الإعــدام لشابين قتــلا طبيـب أطفــال من بومرداس
سلّطت عشية أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي عقوبة الإعدام، في حق شابين متورطين في جريمة قتل طبيب أطفال المسمى (ز.منور) 63 سنة من مدينة دلس ببومرداس، اختار مدينة عين كرشة ليأخذ قسطا من الراحة في أحد الأزقة بالمدينة بينما كان في طريقه إلى تونس.
و قد توبع المتهمان (خ.س) مواليد سنة 1992 و (ز.ن.د) من مواليد 1988 بجنايتي القتل العمدي مع سبق الإصرار والسرقة المقترنة بظروف التعدد والليل والكسر واستحضار مركبة، و التمس ممثل الحق العام توقيع العقوبة نفسها التي نطقت بها هيئة المحكمة. القضية التي هزت الرأي العام المحلي بمدينة عين كرشة خلفت موجة احتجاجات وسط سكانها و كذا تجارها الذين نظموا إضرابا شاملا للمطالبة بالأمن، حيث وقعت ليلة العاشر من شهر ماي من سنة 2014، حيث كان المتهم المسمى (ز.ن.د) العامل كحارس ليلي بملحق بلدي بالمدينة على متن دراجته النارية من نوع «103» متوجها لاقتناء سجائر، لينقل في طريقه المتهم الأول، غير أنه وعند مشاهدته سيارة سياحية من نوع «فيات» رمادية اللون على الطريق الوطني رقم 100، قرر رفقة صديقه سرقة أغراض من صاحبها. التحقيقات الأمنية بينت بأن المتهمين حاولا فتح أقفال السيارة، ليطلب المتهم الثاني من المسمى (خ.س) تحطيم زجاج أحد أبوابها، فاستعمل المعني حجرا يتجاوز وزنه 6 كلغ، يعد جزءا من رصيف الطريق، ووجه ضربة قوية حطم بها الزجاج وهشم جزءا من رأس الضحية، الذي استفاق بسببها ليطلق العنان لمنبه سيارته سعيا وراء تدخل المواطنين، غير أن المتهمين وجها له عدة طعنات على مستوى الرجلين والرقبة ما تسبب في قتله، ليستوليا على حقائبه الثلاثة، ويقتسما المسروقات التي تمثلت في جهاز إعلام آلي محمول و هاتف نقال وآلة تصوير رقمية، دون مشاهدتهما لحقيبة صغيرة بها وثائق الضحية و مبالغ بعملات مختلفة وطنية و تونسية و كذا بالعملة الأوربية. الشرطة توصلت إلى معرفة هوية الضحية بناء على الوثائق التي كانت في سيارته و تبين أنه طبيب مختص في طب الأطفال من مدينة دلس بولاية بومرداس، كان متوجها لتونس لإجراء عمليات جراحية، غير أن التعب دفعه لركن سيارته على طول شارع أول نوفمبر على طريق عين فكرون. و بالعودة لبيانات أحد متعاملي الهاتف النقال تم التأكد من إجراء عدة مكالمات بعد الحادثة بهاتف الضحية، و تحديد هوية المتصلين والذين كشفوا بأن المتهم (خ.س) هو من باعهم الهاتف النقال بمبلغ ألفي دينار. و بعد القبض على المشتبه به اتضح بأنه باع جهاز إعلام آلي محمول بمبلغ 8 آلاف دينار، و كشف عن هوية شريكه المسمى (ز.ن.د) الذي فر بعد 10 أيام من توقيف المتهم الأول ناحية دوار فج الريح بعين كرشة، و ذكر الموقوف بأن شريكه أحرق حقيبة بها ملابس الضحية وطلب منه بيع أغراضه، التي بلغت قيمتها مليون سنتيم. و قد أثبت تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة، وجود جروح على جسد الضحية ناتجة عن عنف، وتم التوصل لوجود نزيف دماغي ليخلص التقرير إلى أن الوفاة نتجت عن صدمة دماغية.
ممثل النيابة العامة كشف بأن المتهم (خ.س) ظل يتردد على مقر أمن الدائرة بعد الحادثة ليترصد المرحلة التي وصلها التحقيق قبل القبض عليه بحجة تقديمه بلاغا بضياع بطاقة تعريفه، مبينا بأن سرعة رجال الشرطة في القبض على الفاعلين دفعت المحققين للاستغناء على بعض الإجراءات المهمة، و أكد ممثل الحق العام بأن الجريمة ثابتة بجميع أركانها، مؤكدا بأن الباعث على القتل هو سلب وسرقة مال الضحية.
أحمد ذيب