أطلقت وزارة السكن مشروع دراسة لتحسين وضعية عدة وحدات جوارية بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بعد أن سجلت مؤسسة تهيئة المدينة تدهورا كبيرا في غالبية الأحياء، في الوقت الذي وصل فيه عدد سكانها إلى ربع مليون نسمة.
و ذكر حيول فريد المدير العام لمؤسسة تهيئة مدينتي عين نحاس و علي منجلي التابعة لوزارة السكن و العمران و المدينة، في لقاء بالنصر، بأن الوزارة المذكورة وافقت على مشروع لإنجاز دراسة لتحسين وضعية أحياء المدينة، حيث تم إطلاق مناقصة وطنية بحصص متفرقة، بعد أن أشرت لجنة منح الصفقات القطاعية على المشروع، الذي من المنتظر أن تجسده بعد انتهاء الدراسة بمختلف المواقع، بحسب قوله.
و أوضح المتحدث بأن مهندسين من المؤسسة و بالتنسيق مع مكتب الدراسات "إيرباكو"، قاموا بتشخيص و دراسة حالة معمقة للأحياء التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة و استُلمت بها مختلف المشاريع السكنية و المرافق العمومية، و يتعلق الأمر بخمس عشرة وحدة جوارية بالمدينة، حيث تبين بأنها تعرف وضعية سيئة جدا من حيث التهيئة و المساحات الخضراء، كما سُجل انعدام تام لمساحات اللعب و أماكن الجلوس و حظائر الركن، ناهيك عن انسداد البالوعات و اهتراء الطرقات و كذا ظهور اختلالات في شبكات التطهير، بالإضافة إلى انعدام تام لصيانة المرافق العمومية و نقص كبير في الإنارة العمومية، بحسب تأكيد المسؤول.
و أضاف المتحدث بأن دراسة الحالة سجلت أيضا اختلالات في إنجاز الأرصفة و الطرقات حتى بالوحدات الجوارية الجديدة، كما خلصت إلى أن العديد من المرقين العقاريين و بعد إنجازهم للسكنات، لم يقوموا بتجسيد التهيئة الخارجية التي تقع على عاتقهم، مشيرا إلى أن الهدف من هذا المشروع هو استدراك النقائص و تحسين وضعية المدينة التي تجاوزت مساحتها الإجمالية الألفي هكتار، بعد أن تم خلق توسعتين جديدتين.
و أظهرت الدراسة الأولية أيضا بأن الإشارات التوجيهية منعدمة بالمدينة، كما سجل نقص كبير و توزيع عشوائي لحاويات النظافة و انعدام تام لأماكن الجلوس و المراحيض العمومية، حيث أوضح المتحدث بأنه و بعد تجسيد المشروع في المستقبل، فإنه سيتم وضع حاويات بيئية عصرية، مشيرا إلى أن الوحدات الجوارية 6 و 7 و كذا 8 هي الأكثر تضررا، حيث تعد أقدم الأحياء بعلي منجلي و تضم كثافة سكانية كبيرة، لافتا إلى أن هذا المشروع الهام من شأنه أن يخلق المئات من مناصب الشغل الدائمة.
و قد مرت أزيد من ست عشرة سنة على بداية توافد السكان الأوائل على علي منجلي، التي قارب عدد سكانها 250 ألف نسمة، حيث كان من المفروض أن تكون المدينة مشروعا حضريا لقسنطينة الجديدة، لكن الطابع الاستعجالي لإنجاز المشاريع السكنية و منحها الأولوية على حساب عمليات أخرى، تسبب في خلق تراكمات لمشاكل لم تجد حلولا، لاسيما ما تعلق بنقص الخدمات و المرافق و التنظيم الإداري و كذا المشاكل الاجتماعية و الأمنية.
كما غرقت المدينة في القمامة و أحاطت بها أطنان الردوم و مخلفات البناء من كل جانب و لم تفلح الحملات الدورية التي تنظمها السلطات المحلية في كل مرة في تحسين صورتها، في حين ما تزال تعرف نقصا في التهيئة الحضرية و الإنارة العمومية و كذا وسائل النقل، مع تسجيل اختلالات في أنظمة صرف المياه، ما كان سببا في فيضانات العام الماضي.
لقمان/ق
