أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، حكما بالسجن لـ 10 سنوات نافذة ضدَّ متهمين بتكوين جمعية أشرار والضرب المفضي لوفاة موّال ببلدية عين عبيد، وإسقاط جناية القتل العمدي عنهما، كما أدين آخران بذات الجرم بعدما بُرِّءا منه سابقا، وحكم عليهما بـ 5 سنوات سجنا، فيما تمت تبرئة شاب.
القضية تعود إلى ليلة 18 سبتمبر من سنة 2014، عندما تعرض المدعو “ح.م.ا” 62 عاما، لكسر بالعمود الفقري جراء الاعتداء عليه من قبل مجهولين حاولوا سرقة ماشيته بقرية عامر الصراوية بدوار كحالشة كبار، ما أدى إلى وفاته بالمستشفى الجامعي في اليوم الموالي، لتبدأ التحقيقات مع الشاهد و هو ابن الضحية المسمى “ح.ج”، الذي صرح بأنه و ليلة الوقائع، سمع بالزريبة التي يبيت فيها والده لحراسة الماشية، نباح الكلاب، فعرف بوجود شيء ما، ولدى خروجه، لاحظ في الظَّلام الحالك شخصين ملثَّمين تقدم أحدهما من والده الذي كان نائما بمقطورة الجرار وتشابكا، فقام الشيخ بإيقاع المعتدي، ليوجه له الملثم الثاني ضربة قوية جعلته يهوي أرضا.
و أضاف ابن الضحية أنه عندما حاول الدفاع عن والده، وقع هو الآخر، ليفاجأ بسكين على رقبته والجاني يهدده بقتله وقتل أبيه في حال قاوم، حيث ربطه بسلك معدني بعدما نادى على أحدهم باسمه قائلا “يا نصرو ساعدني”، كما قال المعتدي لمرافقه الثاني “عادل لن يأتي، لقد أخلف وعده لنا”، وهو اسم المتهم الثالث في القضية، مؤكدا رؤيته للملامح العامَّة لأحدهم بعدما أشعل ضوء الهاتف.
و ذكر الشاهد أن الجناة طلبوا منه رقم هاتف لمقرب منه حتى يأتي بالمساعدة لوالده المصاب، فمنحهم رقم أخيه الذي استعان بجَارٍ له، حيث وجد أباه في وضع حرج، بعد فرار اللصوص. و قد كانت المفاجأة لدى سماع ابن الضحية صوت المتهم “ب.ح” لدى مصالح الدرك الوطني، فتعرف عليه وقال أنَّهُ المتهم الرئيسي، فيما تمسك هذا الأخير بالنفي و صرح بأنه كان جالسا في المقهى لغاية ساعة وقوع الجريمة، مع مجموعة من سكان الدوَّار وكحالشة كبار، مضيفا أن المتهم “ف.م” شاهد على ذلك مع عدد من الشباب، ليتم إحضاره من إحدى المشاتي المجاورة، لكنه و حال رؤيته لأعوان الضبطية، لاذ بالفرار، ليوقف بجبل مجاور بعد مطاردته، حيث عثر على سلاح أبيض لديه، وعند سماعه بمحضر رسمي، عاود سرد قصة تواجده بالمقهى رفقة المتهم الأول “ب.ح”.
وبعد مُدَّة، أوقف المتهم الثالث “م.ت” بعدما تبين أنه باع هاتف الضحية الذي سرق منه ليلة الحادثة مع معطف ومبلغ 20 ألف دج، ليصرَّح بشرائه من سوق الخروب وبتعوُّده على التجارة بالهواتف النقالة، لكن وبعد متابعة البحث معه، ذكر صديقا له يدعى “ع.م” و يحمل نفس لقب المتهم الثاني، حيث أنكر هو الآخر تورطه، لكنَّ الشاهد تعرّف أمس خلال المحاكمة، على صديقه “م.ت” المسبوق في قضية سرقة، كما أوقف المتهم الخامس “ع.م.ا” الذي استفاد من البراءة، لأنه يشبه أحد الموقوفين. و قد رافع الدفاع من أجل براءة المتهمين، فيما التمس النائب العام الإعدام للجميع و رفض تكييف القضية إلى الضرب المفضي إلى الوفاة.
فاتح/خ