يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صباح اليوم على الساعة الثامنة والنصف صباحا بتوقيت فلسطين، وذلك بعد 470 يوما من حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي نفذها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين والنساء والأطفال في أبشع حرب عرفها التاريخ الحديث.
وأدى هذا العدوان البشع الذي تعرض له سكان غزة على مدار 15 شهرا إلى استشهاد 46899 فلسطينيا حسب احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، أكثر من 70 بالمائة منهم من النساء والأطفال، إلى جانب 110725 مصابا، كما لا يزال وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي أزيد من 11 ألف مفقودا تحت الأنقاض بعد منع جنود الاحتلال جهاز الدفاع المدني من الاقتراب من المناطق المستهدفة لانتشال جثامين الشهداء، وكذا ضعف الإمكانيات المادية، خاصة الآليات الثقيلة لرفع الأنقاض.
وكان الوسيط القطري أعلن الأربعاء الماضي عن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، يدخل حيز التنفيذ اليوم الأحد، في حين جيش الاحتلال الصهيوني استغل الساعات الأخيرة لارتكاب المزيد من المجازر ضد العائلات في قطاع غزة، حيث يزيد عدد الشهداء منذ الأربعاء الماضي، تاريخ الاعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار عن 200 شهيدا و500 مصاب، وحاول الاحتلال افساد فرحة الغزاويين بانتهاء الحرب، بارتكاب المزيد من المجازر خلال الساعات الأخيرة التي تسبق دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ويتوقع أن يتم اليوم وفق نص الاتفاق بين حركة حماس والكيان الصهيوني أن يطلق سراح 3 أسيرات صهيونيات محتجزات لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، مقابل إطلاق سراح 95 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال، وينص الاتفاق على إطلاق سراح 33 أسيرا صهيونيا في المرحلة الأولى من الاتفاق مقابل إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين من بينهم 250 أسيرا محكوما عليهم بالمؤبد، كما ينص الاتفاق على أن جميع الإجراءات في المرحلة الأولى ستستمر في المرحلة الثانية ما دامت المفاوضات بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية مستمرة، والضامنون لهذا الاتفاق سيعملون على ضمان استمرار المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاق والعودة للهدوء المستدام، بما يحقق وقف دائم لإطلاق النار بين الطرفين، كما ينص الاتفاق على انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وفتح معبر رفح ليكون جاهزا لنقل المرضى والجرحى وإدخال المساعدات الإنسانية، كما ينص الاتفاق على إدخال 600 شاحنة يوميا استنادا للبرتوكول الإنساني الذي تم الاتفاق عليه تحت إشراف الوسطاء.
وأكدت حركة حماس في بيان صحفي أمس تعليقا على اتفاق وقف إطلاق النار أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه العدوانية ولم يفلح إلا في ارتكاب جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، وأضافت أن قادة العدو وجنوده سيلاحقون ويحاكمون على جرائمهم مهما طال الزمن، و واجب الوقت حاليا حسب نفس البيان هو البدء الفوري في إنهاء الحصار وإغاثة الشعب الفلسطيني وإيواؤه وتضميد جراحه، وعودة النازحين وإعادة الإعمار والبناء، وأكدت أن بروتكول المساعدات الإنسانية الذي تم الاتفاق عليه بإشراف الوسطاء يضمن تنفيذ إجراءات الإغاثة والإيواء والإعمار.
نورالدين ع