في ندوة دولية للجامعات الحدودية الجزائرية التونسية بالطارف: التأكيد على تعزيز التعاون وتطوير مجال الابتكار وتثمين الطاقات المشتركة

افتتحت بنزل الطاحونة بالقالة، أول أمس، الندوة الدولية تحت شعار «آفاق التعاون الجزائري-التونسي لتعزيز المرتبة الدولية للجامعات الحدودية (5+5)»، بتنظيم من جامعة الشاذلي بن جديد وبمشاركة 25 ممثلًا من 10 جامعات حدودية (5 جزائرية و5 تونسية)، بالإضافة إلى مختصين وخبراء وممثلين عن وزارة التعليم والبحث العلمي
وذكر مدير جامعة، الشاذلي بن جديد، الأستاذ الدكتور، بن شهر شول، في كلمته الافتتاحية، أن تنظيم هذه الندوة يأتي تماشيًا مع التوجيهات الرئاسية والسياسات الحكومية الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتحسين جودة التعليم العالي وهو ما يعكس التزام الجزائر بمواكبة أهدافها الأكاديمية مع الرؤى الإستراتيجية، زيادة على تبادل الخبرات والأبحاث العلمية، مشيرا إلى أن فعاليات هذه الندوة الدولية المتميزة، تعد محطة إستراتيجية لتعزيز التعاون العلمي بين الجامعات الجزائرية والتونسية الحدودية 5+5، بما يكرس الرؤى المشتركة نحو التميز الأكاديمي وتدويل الجامعة، منوها بتنظيم هذه الندوة العلمية التي تجسد إرادة صادقة للجامعات الحدودية الجزائرية التونسية، لمجابهة التحديات واستثمار الفرص لرفع التصنيفات الدولية عبر حوار مثمر يجمع الخبرات الجزائرية والتونسية ويبني جسورا للشراكة في مجالات البحث والابتكار، تفضي إلى صياغة الواقع الإقليمي لجامعات البلدين الحدوديين، بما يسهم في تغيير واقعنا الأكاديمي ونستشرف مستقبلا تصبح فيه جامعاتنا، يضيف المتحدث، ركائز إشعاع علمي وإقليمي بالمنطقة، خاصة وأن تنظيم الندوة العلمية جاء وسط ظروف إقليمية متميزة وهي بذلك سانحة سعيا لتحقيق الغاية المشتركة في تعزيز الوجهة الدولية لجامعاتنا الحدودية، عبر تحليل واقع تصنيفها في المؤشرات العالمية وتبادل الخبرات حول إستراتيجيات تطوير الأداء الأكاديمي والبحثي وبناء شراكات نوعية تسهم في رفع جودة التعليم العالي والبحث العلمي، بوضع خطة عمل ملموسة تفضي إلى وضع خارطة طريق واضحة المعالم وتأسيس لجنة تنسيقية مشتركة تضمن متابعة المشاريع وتحقيق الاستمرارية في التعاون بين الجامعات الجزائرية والتونسية الحدودية، في إطار (برنامج 5+5)، زيادة على توطين التجارب الناجحة التي من شأنها تسريع وتيرة الاستفادة منها وتوظيفها في تحسين ترتيب جامعات البلدين الحدوديين وهو ما نطمح لتحقيقه، يقول مدير الجامعة، من خلال مخرجات هذه الندوة برؤى علمية ومقترحات جريئة بعيدة عن الأسلوب الكلاسيكي، لترجمتها إلى خطط علمية مشتركة تساهم في إبراز إسهامات جامعات البلدين في الساحة العلمية الدولية، داعيا من جانب آخر، لتبني روح المبادرة والعمل الجماعي الذي يعد ركيزة أساسية في بناء مستقبل أكاديمي مشرف.
وأكد منسق الجامعات الجزائرية في تدخله، أن اللقاء يعد محطة جديدة ضمن سلسلة من اللقاءات التي عززت على مدار العامين الماضيين، أواصر التعاون بين الجامعات الحدودية الجزائرية التونسية والتي توجت بإبرام اتفاقيات توأمة بين هذه الأخيرة ورغم كل ما تحقق من مكتسبات، إلا أنه مازالت هناك تحديات حقيقية تتطلب تنسيقا أكبر، داعيا إلى التركيز على تعزيز البرامج التكوينية المشتركة في مجالات ذات أولوية، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة وتشجيع البحث العلمي التعاوني، من خلال تنظيم ملتقيات علمية ونشر والمشاركة في البرامج الدولية والعمل على تحسين الترتيب الدولي للجامعات الحدودية الجزائرية التونسية، عبر تفعيل معايير الجودة والانفتاح على المحيط العلمي العالمي، لاسيما من خلال التصنيفات، مثمنا آفاق التعاون الجزائري التونسي لتعزيز الرؤية الدولية في قطاع التعليم العالي، الذي يبقى خيارا استراتيجيا قناعة بأن المستقبل الجامعي المشترك يبنى جماعيا وبمقاربات تكاملية، مبرزا أهمية تكثيف التعاون بين الجامعات الحدودية للبلدين، التي ستؤسس لمحطة نوعية جديدة نحو إطلاق مشاريع إستراتيجية مشتركة، على أن يشمل مسار هذا التعاون، جامعات ليبية، في إطار رؤية مغاربية متكاملة .
ونوه منسق الجامعات التونسية، بتنظيم هذا اللقاء الذي يعد استثنائيا ويمثل نقلة نوعية في مسار التعاون الأكاديمي بين الجامعات الحدودية للبلدين وهو ما يجسد، حسبه، الوعي المتزايد بأهمية الشراكة الجزائرية التونسية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، في هذا السياق الإقليمي المتحول، حيث أن هذا التعاون يعد دليلا على الإرادة المشتركة لتجاوز الشكل التقليدي للتعاون والمضي قدما نحو مبادرات أكثر نجاعة، مشددا على أهمية العمل المشترك بين البلدين، حيث شهدت العلاقات الثنائية دعما وزخما سياسيا وأكاديميا، كما شهدت الفترة الأخيرة، مشاركة مشرفة لطلبة الجامعات التونسية في عدد من التظاهرات والمسبقات التي نظمتها الجامعات الجزائرية.
وتم خلال اللقاء الذي عرف مشاركة 5 جامعات جزائرية هي الطارف، عنابة، سوق اهراس، تبسة، الوادي وورقلة وكذا 5 جامعات تونسية من صفاقس، سوسة قابس، القيروان وجندوبة، تنظيم محاضرات وورشات، تم خلالها التطرق بالتحليل لواقع وترتيب الجامعات الجزائرية والتونسية، كما كانت الفرصة لتبادل الخبرات حول استراتيجيات تحسين الأداء الأكاديمي والتصنيف الدولي ونسب تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعات الحدودية واقتراح حلول وآليات لتعزيز جودة البحث العلمي والتعليم العالي، مع عرض التجارب الناجحة والتحديات والفرص والشراكة البحثية بين الجامعات الحدودية للبلدين ومعايير التصنيفات الدولية .
نوري.ح