كادت ندوة صحفية دعا إليها مسؤول في فريق شباب قسنطينة صبيحة أمس بمركب الشهيد حملاوي، أن تتحول إلى معركة بين عضوي الديريكتوار شراف بن ساري و محمد بوالحبيب ، اللذان دخلا في ملاسنات كلامية، تطورت فيما بعد إلى تشابك بالأيدي، ما استوجب تدخل رجال الشرطة، الذين نجحوا في فض النزاع بعد جهد جهيد، ومساعدة بعض العقلاء الذين سجلوا تواجدهم بحملاوي من أجل تهدئة النفوس، في محاولة لعقد الصلح الذي لم يحدث بل تأجج أكثر، ولن يخمد إلا بتدخل ملاك شباب قسنطينة الذين اتخذوا كافة التدابير اللازمة سهرة أمس، خلال الاجتماع الذي عقدوه بحاسي مسعود، بحضور رباعي الديريكتوار بوالحبيب وحميتي وبن ساري ودابة.
مروان.ب/بورصاص. ر
وكانت الأمور تسير وفق البرنامج الذي سطره مدير الإدارة شراف بن ساري، الذي برمج ندوة صحفية بداية من الساعة العاشرة صباحا، من أجل توضيح الأمور بخصوص قضية رحيل المدرب روجي لومير، وما خلفته من ردود أفعال قوية في الشارع الرياضي الجزائري، الذي حاول معرفة الأسباب الحقيقية وراء مغادرة التقني الفرنسي لمدينة قسنطينة، خاصة وأنه تعرض لإهانة كبيرة، عقب تجميد شركة آبار لصفقته دون سابق إنذار.
وفي الوقت الذي كان يتأهب فيه بن ساري للانطلاق في تنشيط الندوة الصحفية تفاجأ بتواجد محمد بوالحبيب بعين المكان، و الذي أصر على أن يكون إلى جانبه، بحجة أن بن ساري حسبه لا يمكنه الحديث باسم الديريكتوار، كونه مجرد عضو من ضمن الأربعة المشكلين للمكتب المسير المؤقت.ولم يتمكن «سوسو» من دخول قاعة الندوات في بادئ الأمر، بعد أن منعه أعوان الملعب من ذلك، بناء على الأوامر التي تلقوها من بن ساري، الأخير الذي رضخ في آخر المطاف إلى مطلب بوالحبيب، خاصة وأن الأمور كادت أن تأخذ منعرجا خطيرا، بعد الاشتباكات التي حدثت خارج القاعة، والتي بلغت حد الشجار بالأيدي في نهاية الندوة بين بوالحبيب وبن ساري، في صورة قاتمة عن النادي الأعرق في الجزائر.
* لمح لافتقاد سوسو للشرعية إداريا بن ساري يصرح
مغـادرة لـومير ستبـقى وصمـة عـار علـى جبيـن «سـي.آس.سـي»
أكد مدير الإدارة شراف بن ساري خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس، بأن الطريقة التي غادر بها المدرب روجي لومير مجبرا، ستبقى وصمة عار على جبين النادي الرياضي القسنطيني، مشيرا بأن هناك من المسؤولين من أرغمه على الرحيل، بعد أن منعه من الإشراف على إحدى الحصص التدريبية.وقال بن ساري بخصوص أسباب تجميد صفقة لومير: «جلبنا المدرب روجي لومير في بادئ الأمر، بناء على طلب الجمهور الذي يكن محبة خاصة لبطل العالم السابق، وسجل الفرنسي تواجده بقسنطينة في الموعد المحدد، وتفاوضنا معه حول بعض الجزئيات، وكانت كافة الأمور تشير إلى قبوله العرض، غير أنه فاجأنا بالاعتذار عن تدريب الشباب، بعد عودته إلى بلجيكا لأسباب قال أنها شخصية».
