العــلاج المناعــي لــن يكــون بديــلا للكيميائـي بسبــب سعــره الخيـــالي
أكد البروفيسور كمال بوزيد بأن العلاج المناعي لا يمكنه أن يكون بديلا عن العلاج الكيميائي في الوقت الراهن، بسبب سعره الخيالي الذي يترواح بين 6آلاف و 20ألف دولار، مذكرا بتبني الجزائر لهذا العلاج الحديث منذ شهر جوان المنصرم، كاشفا عن تجريبه على خمسة مرضى في انتظار توسيع الاستفادة منه و استغلاله بباقي مراكز مكافحة السرطان بمختلف مناطق الوطن.
رئيس الجمعية الجزائرية للأورام أوضح للنصر على هامش الأيام الدولية الـ12 للسرطان بقسنطينة، بأن اقتصار تجربة العلاج المناعي على مركز بيير و ماري كيري بالعاصمة راجع لكون الدواء غير مسجل حتى الآن و أن استفادتهم من ترخيص الاستغلال المؤقت جعلهم يتقيدون بتجريبه في حيّز ضيّق و على عدد محدود من المرضى في انتظار تسجيل الدواء و التمكن من توسيع الاستفادة منه بباقي مراكز مكافحة السرطان.
و قال محدثنا بأن النتائج الأولية للعلاج كانت جد مرضية، خاصة فيما يتعلّق بسرطان الجلد و الرئة، غير أن الإشكال يبقى في سعره الخيالي، موضحا بأن سعر العلاج الكيميائي لا يتجاوز نصف دولار للعلبة، بينما يتراوح سعر علبة من الدواء المستخدم في العلاج المناعي بين 6 آلاف و 20 ألف دولار و هو ما يعادل حسبه 100ألف أورو للمريض في سنة واحدة، منتقدا ما وصفه بالتعامل غير العادل للمخابر المنتجة لهذا الدواء، و التي تمنح الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا ودول شرق أوروبا بسعر رمزي و شبه مجاني في حين يسوّق لنا بأسعار باهظة جدا. و من جانبه تطرّق البروفيسور محمد رحال إلى الأعراض الجانبية للعلاج المناعي، الذي رغم تأكيد نجاعته و فعاليته في علاج بعض أنواع السرطان و بشكل خاص الرئة، يبقى احتمال الإصابة بالتسمم واردة بنسبة تزيد عن الـ10بالمائة.
و من جهتها قالت البروفيسورة أسيا بن سالم بأن الأيام الدولية للسرطان في نسختها الـ12 ركزت على العلاج المناعي باعتباره بمثابة السلاح الأخير و الحديث لعلاج السرطان، مضيفة بأن الهدف من الملتقى هو الاستفادة من التكوين تحت إشراف نخبة من المختصين الذين قدموا من مختلف الدول و بشكل خاص من فرنسا لتقديم خبراتهم في هذا المجال و بالجزائر التي تعد سباقة إلى تبني هذا العلاج مقارنة بدول الجوار، معلّقة بأنه لا يصح الحديث عن الأسعار و التكاليف عندما يتعلّق الأمر بعلاج السرطان، خاصة و أن مخطط مكافحة السرطان يسيّر مثل هذه النفقات من خلال صندوق تمويل خاص.
و من جهة أخرى أشار البروفيسور بوزيد إلى التزايد الملحوظ في عدد المصابين بالسرطان، خاصة سرطان القولون و المعي المستقيم، لأسباب كثيرة أهمها تغيير العادات الغذائية و تبني الوصفات و العادات الغربية.و أردف بأن ذلك يحدث رغم التحسن المسجل في مجال مكافحة السرطان بالجزائر اليوم مقارنة بسنوات التسعينات، بفضل مخطط مكافحة السرطان الذي يبقى هدفه الأول الوقاية كالتشخيص المبكر و حسن انتقاء الغذاء الصحي و مكافحة التدخين و غيرها من العوامل الأساسية للحد من انتشار السرطان.
وأشاد البروفيسور بوزيد بالاتفاقيات الموقعة منذ أيام مع كوبا في مجال الطب، قائلا بأن كوبا من الدول الرائدة في مجال الطب و الأبحاث الطبية و سبق لبلادنا التعامل معها في مجال التكنولوجيات الحيوية، و استفادت و ستستفيد اليوم أيضا من تجاربها و خبراتها.
مريم/ب