هجروها سنوات العشرية السوداء

انعــدام الكهربــاء و الميــاه يؤجــلان عــودة السكــان إلى قرى بني ولبــان
مازالت قرى  و مشاتي عديدة ببلدية بني ولبان غرب ولاية سكيكدة دون كهرباء، و تنتظر التفاتة من السلطات، أين يعيش سكان زكارنة، تلزقان، و حي بلحرش، و رمان القارص، و الشعبة،  و كرارة، و لقرامد، و قطوطه، و حلوفة دون ربط بشبكة الكهرباء الريفية، على الرغم من المراسلات العديدة، و الاحتجاجات التي قام بها السكان في أكثر من مرة ، فيما تبقى مشاتي أخرى تعاني من نقص حاد في هذه الوسيلة الضرورية للحياة، و هي بولخراشف، و بولحجر، و بوخلوف، و ديار العرب، و جنان العناب، فيما يعيش سكان قرى أخرى على النقيض من ذلك، جراء الخطر الداهم لهم نتيجة مرور الخط الكهربائي ذي الضغط العالي فوق مبانيهم، على غرار قرى بوزار، و لمرابع، و القرية الفلاحية، و حمروش قطاف، و منطقة الخنقة الواقعة على الطريق الولائي رقم 7.
طرقات و شوارع بلدية بني ولبان و بمجرد إطلاق عملية تزويد السكان بالمياه، تتحول إلى أودية و شعاب بسبب التسربات العديدة في شبكة التوزيع، و انعدام العدادات في منازل المواطنين الذين استفادوا من توصيل المياه في إطار مشروع القناة الضخمة، انطلاقا من سد القنيطرة ببلدية أم الطوب، و بلديات الجهة الغربية للولاية، و بالرغم من أن البلدية و مصالحها راسلت في أكثر من مرة مديرية الري للولاية، و كذا الجزائرية للمياه، إلا أن الأمور ما تزال على حالها، و تنبئ بتفاقم الوضع الذي أصبح يتطلب التدخل العاجل  من الجهات المسؤولة.
و حسب عضو بالمجلس البلدي، فإن البلدية لا تستطيع بالإمكانيات و الوسائل المادية المتاحة لديها في الوقت الحاضر، التكفل بتركيب العدادات في البيوت، و لا على تسيير عمليات التزويد اليومي للمواطنين بالمياه، كون الجزائرية للمياه هي المسؤولية المباشرة، كاشفا عن وجود دراسة تقنية من ميزانية البلدية لتغيير الشبكة  بين منبع سيدي إدريس، و قريتي قطاف حمروش، و كركارة، من أجل  الزيادة في قدرة التدفق، و ضمان تموين دائم، و مستمر بالمياه.
و يشتكي سكان بني ولبان من خطر المجاري المائية التي تصب في سد القنيطرة، و تشكل في ذات الوقت تهديدا حقيقيا للسكان القاطنين بجوار هذه الأودية، جراء الفيضانات التي تقع في فصل الأمطار، و تضع هؤلاء السكان في ورطة، و في حالة من الخوف الشديد،  و يبقى مطلب الاستفادة من  مشاريع طموحة لإزالة هذا الخطر، و في مجال الطرق الداخلية للبلدية، و على الرغم من المشاريع التي استفادت منها البلدية في إطار المخططات الوطنية و المحلية للتنمية، إلا أن هناك مناطق ريفية مازالت في حاجة ماسة إلى برامج تنموية، خاصة بعد العودة الكثيفة للسكان إلى أراضيهم الزراعية التي غادروها أثناء فترة التسعينيات، في أعقاب تدهور الأوضاع الأمنية بشكل لافت، و تصاعد العمليات الإجرامية الإرهابية ضد السكان المعزولين في مناطق جبلية، لاسيما المجاورين لمنطقة بني حميدان بولاية قسنطينة، و غبالة بولاية جيجل.
و تعد بني ولبان قطبا فلاحيا بامتياز، حيث تتوفر على محيطات فلاحية كبيرة متخصصة في زراعة الحبوب الشتوية، منها القمح، و الشعير، و أعلاف الماشية، و تنتج اللحوم، و الألبان، و الزيتون، و لكنها تعاني من غياب كلي للحواجز المائية، و السدود الصغيرة، و تفتقر لوسائل الإنتاج، و تجهيزات الري الفلاحي، و يعاني المزارعون من نقائص بالجملة، منها التقنية و المادية، و كان بإمكان المنطقة أن تعرف إقلاعا تنمويا، و تتحول إلى فضاء زراعي وطني لو لقيت العناية و الاهتمام الحقيقي، و الاستفادة من  البرامج التي كانت تخصص للفلاحين في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية. و كشف عضو في المجلس الشعبي البلدي، عن أن مواطنين كثيرين يريدون العودة إلى أراضيهم، و مزارعهم، و ممتلكاتهم التي تركوها أيام العشرية السوداء زمن تدهور الوضع الأمني، و لكن ظروف العودة مازالت غير متوفرة في الوقت الراهن، و يتطلب الأمر بعث مشاريع تنموية جديدة في مختلف المجالات.   
بوزيد مخبي