وتابع بن ساري حديثه يقول: «بصفتي المسؤول على المفاوضات معه في تلك الفترة، أؤكد لكم بأن كل ما قيل عن أنه لم يكن مرتاحا للأجواء التي وجدها بقسنطينة لا أساس له من الصحة، وحتى التصريحات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام على لسانه عندما قال: « لم آت إلى قسنطينة لاستنشاق ثاني أوكسيد الكربون لست على دراية بها». على العموم تعطلت الصفقة، وبدأنا في البحث عن مدرب آخر، غير أن أحد المحبين للفريق عاود الاتصال بي، وأخبرني بأن لومير تراجع عن قراره، وهو مستعد للقدوم إلى الشباب، لقد كنت متواجدا آنذاك رفقة أعضاء الديريكتوار، باستثناء بوالحبيب الذي كان متواجدا خارج أرض الوطن، حيث تناقشنا في الموضوع، ومنح دابة وحميتي موافقتهما على مباشرة المفاوضات معه، أين عرضنا عليه أجرة قدرها 20 ألف أورو في بادئ الأمر، وهي القيمة التي رفضها لومير، مؤكدا بأنه لا يمكنه العمل مع لاعبين يتقاضون أجورا أكبر منه. لقد تفهمنا موقفه كونه يعد من خيرة المدربين في العالم، ما جعلنا نرفع العرض إلى 25 ألف أورو، وهي القيمة التي رفضها أيضا، مؤكدا بأنه يريد 30 ألف أورو».واستطرد عضو الديريكتوار: «30 ألف أورو تحولت إلى قضية رأي عام فيما بعد، خاصة وأن هناك من استعملها كورقة للضغط على الملاك من أجل دفعهم لإلغاء صفقة لومير، وهو ما تم بالفعل، كون الملاك طالبوا فيما بعد بصرف النظر عن التقني الفرنسي، خاصة وأنهم تعرضوا لمضايقات كثيرة من النقابات التابعة لسوناطراك، بالنظر إلى القيمة التي سوف تمنح للومير ومساعده رضا جدي. اعتقد بأن هذا الطاقم الفني يستحق 500 مليون سنتيم، وحتى لو أبدت آبار تحفظاتها على مستحقاتهما ،كنا قادرين على دعم الصفقة من خلال توفير 10 آلاف أورو من أموالنا الخاصة للمدرب الفرنسي، وهو ما عرضته على أعضاء الديريكتوار، وبو الحبيب بجانبي ويمكنه أن يؤكد لكم ذلك».وبدا بن ساري في قمة الغضب وهو يتحدث عن الطريقة التي غادر بها لومير قسنطينة: «طريقة مغادرة لومير ستبقى وصمة عار على جبين سي.آس.سي، خاصة وأن هناك من المسيرين من منعه من الإشراف على الحصة التدريبية. لقد تلقينا أوامر من الملاك بتجميد الصفقة، وفوضنا دابة وحميتي من أجل الحديث معه، ولكن أحد المسيرين قام بخرجة لا تشرفنا، لقد أهان مدربا كبيرا بحجم لومير، وهي الأمور التي لا أقبلها ولا يقبلها شباب قسنطينة الفريق العريق، الذي لا يمكنه أن ينزل إلى هذا المستوى».
أرفض اتهامي باللص والمفاوضات مع لومير تمت في شفافية تامة
وواصل بن ساري حديثه عن صفقة لومير، حيث قال بأنها كانت في شفافية تامة، مفندا كافة الاتهامات التي وجهت له بخصوص المتاجرة مع التقني الفرنسي: «كل ما يحدث في قسنطينة يصلني بالباء والتاء، والحديث عن متاجرتي في صفقة لومير لا أساس له من الصحة. أنا أرفض اتهامي باللص، والمفاوضات مع لومير جرت في شفافية تامة، وبحضور عضوي الديريكتوار حميتي ودابة. لومير طالب بأجرة 30 ألف أورو، ومن يروجون بأنه طلب أقل يرغبون في تلطيخ صورتي، ولكن هيهات أن يصلوا إلى مبتغاهم، كون أبناء قسنطينة يعرفونني ويعرفون تربيتي جيدا. أنا أستاذ جامعي وأجرتي الشهرية تكفيني للعيش في بحبوحة. لقد كنت أصر على صفقة لومير لسبب واحد يتمثل في أنه مطلب جماهيري، بعد الإنجاز الذي حققه معنا قبل سنوات رغم محدودية التعداد».وختم بن ساري حديثه بالتلميح إلى أنه المسؤول الأول على «الديريكتوار»، بالنظر إلى افتقاد سوسو للشرعية الإدارية، حيث قال: «محضر التعيين بين يدي، وآبار لم يقيدوا سوى ثلاثة أسماء فقط، وعلى البقية احترام نفسها، كونها تتحدث باسم الفريق رغم افتقادها للشرعية الإدارية».
* أكد أن الآبار عينته رئيسا للديريكتوار بوالحبيب يصرح
قسنطينـة أكـبر من لـومير ولا مكـان فيهـا لـمن وصـف هـواءهـا بـ “الكــاربـون”
استهل رئيس الديريكتوار محمد بو الحبيب تصريحاته، بالتأكيد على أن شباب قسنطينة أكبر من المدرب روجي لومير أو أي مدرب آخر، خاصة بعد أن غادر الفريق عائدا إلى بلجيكا، حيث قال: “لومير غادر “ الله لا يردو”. لسنا متحسرين على رحيله، لأن شباب قسنطينة أكبر منه و من أي مدرب آخر، وحتى غارزيتو الذي حقق نتائج إيجابية بحصده 24 نقطة في 8 جولات و حطم رقم لومير، إلا أنه غادر الفريق، و عليه يجب على الجميع أن يقتنع بأنه لا يوجد أكبر من شباب قسنطينة، كما أؤكد بأنه لا مكانة لمن وصف هواء قسنطينة بثاني أوكسيد الكاربون”.
