شبكات المتاجرة بالنحاس تستهدف كوابل الإنارة العمومية بعنابة
كشف مصدر مطلع للنصر، عن وجود نشاط مكثف لشبكات مختصة في سرقة الكوابل النحاسية من أعمدة الإنارة العمومية، و ورشات الانجاز التي لم تستكمل فيها عملية تشغيل الإنارة، تنشط بعدة أحياء بمدينة عنابة، و يمتد نشاطها لولايات مجاورة.
و ذكرت مصادرنا، بأن أفراد العصابة يستهدفون شبكة الإنارة العمومية على مستوى طوابق العمارات السفلية، قاموا بتعطيل و سرقة كوابل ببعض أحياء السهل الغربي، باستخدام و سائل التفكيك و استخدام القوة و العنف في انتزاع الكوابل تحت جنح الظلام.
و وفقا للمصدر، فإن المجرمين يقومون بسرقة الكوابل الجديدة التي وضعتها مؤسسات الانجاز لإنارة الشوارع الرئيسية، و ذلك عن طريق الخطف باستحضار مركبة، كما تتعمد العصابة سرقة الكوابل الجديدة لاحتوائها على مادة نحاسية من النوعية الجديدة، إلى جانب غلاء ثمنه في السوق السوداء لدى سماسرة و مهربي النحاس.
و استنادا لذات المصدر، فقد قدم عدد من المواطنين شكاوى لمصالح البلدية و المؤسسة المكلفة بمتابعة المشروع، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة كفتح تحقيق في القضية و توقيف الفاعلين، من جهتها تدخلت ذات المصالح لتركيب كوابل جديد و إعادة الإنارة العمومية بالعمارات التي تم استهدافها.
فيما كادت عمليات السرقة أن تتسبب في ترك عدة أحياء في الظلام الدامس لارتباطها بكابل رئيسي واحد للإنارة العمومية، خاصة و أن مدينة عنابة تحولت إلى ورشة مفتوحة، في الآونة الأخيرة، لتجديد و انجاز مشاريع الإنارة العمومية بالطرق الرئيسية و مداخل و مخارج المدينة، و كذا الأحياء الكبرى، ما شجع العصابات المختصة على المتاجرة بالنفايات النحاسية، استهداف الشبكات الجديدة و سرقة الكوابل قبل وضعها حيز الخدمة، و ما يساعدهم على ذلك هو عدم ارتباطها بالتيار الكهربائي.
و وفقا لمصادر النصر، فإن شبكات المتاجرة بالنفايات النحاسية تقوم بجمعه بورشات سرية لرسكلته و فصله عن المواد البلاستكية، قبل تسويقه لتجار يقومون بتهريبه عبر الحدود إلى تونس، و كذا استخدامه في صناعة ذخيرة الأسلحة و خراطيش البنادق.
كما تحول استهداف شبكة سرقة الكوابل النحاسية من الكوابل الهاتفية التابعة لشركة اتصالات الجزائر، إلى كوابل الإنارة العمومية، حيث كانت تتكبد اتصالات الجزائر سنويا خسائر بالملايير من جراء سرقة الكوابل الهاتفية، مما ينعكس سلبا على استثمارات المؤسسة.
و من أجل الحد من تعطل الشبكة بالعديد من الولايات، تقوم الشركة بتعميم شبكة الكوابل بتقنية الألياف البصرية لإنهاء استهدافها من قبل عصابة سرقة الكوابل النحاسية.
و أمام تراجع نشاط عصابات النحاس و انعدام مصدر يوفر الكميات التي كانوا يحصلون عليها جراء عمليات السرقة، وجدوا في شبكات الإنارة العمومية البديل لتوفير النحاس و بيعه في السوق السوداء.
و ترجع مصادرنا سبب تنامي نشاط العصابات التي تستهدف شبكة الهاتف، إلى قيمة مادة النحاس الباهظة الثمن، يتم تجميعه لإعادة استرجاعه في ورشات سرية تمهيدا لتهريبه عبر الحدود التونسية مقابل عائدات مالية معتبرة، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية المترتبة عن ذلك. حسين دريدح
