أيدت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، خلال الدورة الاستئنافية التي اختتمت، أول أمس الخميس، حكم الإعدام في حق قاتل الشابة أميرة مرابط بمدينة الخروب قبل حوالي سنتين، و هي الجريمة التي خلّفت استياء كبيرا في أوساط الرأي العام، بالنظر إلى بشاعتها.
في يوم 29 أوت 2016، اهتزت مدينة الخروب بقسنطينة، على وقع جريمة نكراء، تركت حزنا في قلوب كل من شاهدوها أو سمعوا بها، ففي صبيحة ذلك اليوم، حوالي الساعة الثامنة صباحا، وقع شجار بين الضحية و المتهم “ح.ع” المدعو “النمس” 34 سنة، على مستوى حي 20 أوت 1955، و ذلك بالنظر إلى خلاف بينهما سببه أخت الضحية، التي كانت على علاقة بالمتهم، و قد تطور الشجار بين الطرفين، ليقوم الجاني برش قارورة بنزين كانت بيده على أميرة، و إضرام النار بها باستعمال ولاعة، و يتركها كتلة من اللهب، حسب ما ذكره شهود عيان، قالوا بأنهم شاهدوها تشتعل، و بعضهم سمعوا صراخها و هي تطلب النجدة من الجيران، فخرجوا من بيوتهم لنجدتها.
و قد تدخل بعض الأشخاص الذين أخمدوا النار المشتعلة بجسد الضحية، قبل أن تحضر الحماية المدنية، التي نقلتها إلى مستشفى الخروب، ومنه إلى المستشفى الجامعي ابن باديس، لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك بتاريخ 4 سبتمبر من ذات العام عن عمر 34 سنة، متأثرة بحروق من الدرجة الثانية والثالثة، حسب تقرير الطب الشرعي، الذي أكد احتراق 45 بالمئة من جسدها.
أما المتهم فقد لاذ بالفرار بعد فعلته، و اتجه إلى المغرب، حيث اتصل من هناك بأخت الضحية، ليتم توقيفه بعد ذلك و يسلم إلى السلطات الجزائرية من قبل الشرطة الدولية “أنتربول”، و يتابع بتهمة الخروج من الحدود بطريقة غير شرعية ثم يحكم عليه بدفع 50 ألف دج كغرامة المالية، غير أن دركيا تعرف عليه، و تم توقيفه عن تهمة القتل والفرار.
و خلال التحقيق مع المتهم، اعترف بفعلته، لكنه حاول إنكار تعمده إضرام النار بجسد أميرة، مصرحا بأنه يوم الوقائع، كان يقوم بإصلاح سيارته التي يستعملها في بيع الخضار بالقرب من بيت الضحية التي مرت في ذلك الوقت بجانبه، و نظرت إليه بطريقة لم تعجبه، فقام بشتمها و ردت عليه، ليرشها بالبنزين، قبل أن تنطلق شرارة من الولاعة التي كان يحملها و يشتعل جسد أميرة، لكن وحسب ما ورد في قرار الإحالة، فإن شاهدين صرحا خلال التحقيقات، بأن المتهم أمسك بالضحية من رقبتها و بدأ يشتمها، فيما حاولت هي الهروب منه، لكنه سكب البنزين عليها وأضرم النار، قبل أن يلوذ بالفرار. و قد ظهر المتهم خلال المحاكمة هادئا و في وضع طبيعي، حيث تمسك بتصريحاته السابقة، و قال بأنه لم يكن ينوي إضرام النار في جسد الضحية، مؤكدا بأنه تأثر لوفاتها.
ق.م
