افتتحت، أول أمس، بقصر الثقافة مالك حداد، بقسنطينة، فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، في طبعته الرابعة عشر تحت شعار «ألا هُبي بشعرك» التي جاءت تزامنا والاحتفال بشهر التراث، الذي خُصص لإبراز دور الذكاء الاصطناعي في حفظ وتثمين الموروث الثقافي والعمراني في الجزائر.
وقد أشرفت السيدة وسيلة بوحلاسة ممثلة عن السيد وزير الثقافة والفنون رفقة الأمين العام ممثلا لولاية قسنطينة، ومدير الثقافة على الافتتاح الرسمي لشهر التراث الثقافي و الطبعة الرابعة عشر من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، الممتدة من 17 إلى 21 من الشهر الجاري، والتي أستهلت فعالياتها بتقديم عرض مسرحي شعري بعنوان «حيزية قصيدة من لهب» من تأليف سعيد بو المرقة، وإخراج الفنان كريم بودشيش، حيث ضم العرض أسماء كثيرة من بينهم ممثلين من الحي الجامعي اللذين أديا دوري «سعد» و»حيزية»، وقال المخرج إنه قد تم تجنيد كل الإمكانيات اللوجيستية حتى يقدم العمل في ظروف جيدة، خصوصا وأن الاشتغال على هذه القصة التراثية في هكذا مناسبات سيساعد، وفقا له، على إحيائها والارتقاء بها لتنال الشهرة ذاتها التي نالتها قصص عالمية وعربية، كما اعتبر العمل مهم ويفتح الباب للتنقيب في هذا التراث العريق، وعقب بودشيش أنه لا يمكن التفريط في التراث الجزائري خصوصا وأنه يحوز على المادة الخام.
شاعرات الجزائر.. سفيرات للتراث الوطني
وعرف يوم الافتتاح استقبال ضيفات قسنطينة وشاعرات الجزائر اللواتي تميزن بارتداء أزياء تقليدية خاصة بمختلف الولايات الجزائرية، من طرف تلاميذ المدرسة الابتدائية بو الطبر صالح بعين السمارة، وفي حديثها للنصر قالت الكاتبة والشاعرة نسرين رضوان، من ولاية قسنطينة أنها تشارك بثلاث إصدارات تتحدث عن المرأة في المجتمع، الحرب، الآفات الاجتماعية، القضية الفلسطينية، أما أبرزها فهي مجموعة «أشعة الدهاليز» الذي افتتحته بقصيدة عن ولاية قسنطينة تطرقت فيها إلى الجانب الجمالي من المدينة، وعاداتها وتقاليدها، وعن البصمة الأنثوية في الشعر أفادت الشاعرة أنها تتجلى من خلال الصور والتفاصيل الدقيقة التي تدركها المرأة بعاطفتها وأحاسيسها.أما أمينة بوطرسة شاعرة متخصصة في الشعر الملحون ومؤلفة مسرحيات، أوضحت أنها ستلقي قصيدة بعنوان «قصر أحمد باي» تحكي من خلالها عن سيرتا القديمة مخاطبة الخيال وقد وظفت فيها عناصر تراثية مختلفة مثل «الحكواتي»، «القوال»، شخصية أحمد باي التاريخية، اللباس التقليدي والتراث والعادات فضلا عن كلمات من اللهجة القديمة وذكرت «الزنقة»، «درابزي»، «العارم» وهي المرأة الجميلة»، وعبرت بوطرسة أن الشعر الملحون يحمل الروح الحقيقية للمكان خصوصا وأن لغتها الشعرية تركز على الخيال التي تجعل القارئ يعيش القصيدة بوجدانه.واعتبرت الشاعرة هديل عكيف من ولاية غرداية، أنها تعد سفيرة لمدينتها من خلال مشاركتها في المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي الذي جمع، وفقا لها، مجموعة من الشاعرات اللواتي أبدعن في نصرة الحرف العربي الأصيل والجزائري، وذكرت أنها تشارك بمجموعة شعرية أول قصائدها بعنوان «أمنا الجزائر» التي تتحدث عن حب الوطن ووقوف أبنائه إلى جانبه. بينما اختارت الشاعرة كوثر فراحتية، من ولاية مسيلة، قصائد تراثية للتعريف بمدينتها أبرزها قصيدة «بكري» التي تعرف بعادات وتقاليد المنطقة، البيئة، ثم اللباس التقليدي مجسدا في شخصيتي الجد والجدة.
التكنولوجيا لتطوير السياحة وتثمين التراث المعماري
ولأن المهرجان تزامن مع شهر التراث فقد عرفت التظاهرة معارض للموروث اللامادي القسنطيني، معرض للزيارات الافتراضية والمسح ثلاثي الأبعاد للمواقع الأثرية والسياحية للولاية، مشاركة طلبة أصحاب مشاريع مبتكرة توظف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة في حفظ التراث وتثمينه، وأخرى متخصصة في السياحة الذكية، وفي هذا الجانب أفادت المهندسة والباحثة في التراث مريم صغيري، أن مركز البحث في تهيئة الإقليم بقسنطينة، قطع شوطا في العمل على تفعيل الذكاء الاصطناعي وذلك بمجهود المختصين في الإعلام الآلي الذين يشتغلون به، مضيفة أنهم يعملون على مشروع لنبك معلومات تحصلوا عليه بتوظيف الرقمنة، وذكرت أنهم يملكون حاليا حوالي 46 مشروعا في التوثيق الرقمي لبعض المعالم الأثرية بالمدينة تُحدد من خلالها احتياجات كل معلم.
