باحثو و عمال مركز البحث في البيوتكنولوجيا يعتصموننظّم، صباح أمس، باحثو
و عمال المركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، وقفة سلمية بعد ساعات من صدور قرار من الوزارة الوصية بتنحية مديرة المركز، حيث قالوا أن هذا الإجراء سيؤثر على سير أبحاث علمية غاية في الأهمية
و على مخططات عمل وُضعت لعشر سنوات مقبلة.
و يتعلق الأمر بأزيد من 180 موظفا بين باحث و إداري و عامل، قال ممثلون عنهم للنصر أن تحركهم جاء بعد أن «تفاجأوا» بقرار تنحية المديرة الذي تلقوه أول أمس، و قيل لهم أنه جاء بناء على تقييم حصيلة نشاطات المركز في الخماسي المنصرم، و ذلك رغم أن المركز لم يبدأ، حسبهم، الأبحاث فعليا إلا قبل سنتين، بعد أن استغرقت المديرة السابقة و طاقمها الفترة الممتدة بين سنتي 2011 و 2014، في ترميم مبناه و إعادة تأهيله بسبب الحالة المزرية التي يقولون أنه كان عليها، إلى جانب تجهيز المخابر.و أضاف محدثونا أن مشاريعهم العلمية قد تستغرق سنوات قبل إظهار فعاليتها مثلما هو معروف دوليا، مؤكدين بأنهم أجروا بالمركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا الوحيد على المستوى الوطني، أبحاثا مهمة و ذات أثر سوسيواقتصادي، حيث وُضعت العديد منها في منشورات علمية، فيما لا يزال العمل جاريا على مشاريع أخرى، و تخص هذه الأبحاث مثلا تطوير تقنيات جديدة لنقل الأجنة و زراعتها من أجل الحفاظ على بعض سلالات الحيوانات لتكون جزائرية 100 بالمائة، و مشروع التعريف الجيني لأنواع الزيتون بالجزائر الذي يهدف لحماية التنوع البيئي، كما يشتغل الباحثون بمخبر الكشف عن الكائنات المعدلة جينيا الوحيد بالجزائر، على وضع منظومة لمراقبة الأغذية المستوردة التي تحتوي على مواد معدلة جينيا، إلى جانب مخبر علم الميكروبات الذي يستجيب للمعايير الدولية و يمكن من خلال تطوير الخمائر اللبنية من مادة أولية جزائرية، عوض استيرادها بأموال باهظة.
و قال محدثونا أنهم لا يعترضون على شخص المدير الجديد، لكنهم «يتأسفون» لقرار التنحية الذي يرون أنه سيؤثر حتما على أبحاثهم، خصوصا أن المديرة السابقة، كما أضافوا، تعلم جيدا مخططات العمل الحالية و المستقبلية التي تمتد حتى سنة 2027، إلى جانب إشرافها على مشروع المحطة التجريبية الذي يتربع على مساحة 20 هكتارا بالبعراوية، من أجل القيام بأبحاث في مجال الزراعة.
الباحثون طالبوا وزير التعليم العالي و البحث العلمي بتقديم حصيلة نشاطات المركز و إعادة الاعتبار للمجهودات الكبيرة التي يقولون أنهم بذلوها، لإعطاء دفع أكبر لهم خدمة للوطن في إطار تخصصهم، مضيفين بأنهم باحثون خضعوا لتكوين عال بالمركز و خارج الوطن و مشهود لهم حتى بالولايات المتحدة الأمريكية بكفاءتهم.
ياسمين بوالجدري