نطقت، أمس، هيئة الاستئناف بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء أم البواقي، بتأييد الحكم الصادر في حق قاتلة الطفل تيناكر نصر الدين البالغ من العمر 5 سنوات، والذي يدينها بعقوبة الإعدام، مع إلزامها بدفع غرامة مالية للأطراف المدنية تقدر بـ160 مليون سنتيم، بعد أن تمت متابعتها بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتمس ممثل النيابة العامة هو الآخر تأييد العقوبة التي نطقت بها محكمة الجنايات الابتدائية.
وعادت الجانية المسماة (د.ص) 28 سنة، للاعتراف بالجرم المنسوب إليها، أين عاودت سرد تفاصيل فعلتها الشنيعة أمام هيئة الاستئناف، وذكرت الجانية بأن جريمتها كانت تنوي منها الثأر للمعاملة القاسية التي تعامل بها على يد أهل زوجها، وخاصة شقيقه والد الطفل الضحية، مبينة بأنها وإلى جانب قسوة أهل زوجها اصطدمت بتفضيل ابن صهرها على ابنها بالرغم من سنهم المتقارب.
وكانت الجانية قد تورطت بتاريخ الثامن من شهر سبتمبر من سنة 2016، في قتل الطفل نصر الدين تيناكر الذي كان يستعد لدخول القسم التحضيري بابتدائية حي الحيرش بعين فكرون، وهي التي أعرضته لما كان رضيعا، لتستدرجه صباح يوم الوقائع موهمة إياه بإدخاله لمنزلها ليلعب مع ابنها، غير أنها توجهت لمطبخ سكنها المتواضع، واستلت خنجرا ووجهت له 30 طعنة في مناطق مختلفة من جسده، لتقوم في غفلة من والده وأهله الذين يقطنون الطابق الأول للسكن الفوضوي، من إخفاء جثته داخل كيسي سميد ووضعها داخل غسالة للملابس وإخفائها بالملابس البالية، وفي مقابل ذلك دخل أهل الضحية وجيرانه وسكان مدينة عين فكرون في رحلة بحث عنه، تمت الاستعانة فيها بالكلاب البوليسية المدربة، وسببت الهبة التضامنية لسكان المدينة بحثا عن الطفل نصر الدين، قلقا لدى الجانية، التي قررت التخلص فجرا من الجثة، غير أن السكان الذين تجندوا ليل نهار، تفطنوا للكيس الذي قررت إخراجه من سكنها، وهو الذي تبين بأنه يحوي جثة الطفل نصر الدين.
الجانية اعترفت في الجلسة الأولى بتفاصيل جرمها، مبينة بأن تهميش أهل زوجها لابنها، جعلها تقرر التخلص من الطفل الذي خطف قلبهم، وبينت بأن توجه ابنها للحلاق وعودته من دون مبلغ 100 دينار المتبقي من المبلغ الذي منحته إياه، ليتضح فيما بعد بان جد الطفل منح المبلغ المتبقي لنصر الدين، هو السبب الذي جعل تسارع في التخلص من الضحية الذي قالت بأنه يناديها «ماما»، وقدمت أمس أمام محكمة الاستئناف بأنها كانت على علاقة مع شقيق زوجها والد الضحية، وقررت التخلص من ابنه لتنتقم منه ومن زواجه من أخرى، وهي الرواية التي فندها دفاع الضحية، واعتبرها قاضي الجلسة بالتصريح الجديد الذي يقدم لأول مرة ولم تأت به الجانية طيلة مراحل التحقيق.
أحمد ذيب