انتهت، أمس الأول، المرحلة الأخيرة من المشروع الإستعجالي لترميم جسر سيدي راشد بقسنطينة، حيث تم فتحه أمام حركة المرور بعد ثلاثة أشهر من الغلق، ما من شأنه أن يضفي مرونة على سير المركبات و يمنح للمدينة متنفسا، بعد أسابيع من الاختناق و الازدحام المروري.
الجسر الذي يبلغ طوله 447 مترا و يصل عرضه لـ 12 مترا، يعتبر من أهم المعالم السياحية التي تثير إعجاب زوار المدينة، حيث شُيد فوق وادي الرمال و يطل على باقي جسور المدينة، كما يتميز بكونه أكبر جسر حجري في العالم، بني سنة 1912 بسواعد جزائرية، تحت إشراف مهندس فرنسي و باستعمال حجارة ذات حجم كبير تم جلبها من إسبانيا. و قد انطلقت عملية ترميم الجسر من طرف مديرية الأشغال العمومية سنة 2011، حيث خصص له غلاف مالي بقيمة تفوق 95 مليار سنتيم، بعد أن أثبتت الخبرة التقنية التي أعدها مكتب دراسات إيطالي، تعرضه لإنزلاقات ما تسبب في تحرك أجزاء منه، كما أظهرت أيضا وجود تسربات مائية في أساساته، قبل أن يحذر مكتب الدراسات من خطر انهياره في أي وقت في حال عدم إخضاعه لعملية ترميم استعجالية.
و أخضع الجسر، كمرحلة الأولى، إلى أشغال تم فيها تشخيص و إزالة جميع المؤثرات التى أدت إلى تحركه من مكانه، حيث أنشئت فجوات ساهمت في تثبيته، أما المرحلة الثانية فقد تم فيها تدعيم محيطه و إنجاز أوتاد لتقوية الدعامة الحديدية، كما أنشئ نظام لتصريف المياه، فيما تم هدم القوس الخامس و إعادة بنائه خلال المرحلة الثالثة التي انتهت بتثبيت الجسر بصفة نهائية قبل الآجال المحددة للعملية، و هي كلها تدخلات تطلبت غلق الجسر على فترات و تنظيم مرور المركبات عليه في الفترة المسائية، فيما كان غلقه قد تطلب إنجاز جسر حديدي مواز.
و لا تعد عملية الصيانة هذه الأولى من نوعها التي يخضع لها جسر سيدي راشد المتكون من 27 قوسا و الذي يتجاوز ارتفاعه المائة متر، حيث برمجت لإنقاذه العديد من العمليات الاستعجالية كان أبرزها تدعميه بقوس فولاذي بداية الثمانيات من القرن الماضي.
و تزامن فتح سيدي راشد مع برمجة السلطات الولائية، تدشين جسر الطلبة بحي جنان الزيتون مقابل فندق "ماريوت"، يوم 4 جويلية المقبل في إطار الاحتفالات بعيد الاستقلال، و ذلك بعدما خضعت المنشأة لعملية ترميم إثر انهياره قبل 11 سنة، كما سيتم فتح محول الجسر العملاق الذي سيربطه بالطريق المزدوج الصومام.
لقمان/ق