم بزيغود يوسف
والي قسنطينة يتهم أطرافا بمحاولة تجنيد الشباب ضد المشروع لإثارة الفوضى
اتهم والي قسنطينة، أول أمس، أطرافا بمحاولة تجنيد الشباب ضد مشروع مركز الردم التقني بقرية الدغرة ببلدية زيغود يوسف، و ذلك من أجل "إثارة الفوضى" و "ضرب الاستقرار"، رافضا فكرة التهميش التي يقول أن البعض يُسوق لها، حيث أكد أن البلدية استفادت من مشاريع معتبرة في ظرف قياسي كغيرها من البلديات.
الوالي و في تصريح للصحافة خلال إشرافه على افتتاح الصالون السادس للشغل بساحة أحمد باي وسط المدينة، رد على مطلب سكان بلدية زيغود بعدم فتح مركز الردم التقني و ما تبعه من مناوشات، بالقول أن هناك مجموعة من الأشخاص اغتنموا فرصة حماس بعض الشباب لتجنيدهم ضد هذا المشروع، و هو ما اعتبره "أمرا غير ممكن"، حيث قال أن إنجاز مثل هذه المشاريع ضرورة مُلحة على غرار ما تعيشه باقي بلدان العالم، مؤكدا أن مثل هذه المطالب تعني غلق كل المفرغات المتواجدة على مستوى الوطن حسب أهواء المحتجين.
و أضاف حسين واضح أن الشروع في إنجاز المركز بدأ قبل مجيئه على رأس الولاية و تم استكمال الأشغال به بعد ذلك، حيث قال أنه لا يعقل أن تنجز الدولة مشروعا يعود بالضرر على المواطن، موضحا أن مركز الردم التقني بالدغرة ليس مفرغة عشوائية، إذ يستوفي كل الشروط الصحية و البيئية، من خلال إعداد دراسة مسبقة حول التأثيرات المحتملة على المحيط بطريقة لا تسمح بإفراز الدخان أو الروائح، و هو المشروع الذي كلف خزينة الدولة، حسب المسؤول، مبلغ 130 مليار سنتيم، و أكد الوالي في هذا الإطار أن مركز الردم ضروري كالمسجد و المدرسة و تموين المواطنين بمياه الشرب و غيرها من المتطلبات، متسائلا عن مصير أطنان النفايات في ظل انعدام المفرغات.
و بلهجة شديدة اتهم الوالي أطرافا بالوقوف وراء الاحتجاجات التي تشهدها زيغود يوسف منذ يوم الثلاثاء الماضي، حيث قال "هي مناورات لبعض الأطراف التي تلعب بالنار و هم أشخاص معروفون"، واصفا إياهم بـ "دُعاة الشر"، قبل أن يضيف أن الحملة الانتخابية البلدية لم يحن وقتها بعد، في إشارة إلى أن الأشخاص المعنيين لديهم طموحات في مناصب مسؤولية، رافضا "ادعاءات" هذه الأطراف التي يقول واضح بأنها تريد تسويق فكرة "التهميش" و "الحقرة"، حيث أكد أن الدولة قوية و لن تسمح لأي طرف بالمساس بالاستقرار.
كما ذكر المسؤول الأول على الولاية، أن بلدية زيغود يوسف استفادت من مشاريع عديدة في ظرف قياسي، و رغم اعترافه بأن ذلك لا يعني إحداث تنمية بنسبة 100 بالمائة، حيث أكد تلبية كل الانشغالات الأساسية للمواطنين بهذه البلدية، خاصة فيما يتعلق بالسكن، أين تم تخصيص حصة بـ900 وحدة بالرغم من مشكل نقص الأوعية العقارية بهذه الناحية، فيما سيتم منح حصص سكنية أخرى بكل الصيغ لصالح السكان، و ذلك ببلديات أخرى في حال استحالة العثور على أراض صالحة للبناء، إضافة إلى الاتفاق مع مصالح كناب بنك على فتح شباك بزيغود، داعيا المواطنين إلى التخلص مما أسماه بـ"النزاعات العروشية" و "الترفع" عن مثل هذه الأمور التي تعبر عن "النظرة الضيقة"، في إشارة إلى احتجاج البعض على فتح مركز ضرائب ببلدية ديدوش مراد بدل زيغود يوسف.
خالد ضرباني