و أضاف سوسو: “لست مجنونا حتى أسمح لمدرب لا يملك عقدا للإشراف على الحصة التدريبية، فقوانين الفيفا واضحة في هذا الخصوص، وتمنع أي مدرب من الإشراف على التدريبات دون حيازته على عقد رسمي”.
وأضاف: “يجب علينا أن نقرأ حساب كل شيء، فلو قاد لومير الحصة التدريبية ولمسته الكرة أو أصيب لا قدر الله، فإن الفريق هو الخاسر الأكبر، حيث أن لومير ستكون حقوقه محفوظة، لأن هناك ما يسمى بالعقد الشفوي. لومير طالب بتعويضات قدرها 5 آلاف أورو، رغم أنه لم يشرف على أية حصة تدريبية، ولو أشرف فعلا على حصة تدريبية بماذا كان سيطالب؟”.
وفي السياق ذاته أكد بو الحبيب بأنه ليس نادما على ما قام به تجاه المدرب روجي لومير، حيث قال في هذا الخصوص: “لست نادما على منع لومير من الإشراف على الحصة التدريبية، و لو يتكرر الأمر سأمنعه مرة أخرى، لأننا نطبق تعليمات الملاك، و كما تعلمون تلقينا مراسلة رسمية من شركة الآبار (تحصلت النصر على نسخة منها)، تؤكد على ضرورة تجميد صفقة المدرب لومير، و عليه لم نقم إلا بتطبيق التعليمات، فنحن أعضاء الديريكتوار مهمتنا الاقتراح فقط، والملاك هم من يتخذون القرارات الرسمية التي نقوم بتطبيقها. نحن شركة كبيرة و ليس كشكا لبيع التبغ و الكبريت أو شيء من هذا القبيل، عليه يجب أن نتعامل بالوثائق و ليس بالكلام”.
و وجه بوالحبيب رسالة مباشرة إلى الملاك، بعد أن شعر بأن بن ساري يستهدفه بتصريحاته، و التي مفادها عدم حصوله على وثائق من طرف شركة الآبار، حيث قال: “الرئيس المدير العام لشركة آبار حمودي، عينني رئيسا للديريكتوار خلال الاجتماع، أين طرح علي السؤال و قال لي هل توافق على رئاسة الديركتوار و وافقت و نفس السؤال طرحه على بقية الأعضاء، الذين وافقوا على رئاسة الديريكتوار، و أقول لبن ساري هناك أمور لا تعلمها و هناك تعيينات تحدث شفهيا فقط، و إذا كنت مخطئا فإن الآبار لديها حق التوضيح”.
لا أرد إلا على الأنداد
من جهة أخرى لم يتوان بوالحبيب في مهاجمة بن ساري ، ردا على تصريحاته التي سبق له الإدلاء بها، حيث أكد بأنه يتفوق عليه من ناحية الخبرة: “أنا أكبر من بن ساري و أتفوق عليه من ناحية الخبرة. لقد توليت رئاسة شباب قسنطينة سنة 1993 و توجت بلقب البطولة الوطنية بعد أربع سنوات، كما أنني لا أرد على تصريحاته لأنني لا أرد إلا على الأنداد مثلما حدث في غزوة بدر، ومن يريدني أن أتحدث عليه، فما عليه سوى جلب لقب لشباب قسنطينة مثلما فعلت سنة 1997”.وتابع بوالحبيب حديثه يقول: “أردت أن أعلق على نقطة وحيدة بخصوص تصريحات بن ساري، الذي أكد بأن لومير طلب مبلغ 30 ألف أورو، حيث أنه لا يريد العمل براتب أقل مما يتقاضاه اللاعبون، و أقول له بأن لومير عمل براتب أقل ثلاث مرات من راتب بعض اللاعبين عندما كان مدربا لشباب قسنطينة، أين كان منصوري و لاعبون آخرون يتقاضون أكثر منه، و هذا يحدث في العالم كله، فميسي و نيمار يتقاضيان مرتبا أكبر من مرتب مدربهما لويس أنريكي”.
و ختم بو الحبيب تصريحاته بالحديث عن مستشار الآبار، ردا على ما قاله بن ساري، حيث قال: “سمعت بن ساري يتحدث عن رجل الظل أو مستشار الآبار، مؤكدا عدم تدخل الأخير في شؤون الفريق، لكنني أقول له بأن رجل الظل الذي ترفض ذكره بالاسم اسمه مرزوقي، وقد قام بجلب 5 لاعبين قبل قدومي، وهناك تصريحات لأحد اللاعبين أكد اتفاقه ومفاوضاته مع مرزوقي بمدينة سطاوالي، قبل القدوم إلى قسنطينة من أجل التوقيع، و في الختام أوجه لك الدعوة لحضور اجتماع حاسي مسعود وهناك سنتحدث عن كل شيء”.