هـزّة أرضية بقـوة 4.6 تُحـدث هلعـا بـعـدة ولايــات في الـشرق
أحدثت هزة أرضية ضربت فجر أمس الأحد بلدية عين بوزيان و شعر بها العديد من سكان مدن ولاية سكيكدة و ولايات مجاورة، حالة من الرعب و الفزع لدى السكان، الذين هرعوا مباشرة فور شعورهم بارتداداتها إلى مغادرة منازلهم و الفرار خارجها خوفا من حدوث مكروه.
مئات العائلات بمدينة عين بوزيان على الحدود بين ولايتي سكيكدة و قسنطينة قضت ليلتها في الشارع و الساحات العمومية و داخل المساجد، و لحسن الحظ فإن الهزة التي بلغت شدتها 4.6 لم تخلف أي خسائر مادية أو بشرية عدا بعض التصدعات والتشققات في المنازل والمباني. النصر تنقلت صباح أمس إلى بلدية عين بوزيان وحاولت من خلال الزيارة استقراء حالة المواطنين و معرفة مخلفات الهزة على نفسيتهم ومدى الأضرار التي خلفتها بالمنازل، و قد بدت ملامح العديد من المواطنين عند دخولنا الشارع الرئيسي لهذه البلدية الهادئة غير عادية، توحي بأن شيئا ما وقع بالمنطقة.
أول مواطن قصدناه كان بوبكر صاحب محل لبيع الروائح والعطور ذكر بأنه عاش كبقية السكان حالة من الخوف والفزع عندما شعر بالهزة التي كانت ارتداداتها حسب ما ذكر شديدة و قوية، حيث سارع مباشرة إلى مغادرة المنزل رفقة أفراد عائلته و قال «في باديء الأمر لم تخطر على بالي أن يكون الصوت المنبعث عبارة عن هزة أرضية و كنت أعتقد بأن مصدر الصوت ربما يكون انفجارا وقع بالمنطقة البتروكيميائية بسكيكدة، قبل أن أتأكد بعد فترة من الزمن بأنه هزة أرضية و قد وجدت عندما فتحت المحل صباحا الأغراض و مختلف السلع في المحل مبعثرة بعد سقوطها من الرفوف».
و قال آخر وجدناه بالمحل ذاته أنه كان نائما وقت الحادثة وفجأة شعر بالمنزل يتحرك فنهض مسرعا من فراشه وتسمر في مكانه وتملكه حينها خوف شديد، إلى أن هدأت الهزة و شاهد عندما هم بالخروج من المنزل وعلى غير العادة ، أسرابا من الطيور في السماء و قطيع من الكلاب تنبح، و ذكر المتحدث أن ما أثار استغرابه أن الهزة سبقها صوت قوي كصوت الرعد، تلاه اهتزاز شديد صاحبه سقوط الأواني و تحرك الأثاث، و أضاف «اعتقدت في بادئ الأمر بأن الجهاز المنصوب فوق الفيلا التابع لأحد متعاملي الهاتف النقال قد سقط، لكن عند رؤيتي لحشود من العائلات القاطنة بالعمارات متجمعة بالساحة الرئيسية وسط المدينة وعلامات الخوف والهلع بادية على الوجوه تأكدت بأنها هزة أرضية» في حين لم يصدق البعض أن زلزالا ضرب مدينة عين بوزيان.
و قد ساد تضارب في الآراء والتفسيرات صباح أمس بين السكان حول ما حصل فجرا وهناك من لم يصدق الحادثة إلى غاية طلوع الشمس، وهنا أكد محدثنا أن العديد من المواطنين قاموا بالاحتماء داخل المسجد و من ثمة أداء صلاة الفجر، وأثناء الآذان بالتحديد وقعت هزة ارتدادية خفيفة أقل شدة من الأولى، تلتها هزة ثالثة في حدود الساعة السادسة صباحا أقل من الثانية، وهو الأمر الذي جعل سكان المنطقة يفضلون البقاء في العراء وبالتحديد في الساحة لأزيد من ساعتين من الزمن، حيث أبت عائلات كثيرة العودة إلى منازلها خوفا من وقوع هزات ارتدادية أخرى خاصة و أن المنطقة لم يسبق حسب السكان، أن شهدت هزات أرضية بمثل هذه الشدة.
