أكدت الباحثة فوزية رواغ من جامعة سطيف 2 أن التدريس باللغة الانجليزية في الجزائر يعتبر نموذجا عالميا محليا، حيث يسعى لتلبية المتطلبات العالمية مع مراعاة المعايير المحلية والهوية الوطنية، في حين دعا متدخلون إلى ضرورة تعزيز التعاون بين أساتذة الانجليزية واللسانيات والمواد العلمية المعنية لوضع الإستراتيجيات اللازمة للعملية.
ونظمت المدرسة العليا للأساتذة، آسيا جبار، بقسنطينة، يومي 21 و22 أفريل، ملتقى وطنيا حول «تعزيز دور ممارسي الانجليزية للأهداف الخاصة لتطوير الانجليزية كأداة للتعليم في التعليم العالي»، حيث قال الدكتور حسان حمادة من قسم اللغة الانجليزية بالمدرسة إن الفعالية تستهدف مناقشة تعليم اللغة الانجليزية للأهداف الخاصة والمهنية وتعميم التعليم باللغة الانجليزية عبر الجامعات. وأضاف المتحدث أن العديد من الدراسات أجريت في الجزائر حول تعليم اللغة الانجليزية لأهداف خاصة، على غرار تعليم الانجليزية لمجال الاقتصاد أو التكنولوجيا، إلا أنه اعتبر أن هذه الدراسات لم تعمم عبر مختلف الجامعات، فضلا عن أن الجهود المبذولة في بعض الجامعات أنجزت على حدة، على غرار مدرسة الدكتوراه في عنابة ونظيرتها في سطيف. ونبه المصدر نفسه أن سياسة تعميم التعليم باللغة الانجليزية عبر مختلف التخصصات تتطلب اليوم إعادة النظر في محتوى الدراسة ومنهجية التلقين، ما يستوجب إعادة دراسة احتياجات الجامعة ودراسة الخطاب التعليمي والخطاب العلمي.
واعتبر المتحدث أنه لا يمكن استعمال اللغة الانجليزية العامة لتلقين العلوم والتكنولوجيات، ما يتطلب من أساتذة اللسانيات والتعليم والمنهجية الاجتماع حول هذا الموضوع، سواء كانوا أساتذة لغة انجليزية أو مواد علمية وتقنية. وأكد المتحدث أن التعاون بين أساتذة التخصصات المذكورة سيقدم نوعية جديدة من تعليم العلوم والتكنولوجيا وجميع الاختصاصات في الجامعة الجزائرية. وأضاف المتحدث أن التعليم باللغة الانجليزية ينبغي أن يوضع في يد أصحاب الاختصاص لإنجاز المادة التعليمية وتسطير برامج للتعليم وتكوين أساتذة في هذا المجال، فيما أوضح أن المستوى اللغوي للطالب الذي يأتي إلى الجامعة يبقى مطروحا، إذ يسجل تفاوت في مستوى تلاميذ الطور الابتدائي والمتوسط والثانوي في اللغة الانجليزية، معتبرا أن الاستراتيجية المقبولة تقوم على تقديم تكوين عن بعد لجميع الطلبة حتى يبلغوا مستوى مقبولا لتلقي العلوم بالانجليزية.
وقال الباحث إن تحقيق هذا الأمر يتطلب تضافر جهود الأساتذة والمتعلم والجامعة وجميع الشركاء الاجتماعيين، على غرار المدارس الخاصة وغيرها، في حين تطرقت الدكتورة فوزية رواغ من جامعة محمد لمين دباغين، سطيف 2، إلى مشروع اللجنة الوطنية للتعليم عن بعد فيما يخص الدروس المكثفة المفتوحة عبر الانترنيت MOOCs لتدريس الانجليزية للأساتذة الذي يدرسون مواد أخرى بغير الانجليزية، وأشارت إلى أن الجزائر تسعى إلى تدريس باللغة الانجليزية بناء على الجوانب العالمية مع الحفاظ على المعايير المحلية والهوية الوطنية، ما يجعله «نموذجا عالميا محليا»، أي تطبيق ما هو عالمي ولكن طبقا للمتغيرات المحلية للجزائر دون المساس بالهوية واللغة الأم. وقدمت المتدخلة توصيات لتحقيق التعليم باللغة الانجليزية بصفة مُمَنهجة وإستراتيجية مدروسة.
من جهتها، قدمت الدكتورة أحلام شلغوم من المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا بقسنطينة مداخلة بعنوان «دور ممارسي الانجليزية للأغراض الخاصة في مجال الانجليزية كأداة للتعليم: ميسرون، مرشدون لغويون أم داعمو محتوى؟»، حيث حللت العملية التعليمية باللغة الانجليزية وأوضحت أن دور ممارس الانجليزية للأغراض الخاصة كمُيسّر يشمل تسهيل وصول الطلبة إلى محتوى المادة بالانجليزية، إلى جانب دوره كمرشد لغوي الذي يشمل بناء التحكم اللغوي في الانجليزية الأكاديمية مع دوره كداعم للمحتوى الذي يستوجب تمتين فهم الموضوع عبر الدعم اللغوي الموجه. ونبهت المتدخلة في التوصيات إلى ضرورة وضع إستراتيجيات للتعاون المشترك بين ممارسي الانجليزية للأغراض الخاصة وأساتذة المواد العلمية.
سامي .ح