عين حــامة قرية يشكو سكانها العطش و انعدام المرافق
يعيش سكان قرية عين حامة التابعة لبلدية بني حميدان بولاية قسنطينة، جملة من المشاكل بسبب غياب مشاريع التهيئة العمرانية، وهو ما زاد من معاناتهم اليومية، كما يعد غياب شبكة للمياه الصالحة للشرب أكثر ما يؤرق العائلات، التي تدفع بأبنائها للتزود من مياه الآبار المحيطة.
وقد وقفت النصر، في زيارة لقرية عين حامة، على جزء من المعاناة التي يعيشها حوالي 250 نسمة، فعلى الجهة اليمنى من الطريق الوطني رقم 27 في اتجاه ولاية جيجل قدوما من مدينة قسنطينة، تقع القرية التي يعود تاريخ إنجازها إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عندما شيدت مكان قرية اشتراكية لم تر النور، لتأخذ البنايات الصغيرة في التوسع ويبلغ عددها حوالي الأربعين منزلا ، بينها مساكن شيدت في إطار صيغة السكن الريفي، غير أن توسع القرية لم تواكبه مشاريع تنموية تنتشل السكان من التهميش الذي يعيشونه، وتساعدهم على الاستقرار بها، فالعديد من السكان، الذين تحدثنا إليهم لم يخفوا إمكانية مغادرتهم القرية نحو مناطق أخرى، وذلك بغية الحصول على فرص عيش ملائمة.
ويعد مطلب إنجاز شبكة لتزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب أوّل ما يطمح له السكان، حيث أوضح بعض من تحدثنا إليهم أنهم يلجؤون إلى ما يجود به ينبوع يقع أسفل القرية، غير أن نقص التساقط خلال فصل الشتاء أثر على منسوب المياه به ، وجعل مياهه قليلة جدا، ما يجبرهم على الانتظار طويلا من أجل ملء الدلاء، في حين يقوم البعض الآخر من السكان باقتناء صهاريج من المياه يتم ملؤها من آبار تابعة لبعض الخواص من قرية شعبة المذبوح القريبة مقابل 1400 دج لكل صهريج.
وقد صرح أحد السكان، قائلا أنه يقتني صهريجا من المياه كل أربعة أيام تقريبا، وهو ما اعتبره ثمنا باهظا، وكان يمكن للخزينة العمومية أن تستفيد من هذا المال لو قامت بإنجاز شبكة للمياه الصالحة للشرب، كما أوضح محدثنا أنه في بعض المرات يصبح الحصول على المياه عبر الصهاريج أمرا مستحيلا بسبب شح مياه الآبار، وهو الأمر الذي حدث معه عدة مرات، في حين يرفض، حسبه، أصحاب الصهاريج نقل المياه إلى القرية من أماكن بعيدة مقابل نفس المبلغ، وقد اعتبر السكان أن ما يعيشونه أشبه بالجحيم خصوصا مع تزايد درجات الحرارة، كما أكدوا لنا أن البلدية لم تدعمهم بمياه الصهاريج منذ حوالي 15 يوما.
قاعة العلاج بالقرية لم تسلم هي الأخرى من انعدام المياه، وهو ما وقفنا عليه، إذ وجدنا الطبيبة ومساعدتها تنتظران عودة الحارس حتى يجلب لهما قارورة مياه من أجل الشرب، كما أوضحت لنا أنها تقوم بعملها في ظروف جد صعبة، مؤكدة أن مصالح البلدية لم ترسل صهريج المياه منذ شهر رمضان الفارط، وهو ما جعل العمل بالمستوصف الصغير شبه مستحيل، مؤكدة أن الحارس يقوم بجهد كبير لنقل المياه عن طريق الدلاء والقوارير من أجل ضمان استمرارية العمل.
كما تطرق السكان إلى الغياب الكبير للمشاريع الخاصة بالتهيئة العمرانية، فعلى الرغم من قيام رئيس الجمعية بمراسلة كافة السلطات من مجلس شعبي بلدي، الدائرة والولاية للفت انتباههم حيال المشاكل التي يعاني منها السكان، إلا أن كافة الشكاوي ظلت دون متابعة، فكل إدارة تتنصل حسبهم من المسؤولية، فحتى الطرق داخل القرية قام صاحب مقاولة خاصة للأشغال العمومية بتسويتها من خلال نقل مخلفات إحدى عمليات تعبيد الطريق بمنطقة أخرى وقام بوضعها بالقرية، ولولا ذلك لكان واقع القرية أكثر سوءا.
زيادة على ذلك فقد أعاب السكان غياب مرافق للترفيه، فعدى مقهى وحيدة على مستوى قرية عين حامة السفلى، التي تعد المكان الوحيد لتجمّع الشبان، لا يجد الأطفال مكانا للهو فيه عدا الأحراش ووسيلتهم الوحيدة للعب هي الأتربة والحجارة، أو الركض بين المنازل، وهو واقع قال السكان أنه جعل القرية أشبه بسجن، مشيرين أنهم لا يستطيعون الولوج إلى خدمة الانترنت إلا عن طريق خدمة الجيل الثالث عبر متعامل واحد فقط، وذلك بسبب عدم وجود خطوط للهاتف الثابت ونقص التغطية بالنسبة للمتعاملين الآخرين.
النقل يعد أيضا من بين الهواجس، التي تؤرق حياة المواطنين بالقرية، فالحافلات الخاصة بالنقل من قرية عين الحمراء نحو بلدية بني حميدان لا توفر الخدمة المرجو منها، حيث أوضح بعض السكان أن سائقيها لا يلتزمون بالوقت المحدد، كما أنهم يتوقفون عن الخدمة في وقت مبكر، كما أن لجوءهم لحافلات نقل المسافرين العاملة على خط قسنطينة القرارم جعلهم يستسلمون للابتزاز، حيث يطلب منهم في أوقات الذروة دفع تسعيرة بـ 80 دج.
وطالب السكان السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي، بالالتفات إلى قريتهم وتمكين العائلات من مشاريع تنموية، خاصة ما تعلق بإنجاز شبكة للمياه الصالحة للشرب، حيث يعد هذا المطلب أولوية لديهم، في حين حاولنا الحصول على إجابات على أسئلة المواطنين من طرف مسؤولي البلدية غير أنه تعذّر علينا ذلك.
عبد الله.ب