نجحت مصالح الاستعلام والأمن بعنابة مؤخرا، من تفكيك شبكة دولية لتهريب الكوكايين، يقوم أفرادها بتمرير المخدرات الصلبة من ليبيا نحو تونس وصولا إلى الجزائر، تمهيدا لتهريبها عبر رحلات جوية وبحرية باتجاه عدة دول أوربية، وجزء منها يروج بالسوق المحلي.
واستنادا لمصدر موثوق، تمكنت المصالح المختصة بناء على معلومات استخباراتية من توقيف رعية تونسي وسط مدينة عنابة، دخل إلى الجزائر عبر معبر أم الطبول، ينشط ضمن شبكة دولية لتهريب الكوكايين التي تدخل إلى تونس من ليبيا، ليتكفل بتمريرها داخل التراب الوطني باستخدام أساليب متعددة وغير مألوفة، منها استخدام الجراحة على مستوى البطن من أجل تمرير المخدرات بادعاء المرض، كما يقوم الموقوف بابتلاع الكوكايين في شكل كبسولات عبر الفم، وإخراجها من بطنه عند قرب إتمام الصفقة. وتوصلت تحريات المحققين، إلى ضلوع أشخاص آخرين، مع الرعية التونسي في تهريب والمتاجرة بالكوكايين، واشتغلالا للمعلومات التي تحصل عليها أفراد الضبطية القضائية، أوقفت تاجر للعملة الصعبة بشارع ابن خلدون « كومبيطا» لاشتباه التعاون معه، كما كشفت التحقيقات بعد الاستعانة بسجل المكالمات الهاتفية التي كان يجريها الرعية التونسي البالغ من العمر 45 سنة، وجود أفراد من الجزائر العاصمة على تواصل دائم معهم، كما كان يستغل أرقام هاتفية بأسماء مختلفة، من أجل التمويه وعدم كشف هويته الحقيقية. ووفقا للمصدر بدأت مصالح الأمن والاستعلامات، في تتبع خيوط القضية من الجزائر العاصمة، وبتمديد اختصاص التحقيق إلى ولاية عنابة، تم توقيف الرعية التونسية داخل فندق بوسط المدينة، اعتمادا على المكالمات الهاتفية التي كان يُجريها. وبعد استكمال مصالح الضبطية القضائية التحقيقات مع كامل أفراد الشبكة الدولية، تم إحالة الملف على قاضي التحقيق بالقطب الجزائي المتخصص بمحكمة سيدي محمد بالجزائر العاصمة، أين شرع عميد قضاة التحقيق في استجواب المتهمين والمشتبه فيهم، وحسب مصادرنا نفى تاجر العملة بالسوق السوداء علاقته بأفراد الشبكة، وصرح بأنه تعرف على الرعية التونسي خلال عملية شراء مبلغ بالدينار التونسي مقابل الدينار الجزائري، حيث طلب وساطته لكراء شقة للإقامة بعنابة، حيث عرض عليه تاجر العملة كراء مسكنه، وبقي يتردد عليه كل مرة يحل فيها في عنابة، وأضاف بأنه تفطن في إحدى المرات، لدى مغادرة الرعية التونسي الشقة، إلى وجود كبسولات مشبوهة بالمكان المخصص لرمي القمامة، ما جعله يبلغ مصالح الأمن عن الموضوع.
وتشير مصادرنا إلى فتح مصالح الأمن بالتنسيق مع الدرك الوطني تحريات معمقة مع جزائريين يترددون بصفة مستمرة على تونس، يعبرون المراكز الحدودية بسياراتهم ويصطحبون معهم تونسيين يشتبه انتمائهم إلى شبكات المتاجرة بالمخدرات والممنوعات، كما تضع السلطات الأمنية بالجزائر الرعايا الليبيين المشتبه فيهم بالنشاطات مع عصابات المتاجرة بالأسلحة والمخدرات، تحت أعينها. وأوضحت ذات المصادر، بأن تضييق الخناق على نشاط عصابات تهريب والمتاجرة بالكوكايين عبر الحدود، بسبب النزاعات الدائرة في مالي وليبيا، عطلت أهم طرق التهريب من دول الساحل الإفريقي إلى أوروبا مرورا بدول البحر الأبيض المتوسط، إلا أن المهربين باتوا يتكيفون مع هذه الظروف المستجدة معدلين مسار حمولاتهم.
وحسب متابعين للشأن الأمني، تحول الغرب الإفريقي في السنوات الأخيرة، إلى ممر رئيسي للكوكايين القادم من أميركا اللاتينية والمتجه إلى أوروبا، في ظل الانفلات الأمني بمالي وليبيا، حيث تحاول شبكة التهريب الدولية نقلها إلى غاية الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بمساعدة الجماعات الإرهابية المسلحة عبر الحدود الجنوبية.
حسين دريدح