غربــــاء يحتلــــون بنايــات قديمــة مهــددة بالانهيــــار بالقالــــة
يطالب سكان المدينة القديمة بالقالة بولاية الطارف بالتعجيل بالترحيل معبرين عن قلقهم من الأخطار التي تتربص بهم جراء تدهور سكناتهم القديمة والهشة، و التي باتت حسبهم مهددة بالانهيار في أي لحظة ، في حين تشير السلطات إلى ترحيل أغلب سكان هذا النسيج العمراني وإعادة احتلال بنايات، من المقرر إخلاؤها قريبا بالقوة العمومية. وذكرت بعض العائلات في اتصال مع «النصر« أنها عاشت كابوسا وحالة من الرعب والذعر خلال الأمطار الأخيرة التي تسببت في تصدع بنايات وتسجيل انهيارات جزئية خاصة على مستوى الأسقف والجدران والسلالم الخشبية جراء قوة السيول المتسربة، فيما لجأت عائلات أخرى غمرت بيوتها المياه و انهارت أجزاء منها، للفرار إلى الخارج وقضاء الليلة في العراء خوفا من انهيار سكناتهم الهشة التي تعود للقرن 17. في حين استنجد آخرون، حسب ما أفاد به سكان، بأقاربهم إلى غاية التأكد من زوال الخطر وتسليمهم شهادات من مصالح الحماية المدنية تثبت تعرض سكناتهم لأضرار، وأبدى السكان استياء هم من الظروف السكنية المزرية التي يعيشونها داخل البنايات القديمة بأحياء واجهة البحر التي وصفوها بغير اللائقة و الكارثية ، في ظل إنعدام أبسط شروط الحياة الكريمة، من ذلك افتقار سكناتهم القديمة للربط بشبكات المياه والتطهير و إنبعاث الرواح الكريهة والسامة جراء تسربات مياه الصرف وتراكم الأوساخ . وأشار السكان أن سكناتهم تم تصنيفها مؤخرا في الخانة الحمراء بعد الخبرة التقنية التي قامت بها وكالة المراقبة التقنية «سي ، تي ، سي « بقسنطينة ، حيث أكدت الخبرة أن البنايات باتت آيلة للإنهيار في أي لحظة ما يستوجب الإسراع في ترحيل العائلات قبل فوات الأوان ، وقال بعضهم أن الأحياء القديمة لواجهة البحر بمدينة القالة الساحلية خضعت لمعاينة ميدانية من وزارة السكن، التي أعلنت حينها عن تخصيص عملية واسعة لإعادة ترميم كل البناءات القديمة لأحياء واجهة البحر وعددها 350 بناية مع الحفاظ على النمط المعماري للمدينة القديمة التي تعد بمثابة معالم سياحية و تاريخية، لكن تم تجميد المشروع لأسباب لها علاقة بالتقشف. و قد أفادت مصادر مسؤولة ببلدية القالة ،عن التكفل بترحيل جل سكان الأحياء الهشة بالمدينة القديمة نحو سكنات جديدة في إطار السكن الاجتماعي وبرنامج السكن الهش، على أن يتم التكفل بترحيل عائلات أخرى تستوفي الشروط عن قريب، وكشفت البلدية أن البنايات القديمة المهددة بالانهيار والتي تم إخلاؤها من قاطنيها بعد ترحيلهم نحو سكنات جديدة، سرعان ما تم إحتلالها من طرف مواطنين آخرين وأقارب المرحلين وأشخاص غرباء عن المنطقة بطريقة غير قانونية في مسعى الظفر بسكن، رغم ما تشكله هذه البنايات من خطورة على حياة قاطنيها . مضيفة أن إجراءات اتخذت لمعالجة هذا الملف بما فيها اللجوء إلى استعمال القوة العمومية لإخراج القاطنين غير الشرعيين، في انتظار انطلاق أشغال إعادة ترميم كل أحياء واجهة البحر بالمدينة القديمة. في حين أكدت مصادر من ديوان الترقية والتسيير العقاري عن التكفل بترحيل أزيد من 80 بالمائة من سكان الأحياء القديمة نحو سكنات لائقة ، مشيرة إلى الإنتهاء من تحضير الملف الخاص بتهيئة المدينة القديمة للقالة التي رصد لها مبلغ يفوق 80مليار سنتيم غير أن العملية تعطلت للأسباب المتعلقة بالتقشف، وكشف المصدر عن وجود مساع من قبل السلطات المحلية لدى الحكومة من أجل إقناعها برفع التجميد عن المشروع لأهميته في الحفاظ على حياة السكان ، هو نفس المطلب الذي طرحه أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورتهم الأخيرة.
نوري.ح