شهدت ولاية الطارف، خلال الساعات القليلة الماضية، تساقط أمطار طوفانية غزيرة تسببت في عزل عدة أحياء حاصرتها السيول، كما غرقت الشوارع و بعض التجمعات السكانية في فيضانات، و عجزت البالوعات و شبكات الصرف عن استيعاب كميات المياه المتدفقة التي جرفت معها الحجارة و الأتربة، فيما عرفت حركة سير المركبات و تنقل المواطنين صعوبات كبيرة، نتيجة لتشكل البرك و الأوحال و ارتفاع منسوب السيول التي قطعت بعض الطرقات الثانوية بعدة بلديات. و حاصرت الأمطار الطوفانية بعض المؤسسات الإدارية و تسببت في فيضانات ببعض المؤسسات التربوية التي تحولت ساحاتها الخارجية و مداخلها إلى بحيرات، فضلا عن تسرب المياه إلى الأقسام، ما أحدث حالة من الارتباك في أوساط القائمين تزامنا مع إجراء التلاميذ لامتحانات شهادة التعليم المتوسط ببعض المؤسسات التي توجد في حالة تدهور.و وجد مواطنون صعوبة كبيرة في الخروج من العمارات التي غمرت مداخلها و أقبيتها بالسيول الممزوجة بالأوحال، في مشهد يتكرر كل مرة مع تهاطل أولى زخات المطر، و هو ما أثار استياء و تذمر الساكنة أمام هذه الوضعية، في ظل «تقاعس» البلديات و المسؤولين في تنظيف البالوعات و صيانة شبكات التطهير و تصريف مياه الأمطار دوريا. كما كشفت السيول مدى هشاشة مشاريع التحسين الحضري المنجزة في وقت سابق، و التي كلفت أموالا ضخمة دون تحقيق الأهداف المرجوة ببعض المناطق، بعد أن غرقت في السيول و الأوحال و انفجرت معها قنوات الصرف، محولة الأزقة و الشوارع إلى أماكن غارقة في المياه الملوثة، فيما سجل تسرب للمياه إلى عدة منازل و محاصرة السيول لتجمعات سكانية، في حين تدخلت المصالح المعنية لإزالة الأوحال و امتصاص المياه بمحركات الضخ من الشوارع و الأحياء المتضررة، في وقت عاش قاطنو الأحياء الهشة حالة من الذعر مع تهاطل الأمطار بغزارة، متسببة في فيضانات و تصدعات ببعض البيوت، فضلا عن حدوث تسربات إليها استدعت خروج عائلات إلى العراء خوفا من أي طارئ، علاوة على ذلك، سجل تضرر في بعض المحاور و تصدع لشبكات الصرف و مشاريع التحسين الحضري الجاري إنجازها، خاصة في ورشة مشروع التحسين بالمدخل الغربي لمدينة القالة الذي يعرف تأخرا كبيرا.
نوري.ح