الميـاه القـذرة تُحـاصـر سكـان حي الأقــواس
يُعاني العشرات من سكّان حي الأقواس ببلدية قسنطينة، من انعدام التهيئة و المياه القذرة المتسربة إلى داخل منازلهم، فضلا عن ظهور تشققات في جدران بناياتهم جراء انزلاقٍ للتربة يزدادُ تفاقما من يوم لآخر، حيث يطالبون السلطات بالنظر لوضعيتهم ومنحهم سكنات اجتماعية.
وتنقلنا إلى الحي الواقع أسفل فندق “ماريوت” بمحاذاة طريق الصومام، حيث التقينا بمجموعة من المواطنين أخبرونا بأن عمر معاناتهم يزيد عن النصف قرن، فقد سكن آباؤهم المكان في سنة 1954، ولم يستفيدوا من الربط بالكهرباء إلا في 1982، ثم تعودوا بعد ذلك على الحي، لكن التشققات في بناياتهم ظهرت في السنوات الأخيرة وتزايدت وتيرة مياه الصرف الصحي المتسربة، خصوصا من البالوعات وعلى مستوى السلالم الواقعة بين منازلهم، في حين تتسرب المياه إلى داخل العديد من المنازل، ما جعل قاطنيها يُركّبون قنوات نحاسية لها حتى تصرفها إلى الخارج، خوفا من أن تتسبب في انهيار جدران بيوتهم.
ولاحظنا عند مدخل مجموعة من البنايات أن المياه القذرة تتسرب إلى الخارج محدثة مجرى طويلا يقطع المسلك الوحيد الموجود في الحي، والذي كان في الماضي طريقا للمركبات، في حين أخبرنا مرافقونا من السكان بأن بعض الأطفال أصيبوا بأمراض بسبب المياه القذرة. ودخلنا إلى السلالم الواقعة بين مجموعة من المنازل، فلاحظنا بأنها بنايات متداخلة مع بعضها، وأنجزت بشكل تقليدي، كما يخترق السّلالم أنبوب طويل تظهر أجزاء كثيرة منه، في حين غطيت أسقف بعض البيوت بالقرميد والصفيح، بينما أنجز سكان آخرون أسقفا إسمنتية.
أمّا بداخل البنايات التي اطّلعنا عليها، فقد تدهورت وضعية الأسقف بسبب المياه المتسربة والبخار المتصاعد منها، ما أدى إلى تآكل الإسمنت والطلاء وظهور الحديد المستعمل لتقويتها، فضلا عن تآكل أعمدة بنفس المنازل وبعض الأجزاء من السلالم الداخلية الموجودة فيها. وقالت سيدة تقطن بأحد السكنات المتضررة بأن اهتزاز الأرضية انعكس سلبا على استقرار البنايات، التي تقطن فيها أكثر من 150 عائلة. وأرتنا المعنية أثر كسر على ذراعيها بسبب وقوعها في بيتها جراء الرطوبة الناجمة عن المياه.
واشتكى المعنيون أيضا من انعدام الإنارة العمومية رغم وجود الأعمدة الكهربائية داخل الحي، مشيرين إلى أن التحرك خلال الساعات المسائية يتمّ بصعوبة كبيرة، خصوصا خلال السهرات الرمضانية التي يرغب فيها الكثيرون بالتوجّه إلى المسجد من أجل أداء صلاة التراويح أو صلاة الصبح.
ويُطالب السكان السُّلطات بالتكفل بوضعيتهم، من خلال إدراجهم ضمن المعنيين بالسّكن الاجتماعي، كما أشاروا إلى أنّهم تلقّوا من قبل وعودا بأن يتمّ ترحيل مجموعة منهم، لكنها لم تجسّد إلى اليوم. وأضاف محدثونا بأنهم طرحوا مشاكل التسرّبات وتدهور وضعية البنايات على مصالح البلدية من قبل، لكن لم يتم التكفل بهم.
سامي.ح