كشف مصدر مسؤول من الغرفة المحلية بولاية سوق أهراس، عن الشروع مؤخرا في زراعة نبتة الزعفران ببلدية أولاد ادرس، و ذلك كتجربة أولى قصد تنويع الأنشطة الفلاحية المولدة للثروة، و المستحدثة لمناصب الشغل. وقد انطلقت زراعة الزعفران بهذه البلدية الجبلية التي تمتاز بتربتها الخصبة، و الواقعة على ارتفاع حوالي 1400 متر عن سطح البحر، بعدما حققت نجاحا كبيرا في إنتاج فاكهة الكرز، و قد أكد محدثنا على أن مصالح الفلاحة تتوقع نجاح تجربة زراعة الزعفران بالولاية، و التي تشمل في مرحلة أولى مساحة صغيرة، و بسيطة قبل تعميمها على بقية مناطق الولاية، و شرع في هذه العملية بعد جهد كبير، و تحسيس في الوسط الفلاحي من طرف مديرية المصالح الفلاحية، و ذلك قصد التحول إلى الزراعات التجارية بدل الزراعة المعاشية، لا سيما و أن المنطقة تتوفر على المناخ الملائم لنمو نبتة الزعفران التي لا تتجاوز مدة جنيها، و حصادها على أقصى تقدير 3 أشهر، عكس الفلاحات السنوية الأخرى من شتى أنواع الحبوب، و الزيتون. و قد تمت الاستعانة لخوض هذه التجربة، بمنتجين من ولاية تيارت، و الذين سبق لهم و أن قاموا بتجربة زراعة الزعفران، حيث ذكروا بأن هذه الزراعة لا تحتاج إلى عناية خاصة، لا سيما و أن عملية حصد المحصول سيشرع فيها نهاية سبتمبر الجاري، و بالنظر إلى أن مادة الزعفران جد مطلوبة في السوق المحلية، و حتى الدولية، فإن سعر الغرام الواحد منها يصل إلى ما بين 30، و 40 أورو، فضلا عن أنه يسمح بتنويع، و رفع مداخيل الفلاحة العائلية، و أن كل الأنشطة الفلاحية بهذه المنطقة «فلاحة عائلية»، تعتمد على قطع أرضية صغيرة، و تثمين هذه النبتة التي تدخل في خانة الزراعات الصناعية التحويلية، و حتى الصيدلانية، لاسيما و أنها تستخدم في تحضير الحلويات، و في الطبخ، و حتى في العلاجات، و غيرها من المستحضرات.
واستنادا للعارفين بتقنيات هذه الزراعة، فإن نبتة الزعفران تتطلب أيادي قادرة على التعامل مع زهراتها، و شعيراتها التي تمثل المحصول لاسيما، و أن 80 ألف زهرة تعطي فقط رطلا من الزعفران الطبيعي في شكل خيوط تستخدم في شتى أنواع المربى، و الأطباق في أفخم الفنادق المصنفة، و هو ما جعل هذه المادة جد مطلوبة داخل البلاد، و خارجها. للإشارة، فإن جني هذه المادة المدرة للربح، لا يتعدى شهرين بعد أن تبرز الزهرة التي تشبه حبة الثوم المفتوحة، لتقطف الخيوط ذات اللون الأحمر، و تجمع إلى أن تصبح صفراء، لتتحول بعد مدة قصيرة إلى يابسة، ثم تسوق للعديد من الاستخدامات المباشرة، أو التحويلية.
ف/غنام