مواد سريعة التلف تعرض في وسط متعفن بسوق الحروش
تعرف السوق الأسبوعية ببلدية الحروش بولاية سكيكدة، التي تقام يوم الجمعة، انتشارا مخيفا لظاهرة بيع اللحوم و المواد الغذائية الحساسة سريعة التلف، في ظروف غير لائقة و محيط متعفن، بعيدا عن شروط الحفظ و النظافة نتيجة لتعرضها لأشعة الشمس الحارقة و الأتربة، ما أثار تخوف بعض الجمعيات و المهتمين الذين دقوا ناقوس الخطر لهذه الوضعية الكارثية، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد للمشكلة التي تنذر حسبهم بعواقب وخيمة على أمن و سلامة المستهلك.
و قد كشفت الزيارة التي قمنا بها للسوق حجم الخطر الذي يتهدد صحة المواطنين، لا سيما بمكان بيع اللحوم، و التي و رغم تواجده داخل فضاء مغطى بالقصدير، لكن محيطه متعفن بشكل يوحي للزائر بأنه يدخل مزبلة فوضوية نتيجة لانتشار الأوساخ و القاذورات و بقايا عمليات الذبح. و الأدهى و الأمر، أننا تفاجأنا لظاهرة انتشار الكلاب الضالة بين طاولات بيع اللحوم بحثا عن قطع و بقايا من اللحم و العظام، و كذلك القطط في مشهد مقزز لا يتمالك المرء نفسه لمواصلة البقاء في هذا المكان المتعفن، خاصة في ظل انتشار الروائح الكريهة. و نحن نهم بمغادرة هذا الفضاء، تفاجأنا على مقربة من البوابة ببعض الأشخاص يقومون بعمليات ذبح للأغنام خارج إطار المراقبة البيطرية، بعيدا عن المذبح الشرعي الذي يتواجد بنحو 200 متر عن السوق، و هذا ما يعني وصول اللحم إلى المستهلك دون تأشير الطبيب البيطري، ما يطرح علامات استفهام حول غياب الدور الرقابي للجهات المعنية، و بجوارها تنتشر طاولات و خيم بيع الدجاج و الشواء و السمك، في صورة مماثلة لا تقل عن سابقتها. و لعل السبب الذي يجعل المواطن يقبل على هذه الأسواق، هو الأسعار المعقولة، و لا ينتبه بذلك لشروط عرضها و بيعها رغم ما تشكله من أخطار على صحته، واصلنا السير لنصدم بتاجر يعرض مواد غذائية سريعة التلف و حساسة فوق طاولة تحت أشعة الشمس، و من بين تلك المواد الزبدة، و علب الجبن، و لما سألناه تردد في الرد و تغيرت ملامحه ظنا منه بأننا من أعوان مراقبة الغش، قبل أن يؤكد على أن العلب كانت في المبرد، وغير بعيد تجد أمامك أكوام من القمامة تحيط بك من كل ناحية، و رغم أن الأخير يعد من أشهر و أعرق و أكبر الأسواق الأسبوعية في الولاية، و حتى في الشرق الجزائري، و قد دعت جمعية و مواطنين مهتمين في هذا الشأن، الجهات المعنية التدخل لوضع حد لهذه الظاهرة التي تنذر بتفشي أمراض وسط المستهلكين.
كمال واسطة