دعا، أمس، مشاركون في ملتقى وطني حول دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن المستدام وحماية المستقبل، إلى ضرورة استحداث مصالح متخصصة في مكافحة الجرائم المرتكبة عن طريق الذكاء الاصطناعي، وتكييف القوانين بما يتناسب والجرائم التي تم استحداثها، مع التأكيد على أهمية تكوين الطواقم البشرية في مجال الذكاء الاصطناعي لمجابهة التحديات الحاصلة في مختلف المجالات.
وتوجت أشغال الملتقى الوطني الذي احتضنته على مدار يومين جامعة الشهيد العربي بن مهيدي بأم البواقي، بتوصيات تم من خلالها الدعوة لاستحداث مصالح متخصصة لمكافحة الجرائم المرتكبة عن طريق الذكاء الاصطناعي، وهي التي تتولى البحث والتحري عن جرائم العالم الافتراضي، مع اعتماد سياسة جزائية مجدية بالاستناد على رسم معالم تشريعات واضحة ومرنة وتحيين المنظومة القانونية في متابعة وردع المتسببين في الجرائم المستحدثة، إضافة للاستناد على المعايير الدولية كممارسات فضلى في مجال تحديد إطار لتجريم حالات الجرائم العابرة للحدود للدول على الصعيد الدولي والإقليمي، والشروع في تكوين علمي وتقني عال للمحققين بالتنسيق مع الجامعات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي داخل الوطن وخارجه، ودعا المشاركون في الملتقى كذلك لضرورة الاهتمام المتواصل بصقل وتطوير الخبرة الفنية للقضاة وأعضاء النيابة والمحققين وجميع المتدخلين في العمل القضائي في مجال تقنية المعلومات والتعامل مع الكمبيوتر والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وإقامة محاكم متخصصة، والحرص على التزود بكل ما يجعل من حفظ المعطيات الرقمية في أماكن آمنة حماية لها من الغش والتلاعب، إضافة للعمل على استحداث قاعدة بيانات على المستوى الوطني تُعنى بالجرائم المرتكبة عن طريق الذكاء الاصطناعي، والحرص على تفعيل آليات التعاون الدولي من خلال إبرام اتفاقيات دولية بخصوص المساعدات بين الدول لمكافحة الجرائم المرتكبة عن طريق الذكاء الاصطناعي وتعزيز آليات التعاون القضائي والأمني وإجراءات لتسليم المجرمين.
واحتضن مركز التعليم المكثف للغات بمعهد اللغات بالجامعة في الفترة الصباحية، ورشات شارك فيها ضباط وأعوان شرطة ودرك وطني وجمارك، أين أطر إحدى هاته الورشات البروفيسور لعويد عبد القادر من جامعة وادي سوف، وهو الذي قدم عديد المفاهيم حول كيفيات استخدام الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الحديثة في رصد ومتابعة السلوكيات غير السليمة، وأشرف الدكتور حمام سفيان من المدرسة العليا للأمن السيبراني على تأطير ورشة ثانية بعنوان «التنبؤ بالهجمات الإلكترونية لقواعد وأنظمة البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، أين عرف الدكتور بالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وقدم لمحة حول التطبيقات المستعملة في الأمن السيبراني.
أحمد ذيب