فتح تحقيق أمني في وفاة مريضة عالجــت بمركز مكافحـــة السرطـــان
كشف مدير المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، بأن مصالح الأمن قد فتحت تحقيقا في قضية وفاة مريضة يتهم أهلها أفرادا من الطاقم الطبي بالإهمال، و يتعلق الأمر بامرأة من ولاية عنابة فارقت الحياة قبل أيام إثر إصابتها بسرطان عنق الرحم، فيما تؤكد رئيسة المصلحة أن المريضة عوملت بطريقة حسنة و تنفي الاتهامات الموجهة إليها
و لبعض الأطباء.
المريضة "س.ش" 37 سنة و حسب ملف طبي تحوز النصر على نسخة منه، بدأت جلسات العلاج بالأشعة منذ شهر أوت من سنة 2014، غير أن وضعها الصحي تدهور، ما استدعى مكوثها في المستشفى و خضوعها لأكثر من عملية جراحية، لكنها أصيبت يوم 27 ديسمبر من العام الماضي، حسبما ذكرته مصادر طبية من داخل المصلحة، بدوار سقطت بسببه أرضا، ما أدى إلى تعرضها لتشقق عضلي، طلبت على إثره تدخل الطبيبة المقيمة المتابعة لحالتها، لكنها لم تجدها، و أضافت مصادرنا بأن المريضة توجهت في اليوم الموالي إلى الطبيبة رئيسة المصلحة لإعلامها بالأمر، لكن هذه الأخيرة "لم تتجاوب معها"، ما جعلها تحاول الانتحار من أعلى جسر سيدي مسيد.
و ذكرت شقيقة المريضة للنصر، بأن معاناة أختها لم تتوقف عند هذا الحد، بحيث تفاجأت بعد الحادثة بأيام، بتحرير شهادة تبين أنها تعاني من اضطراب عقلي من طرف طبيب مختص قام بمعاينتها، قبل أن تمنع عنها الزيارات إلى غاية انتهاء جلسات العلاج في 8 جانفي الماضي، حيث قامت بعد يومين من خروجها من المستشفى بالتوجه إلى وكيل الجمهورية بمحكمة الزيادية، أين أودعت شكوى تتهم فيها أفرادا من الطاقم الطبي بممارسة "مضايقات" و "سوء المعاملة" في حقها، و قد بدأ وضع المريضة يتدهور تدريجيا بعد خروجها من المستشفى، لتفارق الحياة يوم 17 ماي الفارط بمنزل عائلتها الواقع في منطقة الشابية بولاية عنابة.
و قالت شقيقة المتوفاة للنصر بأن العائلة لا تزال متمسكة بمتابعة المتسببين، حسبهم، في تدهور حالة "س.ش"، في أروقة العدالة، فيما ذكر محاميها بأن "الضحية" تقدمت بشكوى تحت رقم 1894 تضمنت تعرضها للإهمال الطبي و التستر عليه بمركز مكافحة السرطان، و اتهمت أطباء بذلك بينهم رئيسة المصلحة، غير أن الشكوى حُوّلت من طرف النيابة إلى محكمة الخروب لسماع الشاكية، أما مدير المستشفى الجامعي فقد صرح للنصر بأنه على علم بالقضية و كشف بأنه أرسل "شكوى" و "ملفا" في شأنها إلى وكيل الجمهورية بمحكمة قسنطينة، حيث تجري مصالح الأمن، كما أكد، تحقيقا في حيثياتها و شرعت، حسبه، في الاستماع لبعض الأطراف.
البروفيسور جمعة رئيسة مصلحة العلاج بالأشعة بمركز مكافحة السرطان، نفت تعرض المريضة للمعاملة السيئة، و قالت بأن الطاقم الطبي قدّم كل ما بوسعه لتقديم العلاج و الأدوية لها، لكنها، حسب محدثنا، تعرضت لـ "اكتئاب" جعلها تكيل الاتهامات للأطباء، مضيفة بأن حادثة السقوط لم تتسبب في أي تشقق، بل أحدثت، حسبها، مجرد "خدش بسيط"، مُبدية استغرابها من تقديم مدير المستشفى ملفا بخصوص القضية لوكيل الجمهورية، و تحدثت عن "تصفية حسابات"، قبل أن تضيف أن المريضة لم تكن ضمن الحالات المعنية بها، بل من اختصاص طبيبة أخرى بدرجة بروفيسور، حيث قالت أنها تدخلت من أجلها من باب الإنسانية لا غير.
ياسمين.ب