نقص غرف التبريد يرهن إنتاج البطاطا بتبسة
تتوقع مديرية المصالح الفلاحية لولاية تبسة، إنتاجا متوسطا هذا العام و ذلك على خلفية تذبذب الأمطار و عدم سقوطها في أوانها، و إلى عدم إتباع جل الفلاحين للمسار التقني، أما إنتاج البطاطا و بعض الخضروات، فيبقى مرهونا بالاستثمار في مجال غرف التبريد، بحيث باتت هذه الغرف من أكبر المعوقات التي تحول دون الإقلاع الفلاحي المنشود في هذا المجال.
مدير الفلاحة حرمي مخوف، أكد على أن مصالحه تتوقع إنتاجا متوسطا للقمح و الشعير، يتراوح بين 600 و 700 ألف قنطار، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل، بينها عدم إتباع المسار التقني و الحرث العميق و عدم استعمال الأسمدة، و الاعتماد على مياه الأمطار بدلا من السقي و السقي التكميلي.
و ذكر المسؤول ذاته، بأن حملة الحصاد و الدرس التي انطلقت منذ عدة أسابيع بجنوب الولاية قد انتهت، و أسفرت عن نتائج جيدة بالنسبة ببعض الفلاحين، بحيث حقق بعضهم في هذه الأماكن المسقية نتائج جيدة بمعدل بين 30 إلى 40 قنطارا في الهكتار، فيما تمكن آخرون من بلوغ عتبة الـ 60 قنطارا في الهكتار.
و أوضح في الإطار نفسه، بأنه يتوقع إنتاج حوالي 300 إلى 400 ألف قنطار في المناطق الشمالية، و ذلك بعد الانتهاء من حملة الحصاد و الدرس التي انطلقت هذه الأيام، بحيث شرعت أكثر من 300 حاصدة في العمل، مدعومة بعدد آخر من الحاصدات التي كانت تعمل على مستوى نقرين و فركان و بئر العاتر.
من جهته ديوان الحبوب و البقول الجافة، استطاع أن يجمع 480 ألف قنطار من الحبوب منذ بداية حملة الحصاد التي انطلقت جنوبا منذ أكثر من شهر، و الرقم مرشح للزيادة بعد فتح 11 نقطة تجميع تابعة للديوان لترغيب الفلاحين في إيداع قمحهم و شعيرهم على مستوى هذه المخازن.
و في سياق آخر، يتوقع المختصون أن لا يتحقق الإقلاع الفلاحي المنشود بهذه الولاية بالرغم من إقرارهم بالجهود التي بذلت و النتائج المشجعة، و يعتقد هؤلاء بأن هذا الإقلاع مرتبط ارتباطا وثيقا بآليات و طرق التعاطي مع الأرض، من خلال الحرث العميق و إتباع نصائح المختصين، و توسعة المساحات المسقية، و الاعتماد على السقي التكميلي.
و برأي هؤلاء، فإن القطاع الفلاحي بالولاية بحاجة إلى مشاريع جادة، و منها مشروع جلب المياه من سد بني هارون لتطوير المساحات المسقية، على غرار ما وقع في ولايتي أم البواقي و خنشلة، بحيث سيسمح هذا المشروع بتوسعة المساحات المسقية التي لا تتعدى الـ 25 ألف هكتار حاليا و أغلبها بنافذة الولاية الجنوبية.
كما يراهن آخرون على إنجاز السدود على غرار سد وادي ملاق و سد الصفصاف و سد عين ببوش، لتوفير المياه السطحية و من ثمة تجاوز إشكالية توفير المياه، و في انتظار تجسيد هذه الرؤية، عمد القطاع إلى تبني خيارات أخرى متماشية و الإمكانات المتوفرة، بحيث تم إحصاء الفلاحين القاطنين في المناطق الحدودية الراغبين في الاستفادة من السقي التكميلي، أعدت ملفاتهم و حولت للجهات المعنية.
كما تم استحداث محيط فلاحي بمساحة 40 ألف هكتار و في حال تجسيد هذا المشروع، فإنه سيسمح برفع المساحة المسقية و إنتاج الولاية التي توصف بالرعوية الفلاحية، مع توفير مئات مناصب شغل، كما يجري التفكير في الاستفادة من المياه المصفاة من محطة تصفية المياه التي تتوسط مدينتي تبسة و الحمامات، في الوقت الذي شدد آخرون على ضرورة الاستثمار في مجال إنجاز غرف التبريد لتجاوز عائق حفظ الخضر و الفواكه المنتجة بعدد من البلديات.
الجموعي ساكر