خاضت الجزائر معارك دبلوماسية وسياسية متواصلة دون انقطاع طيلة خمسة عشر شهرا و إلى غاية الاتفاق على وقف إطلاق النار، لصالح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ السابع أكتوبر 2023 إلى حرب إبادة همجية صهيونية لا مثيل لها في التاريخ.
الجزائر التي قال زعيمها الراحل هواري بومدين « نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة» جسدت هذا الشعار منذ ذلك الوقت إلى اليوم، ولم تتخل عن الشعب الفلسطيني في كل الظروف، وهي ومنذ السابع أكتوبر 2023 تاريخ بداية العدوان الهمجي وحرب الإبادة الصهيونية على غزة وأراضي فلسطينية أخرى، خاضت وتخوض معارك دبلوماسية وسياسية وإنسانية شرسة لصالح القضية.
فالجزائر على مستوى مجلس الأمن الدولي كانت وراء كل القرارات التي ناقشها المجلس من أجل وقف حرب الإبادة في غزة، وعلى الرغم من الفيتو الأمريكي الذي وقف في وجه كل القرارات إلا أن بعثة الجزائر في الهيئة الأممية لم تفشل ولم ترفع أيديها مستسلمة، بل عاودت العملية تلو الأخرى حتى تبنى المجلس قرارا بوقف إطلاق النار في القطاع.و رافعت الجزائر من على منبر الأمم المتحدة ومن منابر أخرى على لسان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ومسؤولين آخرين، وعلى لسان قادة الأحزاب السياسية و ممثلي المجتمع المدني، وفي وسائل الإعلام المختلفة ، لصالح الشعب الفلسطيني طيلة خمسة عشر شهرا من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الإجرامية التي شنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبقية الأراضي المحتلة.وكانت الجزائر أيضا وراء الدعوة إلى مقاضاة قادة الاحتلال الصهيوني في المحاكم الدولية نظير جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وقد لبت بعض الدول النداء الذي أطلقه الرئيس عبد المجيد تبون، في هذا الشأن وجرت الكيان فعلا إلى المحاكم الدولية، وانضم إلى هذا المسعى العشرات من المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والأحرار في العالم، وبالفعل أصدرت الهيئات القضائية الدولية أحكامها وأدانت قادة الاحتلال.وعلى المستوى الإنساني وقفت الجزائر أيضا إلى جانب الأشقاء في فلسطين بشكل غير منقطع، عن طريق المساعدات الإنسانية التي أرسلت إليهم عبر الهيئات الرسمية والمنظمات والجمعيات النشطة في هذا المجال، ولم يتوقف الشعب الجزائري عن تقديم يد المساعدة لإخوانه في غزة بشكل انفرادي منذ اليوم الأول و إلى اليوم.
وقبل أسابيع قليلة فقط عاود رئيس الجمهورية التأكيد بشكل لا يدع مجالا للشك بأن الجزائر ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني مهما كان الثمن إلى أن ينال استقلاله ويقيم دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف، وستبقى وفية لمبادئها وتاريخها في مساندة حق الشعوب في التحرر والانعتاق.
و اليوم و العالم كله يتحدث عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية « حماس» وسلطات الاحتلال فإن دور الجزائر يبدو بارزا وبشكل كبير في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، وقد حظيت الجزائر بإشادة واضحة من قبل قيادي حركة حماس خليل الحية عند تقديم شكره للدول التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني طيلة 15 شهرا الماضية. ولن ينسى الشعب الفلسطيني أبدا وقوف الجزائر معه في كل الظروف وخاصة خلال الحرب الإجرامية الأخيرة ضده، وهو يعرف جيدا من وقف معه ومن خذله. إلياس –ب