ومن أصحاب المشاريع المبتكرة التي توظف التكنولوجيات الحديثة في مجال السياحة وحفظ التراث، الذين تحدثت إليهم النصر تقي الدين غيموز، أحد القائمين على موقع «ترافيل لاند ديزاد» السياحي، الذي ذكر أنه والفريق يطمحون من خلاله إلى تطوير السياحة في الجزائر، مضيفا أن فكرة الموقع جاءت لتضع حلولا لبعض العراقيل التي تواجه السياح مثل البحث عن فنادق قريبة، تشبيك المطاعم والوكالات السياحية والسائح وتسهيل الخدمات بتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي، فضلا عن التعريف بالمعالم الأثرية للمنطقة التي يريد الشخص زيارتها وتوفير معلومات فورية له.مشروع «موقع لمتحف افتراضي» لطلبة من كلية الهندسة، ومعهد تسيير التقنيات الحضرية، وكلية الفنون والثقافة، من المشاريع التي لفتت انتباه الزوار، ووفقا للطالب بالكلية ذاتها ورئيس نادي الإبداع الفني وائل مرداسي، فإن فكرة الموقع تتمثل في إتاحة القيام بزيارة افتراضية لمتحف تاريخي يحتوي على صور شهداء وشهيدات الوطن، ومجموعة 22، وسيرهم الذاتية، وقال الطالب أنهم اعتمدوا في جمع المعلومات الموظفة في إنشائه على ما قدمه متحف المجاهد ومديرية المجاهدين بولاية قسنطينة.
من جانبها أفادت محافظة المهرجان أميرة دليو أن الطبعة الرابعة عشر من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي تعرف مشاركة حوالي 40 شاعرة، من داخل وخارج قسنطينة، وقد اختير لها «ألا هبي بشعرك» وفقا لها، لأنهم تركوا المجال مفتوح للشاعرات لإبراز مواهبهن والتحدث في كل المواضيع خصوصا وأن المرأة تكتب في الواقع المعاش، ماضيها، حاضرها، وأحاسيسها، كما ذكرت المتحدثة أن الجانب الأكاديمي سيكون حاضرا في الفعالية من خلال برنامج محاضرات متعلقة بالشعر النسوي والتي ستنطلق في اليوم الثالث.
وبما أن التظاهرة جاءت تزامنا وشهر التراث فقد ركزت على الجانب التراثي، حسب دليو، حيث ستتميز أيضا بخرجات سياحية تشارك فيها الشاعرات عاداتهن وتقاليدهن مع فتح نقاش بينهن وهن مجتمعات حول «سينية العصر القسنطينية» عن تراث ولاياتهن، بهدف تحريك أقلامهن للكتابة عن التراث الجزائري والترويج له عبر كل الولايات، مردفة أن إحياء التراث الجزائري القديم هذه السنة جاء من خلال افتتاح الحفل بعرض مسرحي شعري سافر بالحضور إلى الجنوب الجزائري ليجسد قصة «حيزية» التي تعد من أقوى قصص الحب الجزائرية، وفقا لها وتم تناولها في عدة أعمال فنية وحتى في الشعر الملحون.
أول طبعة للشعر الملحون
وفي حديثه للنصر قال مدير الثقافة لولاية قسنطينة، السيد فريد زعيتر، إن هذه الطبعة من المهرجان جاءت في إطار الاحتفال بشهر التراث وقد تميزت بأنها أول طبعة للشعر الملحون، مضيفا أن قطاع الثقافة والفنون في الولاية سطر برنامجا متنوعا للاحتفال بشهر التراث الذي جاء هذه السنة تحت شعار «شهر التراث في ظل الذكاء الاصطناعي»، من ندوات ومحاضرات حول دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الممتلكات الثقافية والعقارية وكل ما يخص التراث الثقافي.
إيناس كبير
في طبعتها الرابعة عشرة
الإعلان عن الفائزات في مسابقة المهرجان الثقافي للشعر النسوي
أعلنت لجنة التحكيم محافظة المهرجان الوطني الثقافي للشعر النسوي أمس الأول، عن الفائزات في الطبعة الرابعة عشرة.
ففي فئة الشعر الفصيح نالت الجائزة الأولى الشاعرة آية رزايقية، عن قصيدتها «مشاء في ملكوت الضوء»، فيما عادت الجائزة الثانية للشاعرة أسماء رمرام، عن قصيدتها «غيمة في الغياب»، وافتكت الجائزة الثالثة الشاعرة أحلام بن دريهم عن قصيدتها «عزف على مقام السعادة».
أما الجوائز الثلاثة لفئة الشعر الملحون، فقد عادت وعلى التوالي لكل من، الشاعرة كوثر فراحتية، عن قصيدتها «أبي»، والشاعرة سلوى مسعي لميس عن قصيدتها « بين عينيك والغياب»، والشاعرة شهرزاد مديلة عن قصيدتها «محال ننسى».كما أشادت اللجنة بمستوى كل من قصيدة «عاشقة في جيبها وطن» للشاعرة بشرى بركاني، قصيدة «لا تسأل القلب» للشاعرة عائشة عتيق، وكذا قصيدة «أمنا الجزائر « للشاعرة هديل عكيف، وقصيدة «سيرتا» للشاعرة منيرة دريد.