و علمنا بأن عائلات أخرى من شدة خوفها لجأت إلى مغادرة المنطقة في تلك اللحظات. ونحن نتجول في الساحة قصدنا مواطن قال بأنه الهزة تسببت في تصدعات بمنزله الكائن بحي لا سيتي، وقد ألح علينا على زيارة بيته و هناك لاحظنا بأن البناية التي يعود تاريخها إلى العهد الاستعماري ظهرت عليها بعض التشققات على مستوى الأسقف والجدران، و علمنا أن سكنات ريفية أيضا مستها التشققات لكنها ليست خطيرة. عرجنا على طريق السيار شرق غرب للتأكد من الأخبار التي تداولها الشارع عن حدوث أضرار على مستوى الطريق و النفق، لكون مركز الهزة تم تحديده على بعد كيلومتر من شمال شرق البلدية، لكن بوصولنا هناك وجدنا حركية عادية للمركبات على مستوى الطريق و كذا النفق ولم نجد أية آثار للأضرار المزعومة.
وعلمنا أن سكان مدن الولاية عاشوا نفس الأجواء تقريبا كما هو الحال بالحروش، و عاصمة الولاية، سيدي مزغيش رمضان جمال صالح، بوالشعور و غيرها، حيث خرجت العشرات من العائلات إلى الشارع بعد وقوع الهزة خوفا على حياتهم، كما علمنا بأن بعض التشققات والتصدعات وقعت في بعض المنازل والمباني على غرار سكنات تساهمية بالحروش و مكتب الرقابة بمتقن السعيد بوالطين. وأكدت مصالح الحماية المدنية بأنها لم تسجل أية خسائر مادية أو بشرية، فيما قامت مصالحها بخرجات ميدانية على مستوى المناطق التي مستها الهزة.
كمال واسطة
فيما خرجت عائلات بقسنطينة إلى الشارع ليلا
تشقق عمــارات مهددة بالانهيــار في عنابـــة
تسببت الهزة الأرضية التي وقعت، فجر أمس، شمال شرق عين بوزيان بولاية سكيكدة، والتي بلغ مدها الى ولاية عنابة، في إحداث تشققات في بعض البنايات الهشة والمهددة بالانهيار على غرار عمارة حي ضربان التي تقطنها 18 عائلة، أجبرت على الخروج من سكناتها خوفا من سقوطها بسبب التصدعات والتشققات بالواجهات الإسمنتية والسلالم.
و ذكر أمس، إسماعيل باسي المتحدث باسم السكان القاطنين بالعمارة المهددة بالانهيار، بأن قضيتهم ما تزال عالقة رغم إيجاد حل مؤقت لترحيل السكان العمارة، دون التوصل على صيغة نهائية توضح كيفية التحصل على سكنات بديلة تحترم فيها كامل معايير البناء. وأكد باسي بأنهم يرفضون تسليم المفاتيح بعد إخلاء السكنات، إلى غاية فصل العدالة في الدعوى القضائية المرفوعة على مستوى محكمة عنابة ضد الوكالة الوطنية للسكن الترقوي العمومي، مطالبين بفتح تحقيق جدي لتحديد المسؤولية مع جميع الهيئات المشرفة على عملية الانجاز، محملين الوكالة مسؤولية الإخلال بالتزاماتها، المتعلقة بتسليم المستفيدين سكنات مطابقة لمعايير البناء المعمول بها، مجددين مطلبهم بالحصول على سكنات جديدة مطابقة لشروط عقود البيع المبرمة بين الطرفين،
حسب ذات المتحدث. وتجدر الإشارة إلى أن سكان العمارة هددوا قبل شهرين بالانتحار الجماعي من فوق العمارة، مما استدعى تحرك السلطات المحلية، التي عقدت لقاءات مع المصالح المعنية، لإيجاد مخرج للإشكال المطروح و حماية العائلات من خطر الانهيار. وبقسنطينة خرجت عائلات تقيم ببلديات محاذية لولاية سكيكدة إلى الشارع ليلا خوفا من انهيار البنايات، حيث أفاد مواطنون من زيغود يوسف و ديدوش مراد أن الكثيرين قضوا ساعات في الشارع ترقبا لهزات ارتدادية وذلك بعد أن شعروا بقوتها، بينما كانت أقل حدة بمناطق أخرى من الولاية كمدن، قسنطينة وعلي منجلي والخروب، فيما لم تسجل مصالح الحماية المدنية خسائر تذكر.
حسين دريدح