يقـتـل عسـكـريـا تدخل لفـض شجـار بـيـنـه و بـين شـخـص آخـر
سلطت محكمة الاستئناف لجنايات مجلس قضاء تبسة يوم، أمس، على المتهم الرئيسي في قضية قتل عسكري بسيارته في طريق الكويف، بـ10 سنوات سجنا نافذا، و أدين المتهم الثاني بعقوبة 6 أشهر سجنا عن جنحة عدم التبليغ عن جناية، فيما تمت تبرئة ساحة المتهم الثالث الذي قام بإسعاف الضحية نحو مستشفى تبسة، و مرافقته إلى غاية مستشفى ابن رشد الجامعي بولاية عنابة.
وقائع هذه القضية تعود حسب قرار الإحالة، إلى يوم 5 ديسمبر 2014، و على إثر شجار وقع بين المتهم الرئيسي المدعو « م ـ أ « مع أحد الأشخاص بطريق الكويف بمدينة تبسة، حيث تدخل الضحية لفك النزاع، و لكن المشهد عرف تطورا مفاجئا عندما اغتاظ المتهم الذي ابتعد عن مسرح الشجار لمسافة حوالي 100 م، ثم عاد يقود السيارة بسرعة فائقة، و قام بدهس الضحية تحت عجلات السيارة، قبل أن يفر رفقة أحد أصدقائه نحو وجهة مجهولة، و قد تم توقيفه لاحقا من طرف مصالح الدرك الوطني لبلدية الكويف، فيما تم تحويل الضحية إلى مستشفى تبسة، و أمام خطورة الإصابة، تم تحويله إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بولاية عنابة، أين لفظ فيه أنفاسه الأخيرة بعد أسبوع إثر تحطم جمجمته.
يوم المحاكمة نفى المتهم و شريكاه جرم القتل العمدي، و قالوا بأن الأمر يتعلق بحادث مرور أدى إلى وفاة الضحية، فيما أكد ممثل الحق العام في مرافعاته على أن نية القتل العمدي متوفرة في قضية الحال، و أن مسرحية حادث مرور ما هي إلا ذريعة من طرف المتهمين هروبا من العقاب الجزائي، مذكرا بالسيرة الحسنة للضحية، و هو «عريف أول في فرقة مكافحة الإرهاب» كان في إجازة، و كان لحظتها في زيارة لشقيقه، و بدل أن ينال الشكر لفض نزاع حول عملية بيع مشروبات كحولية، كان مصيره القتل العمدي، مذكرا المتهم الرئيسي بأنه كان في حالة سكر و لا وعي، لكنه تصرف بذكاء خارق للعادة لأجل طمس معالم الجريمة بمشاركة و مباركة صديقيه.
و توقف ممثل الحق العام في مرافعاته، عند خطورة هذه الجريمة التي أودت بحياة شاب في مقتبل العمر، يملك شهادات عرفان و تقدير من القيادات العسكرية، عما بذله من مجهودات معتبرة في مكافحة الإرهاب بولايتي جيجل و الجلفة، و حتى خارج عمله أراد فعل الخير، للتوسط و فض النزاعات بطريقة ودية و أخوية، و قال بأن المتهمين تجردوا فعلا من الإنسانية و الأخلاق، و بعد قتله حاولوا طمس معالم الجريمة، ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام في حق المتهمين الثلاثة.
ن.ع