يشهد حي الصنوبر العلوي ببلدية قسنطينة، تغيّرا جذريا في منظره العام، بفضل حملة النظافة التي انطلقت به منذ أيام قليلة، ليتم إزالة آلاف الأطنان من مخلفات البيوت الهشة، و هي الأمور التي استحسنها السكان الذين يأملون في إقامة جدار دعم لمنع الإنزلاقات و تعبيد الشوارع، من أجل منح «الشالي» صورة جديدة و لائقة.
بداية من الساعة الثامنة صباحا، تنطلق الجرافات التابعة لمؤسسة مراكز الردم التقني لولاية قسنطينة، في رفع الردوم و إزالة الأتربة و مخلفات البنايات المهدمة، على مستوى موقعين من حي الصنوبر العلوي المعروف محليا باسم «الشالي»، و قد بدا منظر المكان متغيرا أمس، مقارنة بآخر مرة شاهدناه فيها، كانت حينها إجراءات ترحيل سكان البيوت الهشة قائمة و الآليات تهدم المنازل، و ما خلفته هذه العملية التي جرت في شهر جويلية الماضي، كان عبارة عن أكوام من الحجارة و الصخور الإسمنتية و الحديد، فضلا عن الألواح القصديرية و الخشب و البلاستيك، و قنوات المياه و الصرف الصحي، التي كانت تشكل حوالي 60 بيتا هشا.
و قد شوّه الأمر المنظر العام للحي، و جعل السكان يعيشون معاناة جديدة، بسبب تكدس الردوم و كثرة الأوساخ و انتشار الجرذان و الحشرات، و هم الذين تنفسوا الصعداء بعد إزالة الأكواخ التي عمرت في المكان لعشرات السنين، غير أن تدخل الوالي عبد السميع سعيدون مؤخرا، و إعطائه تعليمة لمؤسسة مراكز الردم التقني بقسنطينة، جعل قاطني حي الصنوبر، يستحسنون الأمر، فالعمل الذي انطلق في 16 نوفمبر الماضي، بإشراف مباشر من الوالي عبد السميع سعيدون، غيّر تماما منظر «الشالي» بعد إزالة أطنان من الردوم، حيث لا تزال حملة التنظيف متواصلة.
و حسب ما أكده المكلف بالعملية، رضا بطين، فقد تم رفع ما يفوق 1300 طن من الردوم الصلبة، إلى غاية الوقت الحالي، فيما يتوقع أن يصل حجم المخلفات الإجمالية التي سيتم إزالتها من المكان بعد الانتهاء من العملية، إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم حسب ما أوضحه محدثنا، الذي أضاف بأن المؤسسة أخذت على عاتقها مهمة توسعة مدخل الحي، الذي كان عبارة عن طريق ضيق لا يتسع لمرور سيارتين في الوقت ذاته، حيث قام سائقو الجرافات بإزالة أطنان من الأتربة من أجل جعل الطريق أكثر اتساعا، و هو الأمر الذي أسعد السكان كثيرا، حيث يقترحون بناء جدار دعم لمنع الإنزلاقات و بالتالي نزول التراب و تضييق الطريق من جديد.
السكان و بإمكانات بسيطة، شرعوا في حملة جمع للتبرعات من أجل بناء الجدار، غير أن تكلفته الكبيرة دفعتهم إلى المطالبة بتدخل السلطات الولائية من أجل التكفل بإنجازه، خاصة أن هذا المشروع، يعد، حسبما أكدوه لنا، في غاية الأهمية من أجل حماية الحي مستقبلا، و عدم ذهاب العمل الذي أنجز، في مهب الريح، خاصة أن موسم الأمطار على الأبواب، كما تأمل العائلات إعادة تهيئة الحي من خلال تعبيد الشوارع، التي تحولت إلى ما يشبه المسالك الترابية، بالإضافة إلى إصلاح شبكة الأسلاك الكهربائية، التي تحاكي في شكلها خيوط بيت العنكبوت، إذ تشكل خطرا كبيرا على قاطني البنايات، بسبب التوصيلات التي تبدو عشوائية و غير مدروسة.
نقائص كثيرة يعاني منها سكان حي الصنوبر العلوي، فلا أثر لحاويات رمي القمامة، فيما لا توجد أية مساحة خضراء أو أشجار أو ألعاب للأطفال، و ليس هناك ملعب جواري، و هي أمور يتمنى قاطنو «الشالي» أن توفرها لهم السلطات في القريب العاجل، بعد سنوات من المعاناة.
عبد الرزاق.م