شكَّل توقف تيليفيريك قسنطينة منذ أسبوع تقريبا، ضغطا إضافيا على وسائل النَّقل العمومية بالجهة الشرقية من المدينة، ليصطفَّ المواطنون صباحا في طوابير من أجل الظفر بمقعد في سيارات الأجرة القليلة، خاصة باتجاهات أخرى غير وسط المدينة.
واعتبر زبائن المصعد الهوائي توقُّف الوسيلة من أجل الصيانة و التحديث، ضربة موجعة، بعدما ألفوا استعمالها وسرعة التنقل بواسطتها من أحياء “الفوبور” و”لابوم” والزياديَّة وجبل الوحش، إلى الضفة الأخرى المؤدِّية إلى وسط المدينة، وتحديدا ساحة طاطاش بلقاسم مرورا على المستشفى الجامعي، و حسب القائم على تنظيم موقف سيارات الأجرة بنقطة الدوران بأعالي “الفوبور”، فإن المشكل لا يتعلق بقلَّة سيارات الأجرة، وإنَّما بالكثافة السكانية الكبيرة بالمنطقة، ما يجعل المركبات المتوفرة غير كافية لتلبية الطلب المتزايد عليها، إلى جانب منع سائقي “الفرود” من الركن والعمل، ما شكّل طوابير طويلة من المواطنين.
من جهة أخرى، اشتكى المواطنون الذين التقينا بهم أمس، من اختيار أصحاب سيارات الأجرة للوجهات والعمل على خطٍّ دون غيره، نظرا للازدحام المروري المسجل بعدد من الخطوط، مطالبين مديرية النقل بإيفاد مراقبين وإلزام سائقي “الطاكسي” بضمان الخدمة في كل الخطوط وفق ما يقتضيه القانون وهيكلة عملهم نحو وسط المدينة وغيرها من الخطوط الأخرى.
كما انتقد محدثونا الغلق المباشر للمصعد لمدة 16 شهرا و قالوا إنه كان لزاما إجراء صيانة دورية وبشكل جزئي لهذا المرفق الهام، حتى لا يتوقف بشكل نهائي، واللجوء إلى التوقيفات المؤقتة على فترات، سيما أن غلقه النهائي أثر على خدمات النقل، خاصة بأعالي شرق قسنطينة، و جعلها تضطرب بشكل كبير.
للإشارة فإن العربي بومدين، المدير العام المساعد في الشركة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية، أكد توقف التيليفيريك ابتداء من 2 أفريل الماضي، في إطار عملية عصرنته، من طرف مصالح الشركة وخبراء من الشريك الفرنسي المتخصص «بوما»، موضحا بأن الأشغال ستدوم مبدئيا لـ 16 شهرا، لإدخال نظامين ميكانيكي وإلكتروني جديدين، سواء على طريقة التشغيل أو داخل العربات، كما أن عملية التجديد ستشمل البنايات الثلاث التابعة للتيليفيريك، بنقاط شارع طاطاش بلقاسم والمستشفى الجامعي وحي الأمير عبد القادر. فاتح خرفوشي