نقص القابـلات و الأخصائيين يزيد من متاعـب الحوامل بالمسيلــة
تعاني النساء الحوامل بعاصمة ولاية المسيلة في الفترة الأخيرة من صعوبات في تلقي العلاج بالمؤسسة الاستشفائية سليمان عميرات، حيث دفع نقص الأطباء الأخصائيين في أمراض النساء والتوليد والقابلات بإدارة العيادة إلى رفض استقبال الحوامل خاصة في الفترات الليلية لغياب المناوبة، حسب مصدر من العيادة، أكد أن تلك الإجراءات تجبر الكثيرات من الحوامل على التوجه صوب العيادات الخاصة لإجراء العمليات القيصرية مقابل مبالغ معتبرة، أو الذهاب إلى مستشفيات بوسعادة أو سيدي عيسى لوضع حملهن رغم ما يسببه ذلك من أضرار صحية على الأم و الجنين.
و تتوفر عيادة الولادة سليمات عميرات بعاصمة الولاية المسيلة التي تستقبل أكثر من 40 حاملا يوميا تتطلب حالات نصفهن إجراء عمليات قيصرية، على طبيبتين فقط، إحداهن متربصة مختصة في أمراض النساء و 12 قابلة، حيث تجد الإدارة مشاكل كبيرة في التكفل بجميع الحالات، و هو ما جعلها ترفض استقبال العديد منهن خاصة في الفترات المسائية أين يضطر أقارب المرضى إلى نقل زوجاتهن أو بناتهن الحوامل إلى العيادات الخاصة لإجراء العمليات القيصرية بمبالغ باهظة يتسول الكثير منهم لجمعها، على اعتبار أن العملية الواحدة تكلف مبلغا يتجاوز الخمسة ملايين سنتيم.
وتضاعفت معاناة المرضى من النساء الحوامل خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن رفض بعض الأخصائيين الخواص التعاقد مجددا مع مديرية الصحة بمبرر اتهامهم بإجراء العمليات القيصرية في المؤسسة العمومية الاستشفائية مقابل المال، و هي الاتهامات التي وجهت لهم من قبل منتخبين و ممثلين للمجتمع المدني خلال السنة الماضية و دفعتهم إلى التجرد من أداء واجبهم إزاء النساء الحوامل.
و أشار مصدر طبي أن العجز بالعيادة لا يتوقف عند نقص الأطباء و إنما يشمل العديد من جوانب المرفق الصحي الذي لا يتوفر سوى على 32 سريرا في حين أن التزايد السكاني يتطلب مستشفى بطاقة لا تقل عن 120 سريرا بعاصمة الولاية.
و أكد مصدرنا أن جناح العمليات يحتوي على عدد قليل من الأسرة لا يتجاوز التسعة في حين تستقبل العيادة حوالي أربعين حاملا يوميا، كلهن في مرحلة الوضع نصفهن تتطلب حالاتهن إجراء عمليات قيصرية.
و اعتبر المصدر في ذات الصدد أنه صار من الضروري التفكير في تدعيم العيادة بأطباء أخصائيين و في توفير ما يزيد عن 20 قابلة وممرضين بعد إحالة عدد كبير منهن السنة الماضية على التقاعد. و فسر مصدرنا ما يتم تداوله من أخبار حول تجاوزات تكون قد حدثت بعيادة التوليد بعدم إدراك الكثير من المواطنين لحقيقة الوضع الحالي الذي تعيشه المؤسسة الاستشفائية والنقائص التي تكون سببا في عدم تقديم خدمات صحية في مستوى تطلعاتهم. وأوضح ذات المصدر أن عيادة سليمان عميرات ليست سوى ملحقة كانت تابعة لمستشفى الزهراوي، و قد تم تحويلها إلى مؤسسة استشفائية متخصصة، بعد أن خضعت لعملية توسعة قبل سنوات قليلة لكنها تفتقد في الوقت الحالي إلى المعايير المطلوبة، و لا تتماشى طاقتها مع الكثافة السكانية بالولاية و بمدينة المسيلة، التي تحصي ما يزيد 200 ألف نسمة كما يتم استقبال الحوامل من مناطق و ولايات مجاورة أيضا لوضع مواليدهن بالعيادة.
و ذكر مصدر موثوق من إدارة عيادة سليمان عميرات أن مديرية الصحة وضعت برنامجا للمناوبة للأخصائيين الذين يعملون بعيادات بوسعادة و عين الملح، و أضاف أنه و رغم أن إدارة العيادة ترسل لهم في كل مرة سيارات الإسعاف للتنقل بهدف ضمان المناوبة إلا أنها تعود فارغة، بسبب رفض المناوبين الالتزام بالبرنامج.
و يطالب العديد من ممثلي المجتمع المدني والمنتخبين المحليين بولاية المسيلة من وزارة الصحة الإسراع بإرسال البعثة الطبية الصينية التي لم يظهر عنها أي خبر، بعد أن قيل قبل أشهر أنها ستحل للعمل بالمسيلة لكنها لم تظهر على الساحة المحلية حتى الآن، و هو ما يطرح حسبهم أكثر من علامة استفهام. فارس قريشي