الجزائر تدعو الدول الإسـلامية إلى قطع علاقـاتها مع الصهاينـة
* المــأمول أن يبدأ عهد محاسبــة ومعاقبة الاحــتلال الاستيطاني
دعت الجزائر دول منظمة التعاون الإسلامي إلى قطع أي علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو أمنية مع الاحتلال الإسرائيلي. وأكد وزير الخارجية، أحمد عطاف على ضرورة الارتقاء بالمواقف إلى “مستوى تضحيات أهلنا في غزة»، مشددا على محاسبة ومساءلة ومعاقبة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، وقال بأن عبارات الإدانة والاستهجان وَحْدَهَا لن تُوقف الإبادة الجماعية والتصفية الممنهجة الدائرة رحاها في قطاع غزة.
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، على ضرورة الارتقاء بمواقف الدول الاسلامية إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني وسكان غزة في مواجهة العدوان الصهيوني، وذلك في كلمته، خلال الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بجدة بالمملكة العربية السعودية.
وقال الوزير عطاف، بأن خطورة الظرف الحالي في غزة «تفرض علينا الارتقاء بسقف مواقفنا الجماعية وتدعيمها بإجراءات وتدابير ومبادرات تستجيب لاستنجادات واستغاثات أشقائنا الفلسطينيين»، مشددا على ضرورة وضع حدّ لمظالم ومعاناة ومآسي و مغابن عدوانٍ خرق كل الثوابت والضوابط الأخلاقية والسياسية والقانونية، عدوان يصعب وَجْدُ الكلمات التي تصفه على واقعه وتَنْعَتُهُ على حقيقته.
وأكد وزير الخارجية، بأن عبارات الإدانة والاستهجان لم تعد كافية لوقف العدوان، وقال بهذا الخصوص: لقد آن الأوان لأن ندرك بأن عبارات الإدانة والاستهجان وَحْدَهَا لن تُوقف الإبادة الجماعية والتصفية الممنهجة الدائرة رحاها في قطاع غزة. وأكد أن المطلوب أولاً هو تحرك فعلي وفعّال على جميع المستويات المتاحة لنا لتكثيف الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وكفِّ سُبُلِ تجبره و استقوائه على الضعفاء والأبرياء. وشدد وزير الشؤون الخارجية على ضرورة محاسبة الكيان الصهيوني على أفعاله الاجرامية، مشيرا إلى أنه كان من المفروض والمنتظر والمأمول أن يبدأ عهد محاسبة ومساءلة ومعاقبة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، هنا، بإراداتنا و بالتزامينا و بفعلنا، داعيا الدول الاسلامية إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وقال عطاف: «كان من المفروض والمنتظر والمأمول أن ندعم، دعماً لا تردد ولا لبس فيه، قطع العلاقات الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي، كما سَبَقَنا في الدعوة إلى ذلك الاتحاد الافريقي قبل بِضْعِ أيامٍ خَلَتْ». ودعا عطاف، الدول الاسلامية المشاركة في قمة جدة، للارتقاء الى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناة سكان غزة، حيث قال: «كان من المفروض والمنتظر والمأمول أن نرقى بموقفنا إلى مستوى تضحيات ومعاناة واستنجادات واستغاثات أهلنا في غزة الذين كانوا ينتظرون منا أضعف الإيمان هذا المتمثل في فك كل الارتباطات المخلة بنصرتنا للقضية الفلسطينية». وتأسف الوزير عطاف من تجريد وتفريغ مشروع القرار المعروض أمام القمة من كافة هذه الاجراءات الجدية و الجادة، وهو» ما يحرم اجتماعنا هذا من بُلوغ مقاصده ومراميه، ويُفْقِدُه حقاَ معناه ومغزاه». وأكد عطاف أن المطلوب ثانياً هو تعزيز الخطوات المتخذة أمام الهيئات القضائية الدولية وتدعيمها بمساعٍ إضافية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لإقرار تدابير عقابية حازمة تضع حدّاً نهائياً للاستثناءات والتفضيلات والتمييزات والامتيازات المجحفة التي طالما استفاد منها الاحتلال الإسرائيلي بصفة حصرية دوناً عن غيره من أعضاء المجموعة الدولية.
وشدد الوزير في السياق ذاته، أن المطلوب ثالثاً و أخيراً، هو العمل على تحصين حل الدولتين عبر السعي لتوسيع قاعدة الاعترافات الرسمية بدولة فلسطين، والتوجه دون تأخير نحو المطالبة بعضويتها الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة. ليختتم عطاف كلمته بالقول: «تلكم هي الأهداف التي تفرض نفسها اليوم بإلحاح واستعجال كبيرين، وتلكم هي الأولويات التي ترافع من أجلها الجزائر من موقعها بمجلس الأمن بكل أمانة وإخلاص والتزام تجاه أشقائنا الفلسطينيين وتجاه قضيتهم، وقضيتنا، وقضية الأمة الإسلامية جمعاء».
ع سمير